|
إمرأة و شباب حتى الآن ونشعر بقدسية هذه الأرض عمريت (5) آلاف سنة نحو الوراء نتأمل جمال الطبيعة وألوان الغروب فوق البحر نتأمل هذه الآثار ونسافر معها عبر الزمن لنسمع صوت أنين الحجارة ينادينا لنتواصل معها ونتعرف على أوجاعها فحملنا على عاتقنا إيصال هذا الصوت إلى كل مواطن يشعر بقدسية هويته التاريخية وكل مسؤول يمكنه أن يساعد . هكذا أخبرني أنطوان وهذه أصوات أصدقائه طلال ,وهشام وزبيدة , وائل ورنا, وخديجة ونغم وغيرهم الكثير من الشباب والشابات تجاوز عددهم الثلاثين تطوعوا لإنقاذ عمريت التي تأسست في العصر الأموري في الألف الثالث قبل الميلاد والتي كانت أكبر مدن الشرق تحوي مدافن ومعابد , مغازل وقبور ملكية وملعبا ضخما ومعبد الإله( ما لكرت) وغير ذلك من لقى أثرية ومغارات . هؤلاء الشباب الذين جمعهم هدف إنقاذ عمريت كل من موقعه ولكل دوره ..... كيف بدأت فكرة التطوع لديهم وكيف حاولوا تجسيدها ? ماذا يعني التطوع لكل منهم وما المعوقات التي تعترضهم ? يقول انطوان جبور خريج هندسة كهربائية : إننا من أعمار مختلفة طلاب خريجون وعاملون جمعنا هدف إنقاذ عمريت كل منا حسب ما يستطيع تقديمه منا من يعمل بالترجمة (إنكليزي فرنسي إسباني ) ومنا من ينظم المؤتمرات والأبحاث ومنا من يكتب بالصحف والمجلات ومن خلال موقعنا الإلكتروني الذي صممه شاب معنا (طلال كاسوحة )وقدمه (حنا لحود ) نحاول تعريف الآخرين بعمريت وأهميتها مؤكدين بعملنا الدائم أن السياحة ليست فنادق ومطاعم بل هي آثار الحضارات العظيمة التي عزت على كثير من أمم العالم وامتلكتها أمتنا. وعملنا هذا تطوعي دون أجر فالتطوع يعبر عن وجود رابطة بين المواطن والدولة وهو انفتاح على الآخرين وعندنا يأخذ الشكل العفوي لأنه لم يدربنا أحد فنحن صنعنا أنفسنا بأنفسنا ونظمنا بعضنا البعض وقد ساعدتنا وزارة الثقافة ومديرية الآثار والمتاحف بطرطوس بأن شرعت وجودنا في هذه المناطق الأثرية فهاجسنا حماية عمريت من الذين يحاولون جعلها مطاعم وفنادق طامسين تاريخا تحت الأرض واستطعنا بعملنا إيصال صوتنا إلى الكثير فاليونسكو مثلا زارتنا منذ فترة أعجبت بحضارتنا الموجودة وكانت جهود أصدقائي الشباب والشابات متمحورة حول إيضاح أهمية ومكانة عمريت وقد أقمنا معرضا ضم رسومات للفنانة غادة زغبور وصور ورسومات أطفال من 7-15 سنة كلها عن عمريت وكان العمل كله تطوعيا وبمساهمتنا الشخصية ومن مالنا الخاص ونحن نعمل بكل سعادة وفرح لأننا نشعر بوجودنا وأهمية عملنا لكننا نتمنى ألا يذهب عملنا هباء فهي لا تزال مهددة ولا تزال أعين التجار والمستثمرين مفتوحة على نسف تاريخنا . أما هشام عبد الرزاق وهو يعمل بالمحاماة فيقول : إننا نفتخر بعملنا التطوعي الذي يعطي صورة جميلة عن بلدنا وعن شبابنا الذين يعملون بدون أي مقابل وأي دعم من أجل البلد فقط وأنا من موقعي محاميا أعتبر عمريت قضيتي التي أدافع عنها أينما كنت من خلال الأبحاث والمؤتمرات بالإضافة إلى العمل الجماعي كتنظيف الموقع وتنظيم المعارض ومساعدة البعثات الوطنية ونشر الوعي بأهمية عمريت ومفهوم السياحة الثقافية والتعاون مع مديرية الآثار لتسهيل عملها. ومنذ فترة نظمنا حملة تواقيع ضمت (3000) شخص من أهالي طرطوس للدفاع عن عمريت وبقائها مكانا للآثار فقط مع ترميمها وتحسينها لتسجل ضمن لائحة التراث العالمي وهذا ما أكدته اليونسكو في حال تنفيذ التوصيات في الحفاظ عليها وقد عملنا متطوعين وعلى نفقتنا الخاصة برفد البعثات بالخيم وأجهزة الخليوي ومساعدتها بالتنقيب وأوجدنا مكتبة في منزل أحدنا تضم كافة المعلومات والوثائق عن مدينة عمريت المهملة من قبل المسؤولين الذين قصروا بتقديم دراسات جدية عن المنطقة وعن الآثار المكتشفة بغاية تحويلها إلى فنادق ومقاهي ومنتجعات علما أن خبيرا فرنسيا أجرى دراسة أكدت أن مدينة عمريت إذا روعيت ورممت وخدمت فستعتبر قبلة للسياح من كل أنحاء العالم وسترفد سورية بمبالغ مالية ضخمة لا تقارن بأرباح الفنادق والمنتجعات التي يريد البعض إقامتها . اني أدعو الجميع بالتعرف علينا من خلال موقعنا الإلكتروني مرحبين بالجميع . . هؤلاء هم شبابنا الذين كرست داخلهم ثقافة التطوع وحفزتهم للعمل والمتابعة من أجل هدف نبيل . إنها صورة مشرقة لشبابنا وشاباتنا يحق لنا أن نفخر بهم ويحق لهم أن تسمع أصواتهم بمزيد من الاكتراث . |
|