|
قاعدة الحدث
تمركز وتدربت في العراق في بداية عام 2007، تجمعوا تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي الذي ارتبط بداية بالاستخبارات الأردنية التي تعمل لصالح المخابرات الأميركية، ومجموعات جندت عن طريق المواقع الإلكترونية برعاية الـ سي آي إيه، وفئة هم من القاعدة الأصلية التي ترتبط بقيادة الظواهري مباشرة، وهم قلة ولكنهم كانوا الأكثر شراسة، لكن أقوى الأطراف هو «أبو محمد الجولاني» المرتبط مباشرة بالاستخبارات الأميركية، والذي يرافقه كظله عميل أميركي كبير ومخضرم يدعى «أبو غادية». كادر قيادي ضخم نشأ عن هذا الاتحاد، ويتكون من حوالي تسعمئة فرد من الخبراء في حرب العصابات وفي أعمال التخريب ممن شاركوا في معارك ضد العراقيين وضد الصحوات، في العراق، وقد أصبحوا الآن قادة الكتائب التي تنتمي إلى جبهة النصرة، أو إلى الألوية التي تدور في فلكها. يقع المركز الرئيسي للجبهة في دير الزور التي تمثل مركز الثقل لها، أما مركزها الثاني فهو ريف دمشق، ولدت «جبهة النصرة» من رحم تنظيم القاعدة، وتفرد المدعو أبو محمد الجولاني من قيادات القاعدة في العراق في البدء بتجنيد الكوادر لصالحها من أتباع القاعدة العراقيين والسوريين الذين يملكون خلايا نائمة في سورية في بداية الربع الثاني من العام 2011، وقد اتخذ لنفسه مقراً للقيادة في القامشلي، ولكن المرة الأولى التي عرفت بها جبهة النصرة كانت في 24 كانون الثاني عام 2012 عندما أعلن قائدهم «الجولاني» عن تشكيل المجموعة. لم يقتصر وجود «جبهة نصرة أهل الشام» على الأراضي السورية، حيث أفادت معلومات بأن التنظيم الصاعد القاعدي الأصل بات يستقطب المتشددين من كل حدب وصوب، ففي لبنان يبدو أن المجموعات الأصولية ذابت في بوتقة واحدة، ويتردد أن بقايا التنظيمات المتشددة كـ «جند الشام» و«فتح الإسلام» اتحدت تحت مسمى «جبهة النصرة»، تولى أحدهم تلقي البيعة من المقاتلين الإسلاميين في لبنان لصالح الجبهة، كان ذلك الأمير هو الشيخ أسامة الشهابي، أحد أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية اللبنانية، وهو أحد رجال تنظيم القاعدة في العراق. كما كان للعراق والأردن الدور الأكبر في تمويلها وتلقي الكثير من التعليمات والمعلومات التي تساعدهم على تنفيذ عملياتهم الإرهابية، كما أن قادتها أغلبهم ممن حاربوا بالعراق، أما تركيا فهي تقوم بتدريب العديد من العناصر التي سيتم إرسالها لترفد «جبهة النصرة» في معسكرات خاصة داخل أراضيها بتمويل من قطر والسعودية، حيث يتلقون تدريبات مكثفة على استخدام صواريخ متطورة ضد المدرعات وصواريخ حرارية أرض - جو، وكشفت مصادر تركية أن عمليات التدريب تتم على أيدي خبراء عسكريين متقاعدين من جنسيات مختلفة، بينهم «إسرائيليون» وبريطانيون وأميركيون، ابتاعت السعودية وقطر خدماتهم منذ الأشهر الأولى للأزمة في سورية. لقد أصبح معلوماً أن جبهة النصرة تضمّ خليطاً من المقاتلين من جنسيات مختلفة من ليبيا بشكل رئيسي ومن العراق على وجه الخصوص، وأردنيين وتونسيين وسعوديين وكويتيين وأتراك وأفغان وشيشان إضافة إلى فرنسيين وألمان حتى لم يبق أمة في الأرض لم ترسل بتكفيرييها للقتال في سورية وعلى الأرجح أن هؤلاء المسلحين قد اكتسبوا الخبرة من الحروب في ليبيا والشيشان والبوسنة وأفغانستان والعراق كذلك، وهي جماعة مستقلة غير خاضعة لقيادة «الجيش السوري الحر» ولا وجود لأي قيادة مشتركة، هؤلاء المقاتلون التكفيريون هم من أعطوا لكوادر جبهة النصرة عنفهم وبطشهم وسرعة نمو إرهابهم. من الواضح أن جبهة النصرة واحدة من أكثر المجموعات تنظيماً وإرهاباً داخل سورية وقد اتسع انتشارها لمعظم الأرض السورية، في درعا، دمشق وريف دمشق، حمص، إلا أن إرهابهم يظهر بشكل أكثر في دير الزور، إدلب وحلب، وهذا ما أكده مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست عن الدور المتزايد «لجبهة النصرة» التابعة للقاعدة في سورية والتي يتوقع تعدادها ما بين 6000 - 10000 مسلح، ويتم انتشارها في سورية على الشكل التالي: في حلب حوالي 2000 مسلح، معظمهم في منطقة الباب شمال المدينة، وفي إدلب تصل إلى 2500-3000، وفي دير الزور تصل حتى 2000 مسلح، أما في دمشق يتراوح عددهم في بعض الأماكن ما بين 750- 1000 مقاتل، وأيضاً حوالي 1000 مسلح منتشرين في عدة أنحاء من البلاد - اللاذقية – مركز حمص وكذلك درعا في الجنوب، حيث يقومون بأعمال أكثر وحشية ومن المعروف أنهم يستخدمون العنف المفرط ضد المعتقلين لديهم. وضعت الولايات المتحدة تنظيم جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية، واسم كل من أميرها الفعلي «أبو محمد الجولاني» ومندوب القاعدة في العراق وأميرها الاسمي من آل الجبوري على قائمة الإرهابيين وكلاهما معروف للأميركيين من خلال تعاون سابق معهما في العراق ضد أعداء الطرفين، فلولا الدعم الأميركي لما كان لجبهة النصرة ولا لغيرها من التنظيمات السعودية - القطرية التمويل وجود إرهابي في سورية. |
|