|
فضائيات لماذا يصرون؟ رغم المساوئ التي يتحدث الجميع عنها؟ من وجود كل هذا الكم من الدراما والبرامج،والتي لايتمكن احد من متابعتها جميعا... لاشك أن سوق رمضانية تلفزيونية من نوع خاص أوجدها المسؤولون عن الفضائيات،وشركاؤهم صناع الدراما ..سوق ترفع أسعار منتجها خلال هذا الشهر،لذلك يصر الجميع على أن تجهز وتباع سعيا وراء أرباح كبيرة،وهو أمر مشروع،ولكن المشكلات التي خلقتها هذه السوق الرمضانية يفترض أن تذكر المصرّين على هذه المزايدات الرمضانية أنهم يكسبون ماديا،لكنهم في المقابل يخسرون الكثير من الجمهور المشتت ما بين مختلف القنوات التي تعرض هذا الكم من البرامج والمسلسلات الأمر الذي يضيّعه،ويضيّع عليهم فرصة المتابعة الحقيقية. ثم إن هذا التسارع الإنتاجي خصيصا لهذا الشهر وما يترتب على ذلك من استعجال ألا يجعل تلك الأعمال تعاني من قصور فني وفكري،خاصة وأننا نسمع أن الكثير من المسلسلات تستكمل تصويرها خلال شهر رمضان... صحيح أن الأهداف في النهاية تتلاقى،لأن السوق يوحدها،إلا أن كلاً من الطرفين (الفضائيات وصناع الدراما) سيستخدمان طرقا مختلفة للوصول إليها ،فبينما يسعى الأول خلف الإعلان والرعاية من خلال استقطاب الأسماء الكبيرة في عالم الفن،التي دخل اسمها السوق(باعتباره يبيع) فإن الكثير من الدراميين يعانون جراء تحول منتجهم إلى مجرد حالة تجارية خاضعة للمزايدات ،بعيدا عن قيم منطقية تقيّمها باعتبارها منتجا (ثقافياً –فنياً –فكرياً) ..بالدرجة الأولى،وغياب هذا المعيار،يجعل مزاجية السوق هي التي تسّير أعمالهم ويرون أنفسهم مجبرين للخضوع إلى رغباته،الذي يجبرهم في أحيان كثيرة على التخلي حتى عما يؤمنون به! |
|