|
ذكريات في الفن والكراكوزاتي بلهجة دمشق هو صاحب خيمة خيال الظل التي كانت تنصب في ركن من أركان المقهى، في رمضان خاصة والخيمة هي المكان الذي يلعب فيه إنسان واحد شخوصا من الجلد الملون على شاشة منارة بمصباح تري الشخوص وهي تتحرك، والرجل يسرد بألسنتها قصة شبيهة بقصص المسرح والسينما في أيامنا هذه كان الرجل يلون صوته بألسنة الشخوص جميعاً وخاصة كراكوز وعيواظ والمدلل وأبو قحافة وأمينو وغيرها وكان لكل من هذه الشخوص شخصية وصوت وكان الكراكوزاتي يلون صوته بأصوات مختلفة للشخوص في وضعية تعتبر معجزة في ظروف الزمان. كان خيال الظل فناً بديلاً عن المسرح والسينما وكثيراً ماضحكنا لفصوله التي كنا نحضرها في المقهى، ونحفظ حوادثها عن ظهر قلب، كانت إلهية من إلهيات شهر رمضان المبارك فكأنها كانت مكافأة لنا على صيام نهار كامل ولقد كنت أول من كتب عن هذا الفن في سورية، وظهر كتابي عام 1964 لأول مرة ثم أعادت وزارة الثقافة إصدار طبعته الثانية بعد 40 سنة تقديراً منها لبحثي عن أصول هذا الفن وطرائق تقديمه، والأسر التي توارثته حتى الربع الأخير من القرن الماضي ولقد اجتهدت بأن أظهر للناس أنه وإن كان التمثيل يتم فيه بواسطة شخوص من الجلد الملون، إلا أنه فن عريق لأن إنجازاته في الماضي لافي سورية فقط بل في مصر والجزائر وقبلها في جنوب شرقي آسيا، في زمانه الأول. إن مسرح خيال الظل أو مسرح «كراكوز وعيواظ» باسم شخصيته الرئيسيتين هو فن من فنون المسرح في زمن كان فيه التشخيص ممنوعاً، وحسبنا اليوم أن نعتبره من تراثنا القديم، وإلهية من إلهياتنا في شهر رمضان المبارك. |
|