|
رؤية اختارت سيدة هولندية برفقة زوجها الأمريكي أن تفتح، في مراكش المغربية، مقهى للكتاب، تتجاور فيه كتب الأدب والمشروبات وأطباق الأكل وقطع الحلوى، ففي بلادها فتحت عينيها على مقاه تقترح على الزوار أكلا وكتبا. رواية كتبت الأمريكية اليزابيث غيلبرت رواية ( طعام صلاة حب) وقد لاقت رواجاً كبيراً, وفيها تخوض البطلة ( ليزا) رحلة البحث عن الذات انطلاقاً من طعام إيطاليا, مروراً بيوغا الهند وانتهاء بالحب في اندونيسيا, وتقوم جوليا روبرتس ببطولة فيلم مأخوذ عن الرواية. حكاية يقول لحبيبته: لكي نحافظ على حيوية واستمرارية علاقتنا لابد من إخضاعها لسيرورة الحياة, إذ لا يمكننا عزلها في برج عاجي ومداراتها من جراثيم الواقع, فتغدو ضعيفة المقاومة! خلاصة كل مالايصبح جزءاً من جدول الحياة اليومية يبتعد, ثم ينأى, ثم يتلاشى, ثم يموت. أزمة العربي مع القراءة والكتاب -كما أعتقد- أنها لا تشكل أي جزء من ذلك الجدول, بل تغدو ترفاً غير مستحب لا يقدر عليه إلا كل مقاوم للتسطيح والتفريغ الممنهج. وهكذا تظل القراءة فعلاً منفصلاً عن اليومي, فنتاجها لا يقدم خواتيمه المأمولة على الأرض. في بلادنا سيغدو كل قارئ نهم بؤرة لفيروسات الفهم والتحليل والمحاكمة, وهذا بالضبط ما يستوجب إيداعه في حجر صحي. |
|