|
الغارديان عندما يغادر بلير مكتبه سيبقى شاباً ويشكل عاملاً في المعادلة السياسية.. مارتن كيتل. حسب المعلومات التي وصلتنا تحدث البعض عن جورج بوش الذي أمضى معظم وقته في عيد الميلاد وهو ينسخ كتاباً جديداً عن تيودور روسفلد والسنوات الرئاسية الأخيرة له. حسن,ربما كان على علم أو ليس لديه معلومات عن محاولات البيت الأبيض وصف بوش بالأمير الفيلسوف, كتعريف مناسب لمشروع تآمري في مواجهة عملية الدوران السياسي السريع في العالم- لكن على الرغم من ذلك فإن اختيار موضوع الكتاب هو بحد ذاته خطة لتدبير مكيدة لا تجري فقط في سياق سيرة حياته. ويحتاج قراؤنا الذين لديهم رغبة في الجدال لمعرفة القليل عن روزفلت الذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة عندما كان يناهز اثنين وأربعين عاماًوعين ذلك الجمهوري النشيط والغني والتقدمي عقب اغتيال وليم ماكنللي عام 1901 ثم أعيد انتخابه وانتصر انتصاراً ساحقاً عام 1904 ثم رفض روزفلت بعدها قيادة حملة رئاسية ثالثة في عام 1909 خلفه وليم هواردتافت وغادر البيت الأبيض وعمره خمسون عاماً وهو لا يزال شاباً بشكل نسبي مفعماً بالحياة يضج عقله بالأفكار والمشاريع. جميعنا حريصون على التفكيرفيما سنؤول إليه بعد سن التقاعد وكيف سنخطط لمسراتنا وخيبات آمالنا في سنواتنا الأخيرة وهذا ليس حكراً على الرياضيين اللامعين أو راقصي الباليه فجميع الطبقات العاملة عليها أن تفكر جدياً بهذه المسألة. وبالنسبة للقادة السياسيين الحديثين تمثل هذه القضية تحدياً ذاتياً خاصاً لأنهم اعتادوا السلطة وتسلم مقاليد الأمور.وفي كثير من الحالات يصل معظمهم للمناصب السامية وهم في سن مبكرة ولا يتركون كراسيهم إلا قبل فترة قصيرة من موتهم. افترض بأنك, عزيزي القارئ قد أدركت العنوان الرئيسي لهذه المناظرة في هذا البلد, يزداد قادة الأحزاب شباباً. كلما تقدمت بهم السنون وكلما كبرت أنت وبدأت تشيخ تراهم أكثر شباباً. بقي جون ميجر سبع سنوات في رئاسة مجلس الوزراء وكان لايزال في ربيعه الرابع والخمسين عندما اعتزل العمل وهنالك اثنان من قادة الأحزاب الأساسيين قد اكتسبا خبرة في الحياة السياسية فترة طويلة ولا يزالان يضجان بالحيوية والشباب أكثر من ميجر عندما كان عام 1997 ولا يمكن للمرء أن يتخيل ديفيد كاميرون قائداً لحزب المحافظين خلال المرحلتين القادمتين من الانتخابات العامة ومع ذلك لا يمكنه أن يتنحى عن منصبه قبل بلوغه الخمسين عاماً. أمضى تشارلز كنيدي ست سنوات كزعيم جيد لحزب الديمقراطيين الأحرار لكن بمقدوره التنحي قبل أن يبلغ 47 عاماً, وحتى لو بقي توني بلير لغاية نيسان 2007 ليكون قد أتم بذلك عقده الكامل كرئيس وزراء باستطاعته أن يغادر مكتب الرئاسة عندما يتم 54 عاماً. من بين مئات المقالات التي قرأتها( وفي بعض الأحوال كتبتها) عن رئيس الوزراء وانقضاء حياته السياسية لا أتذكر مقالاً واحداً يناقش بجدية ما سيؤول إليه بلير ودوره المتوقع في الحياة السياسية في بريطانيا بعد استقالته. معظم التفسيرات تتصور بأن بلير سيتلاشى تماماً عبر نسمات الهواء كما تمر سحابة وخاف وبأنه لن يستمر في الحياة السياسية البريطانية ومع ذلك أتساءل لماذا يقيمون فرضيات كهذه?. بعد كل هذا سيبقى بلير شاباً مفعماً بالحياة يحتفظ بعقله بمجموعة من الأفكار والمشاريع. ربما قبلت كالآخرين ماكان يقوله غالباً عن عدم تشبثه بالسياسية وبأن لديه أولويات أخرى وبأنه لن يقحم نفسه في مكان غير مرغوب فيه إلا أنه من غير المنطقي أن نتصور بأن بلير سيبتعد كلياً عن مجرى الحياة السياسية كما فعل سنسينتاس الذي عاد لحراثة أرضه بعدما مارس دوره كديكتاتور, ومن الوارد أكثر أن يحتفظ بلير بأساليبه السياسية المراوغة سواء أكانت مؤذية كما فعلت تاتشر بعد استقالتها أو كانت مثيرة للجدل والخلاف كما فعل كالفن وويلسون أو ميجر والسبب المنطقي الذي يجعلني أقول هذا ببساطة أن بلير سيكون له باع طويل في السياسة الملتوية. |
|