تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اسـتمرارية الحـب بعد الزواج... هل تتحكم به هرمونات عصبية ..؟!

مرايا اجتماعية
الخميس 20-12-2012
في غالبية قصص الحب تكون النهاية بأن يتزوج الحبيبان ولكن بعد ذلك هل يدوم الحب بعد الزواج بعد أن تنهال على رأسي الحبيبين هموم الحياة اليومية سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية..

في كتابها في تعريف الحب (كيف يحدث الحب) تقول الطبيبة الفرنسية لوسي فانسان المتخصصة في طب الأعصاب والبيولوجيا إن المخ هو المتحكم الرئيس في افراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التي تجعلنا نشعر بالحب لكن مفعول هذا الكوكتيل السحري لا يستمر فترات طويلة من الزمن بل يعيش لفترات محددة تختلف من شخص إلى آخر على أن لا تتعدى ثلاث سنوات، نظرية أثبتها علماء فرنسيون متخصصون في الأعصاب والدماغ وأن الحب يدوم ثلاث سنوات مقسمين السنوات الثلاث إلى سنة من الشغف والولع وسنة من الرقة والحنان وسنة ثالثة من الملل عازين السبب إلى هرمون خاص بالعلاقة الحميمة يفرزه الدماغ أثناء ممارسة الجنس إلا أن الدماغ يعتاد عليه وعلى مفعوله فيفقد مع مرور الزمن فعاليته على أن تسارع دقات القلب والاحساس بالتحليق عالياً في السماء سعادة لا توصف هي ليست سوى أعراض جسدية ونفسية طبيعية ناتجة عن زيادة في افراز بعض هرمونات المخ لتبدأ بعدها مواويل الملل واكتشاف العيوب والندم لتصاب العلاقة عندها بالفتور.‏

إذاً مثلما يبدو الأمر من الناحية العلمية فإن اضمحلال الحب أمر مبرر وطبيعي بيولوجياً فكيف نرى ذلك على أرض الواقع هل يطابق ما وجدناه من الناحية العلمية.‏

الكثير ممن التقيناهم نفوا صحة هذه النظرية مؤكدين أن الحب يمكن أن يستمر إلى نهاية العمر وآخرين قالوا إن الحب قد يستمر سنوات أطول بكثير مما جادت به هذه النظرية.‏

جمال متزوج منذ عشر سنوات يقول رغم كل الهموم والعثرات التي تواجهنا في حياتنا الزوجية إلا أن الحب الذي عرفناه قبل الزواج لخمس سنوات مازال مستمراً وأرى أن التقدم في السن وازدياد الخبرة الحياتية تهذب كثيراً من انفعالات الحب الذي نختبره في بداية عمر الشباب إلا أن ذلك لا يعني أن هذا الحب يضمحل لا بيولوجياً ولا لجهة المشاعر.‏

فيما يقول فواز: خطبت منذ سنة بعد علاقة حب دامت 6 سنوات وبالنسبة إلي فإن الحب يزاداد وهجاً مع مرور الأيام ولم ألمس أن الزمن أثر على مسار هذا الحب وما تقوله النظرية المذكورة آنفاً غير صحيح تماماً ولربما كانت العينات التي أجريت عليها التجارب للوصول إلى مثل هذه النتائج ليست كافية لاصدار أحكام حقيقية على عمر الحب.‏

أما ندى فإنها تدحض صحة هذه النظرية وتقول إن حبها الوحيد كان منذ عشرة أعوام ولا يزال مستمراً وتشعر أنها قد يستمر أعواماً طويلة أخرى فالحب كما ترى ندى لا يحدده زمان أو مكان بل هو خارج الزمان والمكان فيمكن أن يستمر لأعوام طويلة ويمكن أن ينتهي بعد أشهر قليلة.‏

لا شيء ثابت في ميزان المشاعر كما تقول ندى فيما يخالف ربيع متزوج منذ تسع سنوات الآراء السابقة ويرى أن الحب على الأغلب إن لم ينتهي فإن بريقه يخف كثيراً مع مرور الزمن ولاسيما إن توجت العلاقة بالزواج.‏

آراء مختلفة ونظريات وتجارب تضع للحب عمراً وتحصره في إطار معين ويبقى الحب لغزاً يتسابق الجميع لفك طلاسمه ورموزه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية