|
صفحة أولى وفي المعيار ذاته ,أصبح صحيحاً, بل دقيقاً القول: إن البعض يجد ضالته في رداءة اتهاماته , ودونية ألفاظه, وسوقية أخلاقه. ليس صحيحاً لأننا كل يوم نرقب إفلاساً يفوق سابقه, وفي كل موقف نلمس استجداء أشد هزالة مما مضى . وغير دقيق, لأن وليد جنبلاط رأيناه ورأه الأخرون, وهو يغوص في مستنقعه الآسن حتى القاع,وفي الأمس أيضاً وجدنا سعد الحريري الباحث عن ورثته يستجدي, كما لم يفعل من قبل . كان المشهد بليغاً, بل ومعبراً, وكانت الكلمات والحركات فيها من الدلالة ما يكفي , إذ اختلط المشهد لدى البعض,هل المناسبة إحياء لذكرى استشهاد الحريري , أم هي حلقة ردح واستجداء, ذكرت الكثيرين بما يفعله بعض المطربين من الدرجة العاشرة , حين يطالبون (بصوت أقوى ياشباب) (ماسمعت)..?!. المسألة كانت لا تحتاج إلى شرح أو تعليق , ولم تستلزم حتى التفكير في تفاصيلها , لأنها أبرزت وجهاً آخراً للسقوط, فجاء عارياً .. حتى من ورقة التوت. لم يظل أحد في لبنان لم يسمع ما قاله جعجع بأنه يريد الرئاسة الأولى مهما كان الثمن, وأعاد لمن لم يسمع , بأي ثمن , ولم يبق في لبنان من لم يدرك حجم الإفلاس والخيبة, مما نطقت به تفوهات وتفاهات وليد جنبلاط, ومما وصلت إليه بذاءاته. ولا نعتقد أن هناك من لم يستدرك كيف فاتهم الحديث عن الحريري , وكيف نسوا كلماته وأسلوبه وثوابته بهذه السرعة , وإلى أي حد استسهل دمه وذكراه. ولم يبق إلا القلة المصفقة الباحثة عن عظمة في مزبلة التاريخ ,تحاول عبثاً اللهاث دون طائل ..! |
|