|
رؤيـــــــة ومازلنا نردد مآثرهم كلما قلبنا أوراق الزمن لنقف عند منجزاتهم التي لاتزال آثارها إلى وقتنا الراهن. ولكن الغريب واللافت مايحدث في عصرنا الحالي، أنه ورغم أننا نسير على النهج نفسه، وأن الكثير من الشخصيات تتسلم زمام الأمور في غير موقع وفي غير وزارة أو إدارة ولكنها ما إن تعفى من الخدمة أو تحال على التقاعد حتى تدخل في غياهب النسيان وتمحى من الذاكرة لتدور عجلة الحياة بعد طي مرحلة كاملة بكل مافيها من إيجاب وسلب، وسواء كانت هذه المرحلة مثمرة أم قاحلة فالأمر سيان. والمؤسف في الأمر أن الألسن اللاذعة تفعل فعلها في النيل من هذه الشخصيات ولايعنيها ماكانت عليه من شأن، بعد أن كانت لسنوات تخطب ودها وتستخدمها مطية لمصالحها وتسعى عبر معلقات من المديح للوصول لغايات أقل ما يقال عنها إنها بعيدة عن الموضوعية والكفاءة المهنية. والمؤسف أيضا أننا لم نعترف بعد بما يطلق عليه ثقافة المحاسبة للمخطىء والمكافأة لمن آمن أن المناصب والرتب ومواقع المسؤولية هي تكليف وليست تشريفا، فالجميع في كفتي الميزان سواء، وهذا مايدعو إلى الإحباط واليأس في كثير من الأحيان، إذ ليس من المعقول أن يوضع الجميع بميزان واحد. لاشك أن كل مرحلة تتعاقب عليها نماذج عديدة من البشر، فمنهم من يحمل الأمانة بكل إخلاص وتفان ويبذل قصارى الجهد من أجل عملية التطوير والبناء، ومنهم من لم يعترف بالوفاء لقضايا الوطن ومشاريعه، بل كانت مصالحه الشخصية هي بوصلته الأولى، وهنا علينا أن نقوم بتعقب المسيء ومحاسبته، ومكافأة المخلصين الأوفياء لأبناء جلدتهم يؤدون الأمانة جهدا وعملا دؤوبا. وحتى نضع كلا في مقامه الصحيح، ونكون أوفياء لرجالات كل مرحلة، يجب أن يكون ميزان العدالة هو الخط الفاصل بين من حفظ الأمانة وبين من لم يفعل، من أجل التاريخ.. إن أمكن. |
|