|
|
البقعة الساخنة وإنه لمن المفارقات الأغرب في التاريخ أن يتحدث بوش الذي غزا العراق واحتله وأفقره في حرب عدوانية ذهب إليها دون تفويض دولي - أن يتحدث - عن انتهاك الأخرين لميثاق الأمم المتحدة, وما يثير الاشمئزاز أن يتحدث أيضاً عن العنف ,ويوزع الاتهامات بدعمه ورعايته في الوقت الذي شكلت سياسته الفاشلة وحروبه العبثية أكبر مصدر لتغذية وتفريخ الإرهاب في العالم . لن نحاول دحض وتفنيد ما جاء في خطاب بوش حول اتهاماته لسورية وإيران وروسيا وكوريا وغيرها لسبب وحيد هو قناعتنا ,ومعنا الأغلبية الساحقة من شعوب العالم بأن الخطاب إياه وما جاء فيه وأي خطاب آخر قد يلقيه خلال الأسابيع المتبقية له لن يكون إلا تعبير عن الإفلاس وتجسيد للفشل والأصرار على تسجيل اخفاقات غير مسبوقة تسيء أولا وأخيرا إلى سمعة بلاده وهيبتها وصورتها . وأنه من المفارقات أيضاً ألا يسعى بوش في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة إلى استغلال هذا المنبر الدولي المهم لتصحيح الانطباعات عن سياسة ادارته أو لتحسين صورة بلاده عبر الإقرار أو الاعتراف ببعض الأخطاء أو التعبير عن الرغبة في التعاون مع الدول والحكومات لمعالجة أثار ونتائج سياسته الخاطئة والمتعالية التي تشكل تركة ثقيلة للرئيس الأميركي القادم وللعالم أجمع . لم يتذكر بوش أنه ضرب الاستقرار العالمي بحروبه وسياسته الخارجية ,ولم يدرك بعد أنه سيغادر البيت الأبيض وقد ترك بلاده والعالم في أزمة مالية هي الأكبر والأخطر ,فضلاً عن الأزمات الأخرى التي خلقتها عنجهيته على المستويات المختلفة الاقتصادية والبيئية ناهيك عن الإساءة إلى العلاقات الدولية ومبادىء الأمم المتحدة وميثاقها . الاجتماع السنوي للأمم المتحدة هو اجتماع دوري يمثل مناسبة مهمة يشارك فيها رؤساء الدول والحكومات للتعبير عن الرغبة في التعاون لعالم أفضل ,وللدعوة إلى قيادة جماعية موحدة لمواجهة الأزمات ومحاولة صياغة نظم أقدر على جبه التحديات في التنمية ومحاربة الفقر والأرهاب ,لضمان مستقبل أفضل يقوم على الشراكة لحماية مصالح الشعوب ..فأين بوش من هذا الخطاب والفكر واللغة ..لعله لم يعرفها ولن يعرفها ..!! |
|
