تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذراع «القاعدة» الرئيسي.. وبياناتها وايديولوجيتها شاهداً

قاعدة الحدث
الخميس 20-12-2012
إعداد: عايدة ليوس

ترتبط الجماعات الأصولية المتشددة في المنطقة العربية بتنظيم القاعدة الإرهابي، ودليل ذلك تبنيها أيديولوجيات شبيهة بتلك التي تتبناها « القاعدة»، إضافة إلى العديد من الاعترافات والأدلة والمؤشرات التي تؤكد وجود علاقات تنظيمية لتلك الجماعات والتنظيمات بـ « القاعدة» وحركة الإرهاب العالمية.

جبهة النصرة الإرهابية إحدى تلك التنظيمات التي تؤكد العديد من المؤشرات ارتباطها بتنظيم «القاعدة» حيث تذكر صحيفة واشنطن بوست الأميركية الكثير من تلك المؤشرات.‏‏

منها أنها تنشر أخبارها على منتدى شبكة الإنترنت الذي يستخدمه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتابعون معروفون للشبكة الإرهابية،ما يشير إلى وجود نوع من التنسيق بينهما.‏‏

صحيفة «نيويورك تايمز» تؤكد وبحسب مسؤولين عراقيين ومحاربين في تنظيم القاعدة الارهابي أن جماعة جبهة النصرة تعتبر بمثابة فرع مباشر لتنظيم القاعدة فى العراق، وأن « الجبهة» تلقت دعما من « قاعدة» العراق، حيث نقلت الصحيفة عنهم أن تنظيم القاعدة يمد جبهة النصرة بالإرهابيين والأسلحة.‏‏‏

ونقلت الصحيفة عن الرائد فيصل العيساوي المسؤول الأمني في العراق الذي يتابع أنشطة الجماعات المتطرفة في محافظة الأنبار العراقية قوله إنه كان لتنظيم القاعدة بالعراق دور فعال في تأسيس جبهة النصرة وتزويدها بالأموال والخبرة والمسلحين.‏‏‏

وفي السياق ذاته حذر النائب العراقي جبر الزبيدي في حديث تلفزيوني لإحدى القنوات العراقية من ظهور» جبهة النصرة «، مؤكداً أنها أشد خطراً وأكثر شراً وقتلاً من تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن «الجبهة» هي انشقاق أو فرع لـ «القاعدة» ومن بقايا الجهاد الإسلامي، وهي خليط أكثر شراً وقتلاً من تنظيم القاعدة، مضيفاً أن أغلب عناصر هذه الجبهة جاؤوا من ليبيا والسعودية وتونس والمغرب والجزائر ومصر واليمن.‏‏

نعمان بن عثمان رئيس مؤسسة كويليام البريطانية وهي مركز فكري يُعنى بمكافحة الإرهاب، يؤكد أنه ومن خلال المتابعة الدقيقة لجبهة النصرة الإرهابية منذ نشأتها وبياناتها التي تعد الآن بالعشرات تسمح بتكوين نقطة أساسية وبالغة الأهمية وهي أنها تتبنى أيديولوجية وفكر القاعدة، وهي جزء من منظومة التنظيم.‏‏

وأضاف بن عثمان: لقد تم العثور على رسائل  عند أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق في منزله والتي هي موثقة بوصفها مراسلات بينه وبين قادة « القاعدة»، حيث أكد فيها وبشكل واضح بضرورة تغيير اسم التنظيم لذلك ابتكروا استراتيجية أخرى تقوم على ظهورهم باسم فضفاض عام ويركزون عوض ذلك على الأيديولوجيا والتعبئة دون استخدام اسم القاعدة كي لا يرفضهم الشعب والمجتمع، لذلك جاؤوا باسم أنصار الشريعة في اليمن، وفي مالي ظهرت «القاعدة « بصورة أخرى وعبر تحالفات أخرى، وفي سورية جاءت بالمنطلق ذاته من خلال جبهة النصرة.‏‏

وحول نوعية الارتباط بين جبهة النصرة الإرهابية وتنظيم القاعدة يقول بن عثمان: هناك ارتباط عضوي إضافة إلى الارتباط الايديولوجي، والأبحاث التي أجريناها في الميدان تثبت أن جبهة النصرة هي امتداد لمشروع « القاعدة»، وأنها استغلت بنيتها القديمة التي كانت موجودة في سنة 2003عند غزو العراق تحت هذا الإطار وتم إعادة إحيائها من جديد.‏‏

العلاقة بين جبهة النصرة الإرهابية التكفيرية وتنظيم القاعدة أكدتها تقارير استخبارية غربية واميركية، وبأن جبهة النصرة هي الاسم المستعار لتنظيم القاعدة، الأمر الذي أكده نائب وزير الداخلية العراقي عدنان الأسدي بقوله أنّ عناصر مقاتلة تتسلل من العراق عبر سورية، وإنّ هناك أسلحة يجري تهريبها إلى الداخل السوري لتصل إلى مجموعات متطرفة.‏‏

تشير العديد من الدراسات والتقارير الصحيفة أن تنظيم القاعدة أعاد تصنيف نفسه في مظهر جديد يدعى «جبهة النصرة، وبأن» الجبهة» تشكلت على يد «التنظيم» في العراق حيث أرسل المسلحين والأموال والتجهيزات من العراق إلى سورية لمهاجمة المنشآت الخاصة والعامة في سورية ومحاربة الجيش العربي السوري.‏‏

المؤشرات عديدة وكثيرة حول ارتباط» الجبهة» بالقاعدة»، ومن بينها المعلومات التي أكدت تسلل عدد من رموز «القاعدة» و»فتح الإسلام»، من مخيم عين الحلوة ومناطق شمال لبنان إلى سورية، والانضمام الى  جبهة النصرة، إضافة إلى دعم «فتح الإسلام» التابع لتنظيم القاعدة لـ «جبهة النصرة» عبر جسر دعم بالإرهابيين والسلاح انطلاقاً من لبنان، ليصبح التنظيم جزءاً من منظومة القتال الخاص بـ «الجبهة»، بدليل مقتل أبرز قيادييه عبد الغني جوهر، في نيسان الماضي، أثناء إعداده عبوة في دمشق لـ «الجبهة».‏‏

وفي تأكيد على تلك العلاقة بين «الجبهة» و«التنظيم» أبدت جهات استخبارية في العاصمة اليمنية صنعاء تخوفها من نشاط غير تقليدي لجماعة «التنظيم» في شبه جزيرة العرب، بعدما تسربت معلومات عن حصول هذا التنظيم على أسلحة متطورة حصلوا عليها من «الجبهة» التابعة للتنظيم، وقالت المصادر إن معلومات متداولة عن إقدام «الجبهة» وبعد وضعها على قائمة المنظمات الإرهابية إلى تسليم اسلحة متطورة لجماعة «التنظيم» في شبه جزيرة العرب وإيجاد قاعدة تواصل لوجستي ومعلوماتي بينهما.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية