تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اللص الأميركي يسرق ذهب سورية الأسود..

Global research
دراسات
الاربعاء 7-8-2019
ترجمة: ليندا سكوتي

تخوض الولايات المتحدة أكبر عملية سرقة لم يشهد لها العالم مثيلا عبر استيلائها على موارد الدول المستهدفة، وذلك بالسيطرة على تلك الدول، ونهب ثرواتها، والاستحواذ على مواردها، واستغلال قدراتها

البشرية.‏

تنطلق عمليات الولايات المتحدة من قواعد عسكرية شيدتها في مناطق استولت عليها في سورية بشكل يخالف القانون الدولي، فنجد أنها قد احتلت أجزاء في شمال وجنوب سورية، وأقامت منصات للحرب، وعمدت إلى تدريب وتأهيل من يسمون أنفسهم بـ»المجاهدين». وقد احتلت حوالي 30% من الأراضي السورية حيث يوجد معظم احتياطي النفط السوري.‏

كانت سورية قبل الحرب تعد منتجا صغيرا للنفط لكنها الدولة الوحيدة في شرق البحر المتوسط التي تملك احتياطات كبيرة‏

قام تنظيم داعش بدعم من الولايات المتحدة بنهب وسرقة النفط السوري الناتج في المنطقة التي استحوذت عليها ونقل النفط المنهوب إلى تركيا التي تتولى تكريره وبيعه.‏

وثمة معلومات تشير إلى استفادة أردوغان وعائلته واصدقائه من الإتجار بالنفط السوري المسروق الذي جرى تهريبه من الأراضي التي احتلها داعش. وفي هذا السياق، قال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف بأن «تركيا هي الوجهة الرئيسية للنفط السوري المنهوب فضلا عن النفط العراقي الذي تجري سرقته» وأكد بأن «تركيا تعيد بيع هذا النفط بإشراف من المسؤولين الأتراك. لكن مما يثير الأسى والأسف هو أن القادة السياسيين الذين يشكلون المواقع العليا في الدولة وعلى رأسهم أردوغان وعائلته يعدون من كبار المتورطين في تلك الأعمال المخالفة للقانون.»‏

وعلى غرار ما تقوم به كل من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي وإسرائيل والسعودية والعديد من دول الشرق الأوسط، ما انفكت تركيا تدعم من يسمون بـ»الجهاديين» المحليين في الحين الذي تتظاهر به بمعارضتها لهم، وذلك بذات الأسلوب الذي نهجته تلك الدول.‏

وقد أوضح انتونوف في لقاء آخر بأن «محافظة إدلب تعج بالإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة». وأردف قائلا: «ثمة تعاون وتآمر بين أردوغان وبعض النخب التركية بهدف سرقة النفط من دول مجاورة بكميات كبيرة إذ يلاحظ بأن هناك الألاف من الشاحنات التي تسير بشكل متتال قاصدة الوصول إلى تركيا وقد بات من الواضح والثابت بشكل قاطع أن تلك الشحنات التي تحمل النفط من سورية والعراق تتجه إلى تركيا، وليس ثمة ما يستدعي التشكيك بهذا الأمر إذ أن هذا الواقع لا يحتاج إلى إثبات».‏

تشكل تركيا مقصدا للنفط السوري الذي سرقته الولايات المتحدة وتتجاوز قيمة التجارة بهذه المادة في السوق السوداء مئات الملايين من الدولارات.في يوم الاثنين الفائت صرح رئيس الأركان العامة الروسية، قائد العمليات الجنرال سيرجي رودوسكي بأن القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها يتعاونون مع داعش في سرقة ونقل النفط السوري والاستفادة مما تحققه مبيعاته في السوق السوداء التركية أو في أي مكان آخر. وقد اضاف بأن الإدارة الأميركية قد قامت بتدريب داعش والإرهابيين الآخرين الذين لم يتوانوا عن تدمير البنى التحتية للنفط السوري وكذلك الأمر بالنسبة للغاز وشن هجمات على القوات السورية وعلى المدنيين مستخدمين الأسلحة الثقيلة التي وفرتها لهم الدول الغربية إضافة إلى اسرائيل و العديد من الدول الإقليمية وتركيا والسعودية والإمارات.‏

واستطرد رودسكوي القول بأن نظام ترامب يقوم بتسليح المقاتلين العرب والكرد ويشترك معهم في الإتجار غير المشروع بالنفط السوري المسروق. وكان لوجودالأسلحة الأميركية المتطورة الأثر البعيد في تطوير قدراتهم المسلحين مما مكنهم من شن هجمات على قاعدة حميميم الروسية الموجود في محافظة اللاذقية، ويضاف إلى ذلك استخدام الطائرات المسيرة وإعداد منصات لإطلاق الصواريخ على المواقع السورية إذ تتولى طائرات النقل والمروحيات الأميركية عمليات النقل لأولئك المسلحين إلى الأماكن التي ترغب بها واشنطن. وتشير الوقائع إلى أن الالاف يتلقون التدريب في قاعدة التنف حيث يسيطر الأميركيون على تلك المنطقة التي تقع بالقرب من الحدود العراقية الأردنية.‏

إن من ينظر إلى واقع الأمور سيجد بأن الولايات المتحدة تحاول أن تضع قدم لها في سورية كما فعلت بالعراق وأماكن أخرى في المنطقة وكذلك الأمر في شمال افريقيا وأسيا الوسطى وغيرها من دول العالم، وذلك لإحكام سيطرتها على العالم أجمع ولإدخال الجميع في حروب لا نهاية لها وتحقيق أهدافها الامبريالية. ويبدو أن مثل تلك التصرفات قد أصبحت الاستراتيجية المفضلة للولايات المتحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية