|
فضائيات وكان لفترة طويلة من الزمن فتى الشاشة الأول في مصر، حيث لعب أدوار البطولة في عدد كبير من الأفلام إلى جانب نجمات السينما المصرية كفاتن حمامة ونجلاء فتحي وغيرهما، كما قام ببطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية وهو ما زال حتى الآن أحد الأرقام الصعبة في الدراما المصرية ويتابع له جمهور التلفزيون الرمضاني مسلسلاً اجتماعياً إلى جانب سميرة أحمد بعنوان «ماما في القسم» . ومؤخراً التقته فضائية نايل-سينما عبر برنامجها «ستوديو مصر» فحاورته في العديد من الشؤون الفنية المتعلقة بالعمل التلفزيوني والمسرحي والسينمائي، وكان من أبرز ما طرحه ياسين من أفكار ما تعلّق بالسينما المصرية تحديداً حيث رأى أنها تراجعت كثيراً في السنوات الماضية، وأعاد سبب ذلك إلى نفض الدولة يدها عن الإشراف على السينما وإنتاج أفلامها.. والواقع أن محمود ياسين بإثارته هذا الموضوع يكون كمن وضع الملح على الجرح في ضوء الدعوات التي تظهر بين الحين والآخر داعية إلى إلغاء دور الدولة في الإشراف على السينما عندنا ووضع شؤون العمل السينمائي كافة في أيدي القطاع الخاص، وهو الأمر الذي قد يؤدي بالعديد من فنانينا السينمائيين للتحسّر على واقع السينما السورية كما تحسّر الفنان محمود ياسين على واقع السينما المصرية . وبطبيعة الحال فإن من يدعون إلى إلغاء إشراف الدولة على العمل السينمائي عندنا لهم مآخذهم التي قد تكون محقّة على طبيعة هذا العمل من الناحية الإدارية والفنية، لكن الحل بالتأكيد لا يكون بالتخلّي عن إشراف الدولة على العمل السينمائي بل تعزيز هذا الدور وتوسيعه، وهو أمر مرتبط بالدرجة الأولى بالناحية المادية التي لا تسمح بإنتاج أكثر من فيلمين روائيين في العام الواحد، وهو رقم ضئيل جداً لا يتناسب مع السمعة العطرة التي حققتها السينما السورية –وبالتحديد نتاجات المؤسسة العامة للسينما- على مدى تاريخها الطويل.. ولا شك أن صيغة التعاون القائمة حالياً بين مؤسسة السينما والقطاع الخاص تدعو إلى التفاؤل والتسليم بأن المسألة بين الطرفين يجب ألا تكون مسألة تنافس بل تكامل، عسى أن يخرِجَ هذا النمط من العمل الفيلم السينمائي السوري من الدائرة الفارغة التي وجد نفسه يدور فيها منذ أن أُبعِدت الموضوعات الكبيرة التي تطرح هموماً وقضايا عامة عن ساحة العمل السينمائي منذ العام 1983 لتحل محلها مواضيع على غاية من الذاتية والفردية . إن ما أشار إليه محمود ياسين من أهمية استمرار الحكومات في الإشراف على العمل السينمائي ومن كون الصناعة السينمائية صناعة استراتيجية –حسب تعبيره- لا بد وأن يشكّل حافزاً للتفكير مليّاً بالدور الذي يمكن أن يلعبه الإشراف الرسمي على العمل السينمائي وما يمكن أن يمثّله من ضمانة لحفاظ الفيلم السينمائي على سوية معقولة في المستوى والأداء . |
|