|
البقعة الساخنة بين ما كان وما صار وما يمكن أن يصير إليه أولئك الذين, ومنذ الساعة الأولى لاغتيال الحريري, اطلقوا حناجرهم للنعيق, وخناجرهم للغدر ومالهم السياسي للمراهنة في أسواق الرق والاسترقاق سواء في واشنطن أو في لندن وباريس. تنفع الذكرى إن أجاد ذلك البعض قراءة السيناريو الذي أخفق واضعوه في رسم مشاهده الأخيرة كما يريدون ويشتهون بعدما نجحوا في صوغ الحبكة وفي توزيع الأدوار, خاصة على الكومبارس وشخوص الكادر, وبحيث بدا الفيلم, وعلى غير عادته الأميركية, قصيراً, دسماً, كتلك الوجبات السريعة التي وزعت بسخاء في ساحات بيروت وشوارعها وعلى حساب الكومبارس من الممثلين ومنفذي الأدوار الخطرة, وكما لو أن نجوم التاريخ والأمم يتخرجون من هوليوود. تنفع الذكرى إن أدرك أولئك أن الحقائق هي ما جرى من الأحداث والوقائع, وهي ما يصنعه الزمن وتصنعه الشعوب, وليس ما تفبركه دهاليز التآمر وغرف العمليات المخابراتية والاعلامية, الحقيقة هي ما يسكن عقول الناس ووجدانهم بعدما تنجلي سحائب التضليل والتعمية, وبعدما تفسد السموم المدسوسة في عسل العبارات والشعارات, ليست هي محاولات نقض المسلمات في تلك العقول, سواء بإعادة تظهير المقاومة على أنها غدر, أو بنبش أو أدراج الخرائط وقبور الذاكرة وإعادة رسم حدود الوطن أو المتاجرة بحدوده, وعلى يدي تاجر فاسد! جزء من الحقيقة انجلى, وتبددت زوبعة الغبار السياسي والإعلامي, غارت عيون وجحظت اخرى فوق المألوف من جحوظها, وماعاد البحث عن الحقيقة يعنيهم إلا للاحتفاظ بأدوار الكومبارس وتأخير الوصول إلى قارعة الوطن!! |
|