|
اضحك من عقلك من القرن المنصرم. وكان بينهما تنافس كبير. وكانا يمارسان نشاطهما المسرحي في نادي الفنون الجميلة بدمشق.
وأراد عبد الوهاب أبو السعود إعادة عرض مسرحية ( لويس الحادي عشر) التي كانت قد قدمتها الفرقة المسرحية للنادي منذ فترة. لكن توفيق العطري وبقية أعضاء الفرقة عارضوا ذلك. إلا أن أبا السعود بصفته المدير الفني للنادي أصر على إعادة تقديم المسرحية. فاضطر العطري والآخرون الرضوخ لارادته على مضض. وفي المسرحية قام عبد ا لوهاب أبو السعود بدور تيمور, وخص توفيق العطري بدور لويس الرابع عشر. وبدأت المسرحية, وأخذت تنتقل من مشهد إلى آخر. حتى إذا وصلت إلى مشهد يدخل فيه تيمور على الملك لويس شاهراً خنجره يريد الانتقام لدم أبيه, وتنص الرواية على أن يعفو تيمور عن الملك ليدعه يعيش مخاوفه وأمراضه التي يعاني منها. لأن حياة مريرة كهذه, أفظع من الانتقام. غير أن عبد الوهاب أبو السعود وجد فرصة ذهبية للانتقام من توفيق العطري الذي يعارضه دائماً. فلم يتقيد بنص المسرحية,, بل وثب بشخصيته ( تيمور) على العطري (الملك لويس) الذي كان يركع-في المشهد- عند قدمي تيمور ضارعاً متوسلاً. وأخذ أبو السعود يدوس بجزمته على صدر العطري وبطنه بعنف, ويدحرجه من أول المسرح إلى آخره, إلى أن شفى غليله منه تماماً. وكل ذلك أمام الجمهور الذي ظن أن هذه (العلقة) من أصل المسرحية. وانتهى المشهد بفرار تيمور وبصراخ الملك طالباً النجدة, ثم عادت المسرحية إلى سيرها الطبيعي. دون أن يلاحظ الجمهور شيئاً مما حدث. |
|