تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحبيبة والعظيمة... رغم أحقاد التتار؟!

آراء
الخميس 20-12-2012
حسين عبد الكريم

آخر الملكات وأولى المبشرات بالأمطار.. تحرس عرشها بالنهار، وتشطب من قاموسها السنوي والصيفي والكوني ألحان الغبار.. وتكتب في أعالي عطرها الأزهار.. تبتاع من أعصابها اللغة العريقة والعتيقة والنباهة والحنين المر في صخب البحار.

تشتاق للأحباب بعض رغيف أشواق معتقة السنابل والبذار مجنونة عيناها والكحل انتظار... مرموقة قاماتها.. مرغوبة أسماؤها.. مهاة وألف قصيدة عشقية من أبعد الخطوات.. من خصر إلى حلم إلى عنق إلى صدر ومن ماء ونار زنارها الدرر المصانة والنوار.‏

حسناء هذا الشرق رغم القحط والإعصار حسناء كل الأرض رغم القهر وانهدامات النهار من كحلها نبني البصائر والعيون السود والحور والزهو المدلل والسهول الخضر والأعالي المتعبات من البهاء المستنار ومن فضائلها التلال الحالمات وآمال القفار.. نبنيها أو تبنى أمانينا الطويلة أو أمانينا القصار يكفيها أو يكفي المواثيق التي بين القلوب وبينها أنها الحب المسور رغم أحقاد التتار هي كل من يبني ويبكي أو يعاتب هي كلنا أو كلهن العاتيات هي يا زمان القلب آخر الملكات في وجه انحطاط المتعبين من الخوار حبيبة وجميلة وعظيمة وبهية وتورق الواحات عند مبتدأ الدموع اليافعات وتمتشق السواقي ظل ألفتها إلى الأنهار.. وتنشي الأسرار.. يا أجمل الملكات رغم أوحال التتار.. يا أعبق الكلمات في كتب البهار.. تمشين يا حسناء مثل الانتصار ومثل الازدهار ومثل دموع نسوان البلاد المشبعات بحسهن وضوعهن وضوئهن ولا يخفن الموت ويكتبن البقاء وغيمة الدنيا ويكنسن الفجائع عن جهات الدهر أو وضح الحنين الزاخر الأوتار رصين صوتك الزاهي.‏

وهل أنت وهل أنتن إلا الازدهار وإلا أسيجة المدى العربي والوطني والشرقي والأنسي والأزهار؟‏

أنت الحبيبة والمليحة رغم طغيان التتار.. أنت بلاد أغنية الحضارة والنضارة واستعارات القصائد والبلاغة.. وتأليفات إنسانية الإنسان والإيمان والإحسان والأحزان رغم شيطنة الدمار ورغم أسلحة الدمار وتبتكرين من فقرائك الأبطال والأفذاذ أعراس الهناءات المطرز شالها من أجود الأشواق والآفاق والأفكار..‏

حول قامتك التتار..‏

تتار مالهم وجنونهم أيضاً تتار..‏

أملاكهم دولارهم وسوادهم نفط تتار..‏

رباهم الجهل المبطن والمثقف بالتتار..‏

نواطير المجاعة رغم وهم المال.. لأنهم يا حلوة العينيين والأنظار تصنيع أحلام الحقارة والصغار..‏

أنت الحنونة والمصانة بالمحبة والشجاعة رغم أحقاد التتار.. ورغم أكداس النذالة حول أكياس التفاهة في عباءات الغبار أو الصغار... وهل إلا الغبار هو الصغار؟! وهل إلا التتار النابتون كذلة حول انهيار يهدون للناس الدمار؟! ويقتلعون من أرض الحياة قصائد الأشجار؟!‏

ويحتقرون إنسان الكرامات لأنهم شكل احتقار وخلقة ذلة وتتار!!؟‏

تتار حقدهم وزمانهم أيضاً تتار قمصانهم أحلامهم قاماتهم ذل التتار.. وأنت أغنية ازدهار وأزدهار وأنت قامتنا وزهو كرامة الأدهار....‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية