تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وطني جريح

مرايا اجتماعية
الخميس 20-12-2012
ثورة زينية

قد لا تتسع مساحة ود اليوم للتعبير عن ألم يجتاح اللب والفؤاد ونحن نرى الوطن مثخناً بالجراح ودموع الثكالى سالت تحرق الوجنات حزناً على فراق الأحبة الذين أعملت فيهم يد الغدر إجرامها، يكاد لا يفارقني منظر الأطفال

وقد تعلقت الحيرة بعيونهم من وراء النوافذ بعد أن حرمتهم الأيدي الظلامية الذهاب إلى المدرسة والتمتع بنور العلم بدل ظلام الجهل الذي تود فرضه عليهم.. مشاهد كثيرة باتت تطالعنا يومياً في كل زاوية وشارع تشي بكم الحقد الذي كمن في نفوس الأعداء ضد هذا الوطن.. الكثير من السوريين لايزالون غير مصدقين أن ما يحدث لوطنهم حقيقة بل هو كابوس سلط على أحلامهم ولكن رغم كل تلك الخطوط السوداء التي اجتاحت لوحتنا السورية الجميلة فقد اتسعت مساحات الود واحتضن أبناء الوطن بعضهم بعضاً، فكثير من العائلات الآن تقطن معاً، تقتسم المأكل والملبس والمشرب بعد أن أجبرت على ترك ديارها ومصالحها بفعل ما دبر لهذا الوطن، الكل يحتضن الكل.. التعاطف والألفة عنوان لكثير من الأمكنة والحواري على طول خريطة الوطن، لكن ما يحز بالنفس حقيقة أن هناك أعداء خفيين بين صفوف أبناء الوطن يحاولون سرقة لقمة عيشهم وزيادة معاناتهم باستغلالهم لمصادر عيشهم ورغيف خبزهم ليجعلوا حياتهم أصعب وألمهم أكبر.. لكن رغم كل هذه المشاهد المؤلمة والمتلاحقة على شاشة الواقع السوري فإن الأمل كبير بعودة العافية لهذا الوطن الغالي لأننا نؤمن بعظمته وقدرته على تخطي الصعاب والجراح ليس نحن من نقول ذلك ولكن التاريخ والوقائع والجغرافيا تقول بالفم الملآن سورية قوية وستتعافى من جراحها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية