|
آراء كل الرهانات، مهما كان نوعها، أو لونها، أو أبعادها وخلفياتها، يقرر نجاحها أو فشلها، صدقها، أو كذبها شعبنا العربي السوري، وبسالة جيشنا الباسل، واستتباعاً لذلك، نؤكد للذين يراهنون على مواقف الآخرين في الداخل والخارج، على مواقف أصدقاء وأشقاء، بالقول: إن مفهوم المراهنة على الأصدقاء، والأشقاء، غير المراهنة على الذات، أي على أنفسنا، وإن كانت ثمة علاقة جدلية بين الاثنتين، إن فقدان الذات لقوتها، يؤدي بالضرورة إلى ضعف حجم الدعم الذي يقدمه الأصدقاء والأشقاء.. وكما نحن نراهن على دعمهم لنا، يراهنون على صمودنا العسكري، والسياسي، والاجتماعي. إننا نحن السوريين من نشكل عناصر الانتصار على الأرض، لأننا نحن من يقاتل، ومن يقدم الشهداء.. وفي ضوء قدرتنا على التضحية، وصمودنا السياسي والعسكري، والثقافي، والإيماني بالوطن، تتصلب مواقف الأصدقاء في مصلحتنا، ونرسم نهاية لهذا الصراع برفع إشارة النصر، وهذا الاعتماد على الذات لا يقلل من شأن وقيمة مواقف الأصدقاء معنا في المحافل الدولية، وفي الإعلام، وفي تقديم النصح والمشورة، إن في السياسة السورية ثوابت، وقيماً أخلاقية تقوم على الوفاء تجاه من يقف إلى جانب سورية مؤيداً لها، وانطلاقاً من هذه المبدئية قلنا في الماضي «دولة وشعباً»: شكراً للاتحاد السوفييتي الصديق، ونقولها اليوم للاتحاد الروسي، وشكراً للصين، وشكراً إيران. ولكن السؤال المهم اليوم لنا نحن السوريين، هو: كيف لنا أن نعزز صمودنا العسكري، والسياسي، والإعلامي، والثقافي، والاجتماعي، والمعنوي لنكون في موقع القوة، وفي موقع استحقاق الدعم؟! إن من أهم عناصر تعزيز صمودنا هو المواطن، فالمواطن من يرفد جبهة القتال بالمقاتلين، وهو من يقدم الشهداء، ومن يبني، ويزرع، ويقف وراء الآلة، ومن ينتج حبة القمح، ويوفر القدرة الاقتصادية لتعزيز قدراتنا العسكرية، فهل فكرنا كيف نخرج هذا المواطن اليوم من معاناته ليكون قادراً على أداء دوره، وملتحماً أكثر، فأكثر مع الوطن وقضاياه؟! سأسأل أعضاء الحكومة بالحب الذي نسأل فيه أنفسنا كمواطنين: هل تعرفون معاناة المواطنين في الحصول على الخبز، والغاز، والمازوت، والسؤال الأكثر تحديداً:هل تعرفون مايقوله المواطن في سره، وجهاراً؟!.. محزن حال المواطن في معاناته، قتلة السوريين أيها السادة اثنان: الأول: قاتل يقتل، ويذبح، ويدمر المباني، والمشافي، وخطوط الكهرباء، والنفط، والمياه، والغاز، ويلقي بالبشر من النوافذ، ومن على أسطح المباني وهم أحياء. والثاني: قاتل يعيش بيننا في المدينة والشارع والقرية وفي دوائر الدولة ومؤسساتها، لكنه يتاجر بقوت الناس، وبوقود دفئهم، ويعيث في الوطن فساداً.. هل تعرفون أن القاتل الثاني أكثر خطراً على الوطن من القاتل الأول، هذا القاتل هو من دمر الوطن في الماضي، وهو اليوم يكمل عمله برعاية وعناية جهات كثيرة لتدمير صمود المواطن السوري لكسب المال والوجاهة، وللوصول بالمواطن للكفر بكل شيء، هل تفهمون خطورة أن يصل المواطن إلى هذا الحد من الوجع؟! إن تمحور اهتمامنا على معارك جيشنا الباسل في مواجهة القتلة، يجب أن يدفع بكل مفاصل الدولة، من الوزير، إلى الموظف العادي، وبنا كمواطنين لتعزيز قدرات صمودنا الداخلي، الذي يشكل المواطن الآمن، المطمئن على خبزه، ودفئه، ودوائه، ومدرسة أبنائه أساساً لصمود جيشنا الباسل. أسأل الحكومة العتيدة: ما معنى وجود تلك السوق السوداء للمازوت، والغاز، والخبز، والدواء! ما معنى استمرار كل هذه الجرائم التي يرتكبها الفاسدون بلا حساب ولا عقاب! ما معنى سكوت بعض المفاصل الحكومية إن لم نقل مشاركتها ودعم فسادها على تجار المازوت، والخبز، والغاز، الذين يفترسون صمودنا، ومعنوياتنا، وأرواحنا، ومشاعرنا، وقيمنا، وعلاقاتنا الاجتماعية، وصمودنا السياسي، وروابطنا بالوطن، وأملنا بالنصر، ودماء شهدائنا. نعم، الفاسدون، يفترسون دماء شهدائنا، وعرق أبطال جيشنا، ومشاعر المخلصين في الوطن..إن أعداء سورية يراهنون على نوعين من المجرمين: القتلة التكفيريين، والقتلة الفاسدين. سأورد حكاية للتأمل فقط: والدة شهيد كانت في محطة وقود ترجو أن يؤمن لها عدة ليترات من المازوت لتدفئة أطفال ابنها الشهيد، و الذي كان بطلاً باعتراف زملائه وقادته، صاحب المحطة تجاهلها ولجنة الإشراف تجاهلتها، وفي ذاك المساء جاء الفاسدون وأخذوا المازوت، ربما باعوه، أو أعطوه للقتلة. مضت تلك المرأة مع دموعها ولم تحصل على «كالون» مازوت. سألتها: لماذا تبكين؟ قالت بقهر: «لم أشعر أن ابني قد فقد إلا في هذا اليوم». كلمة أخيرة: اثنان يقتلان الوطن: التكفيريون القتلة.. بالسواطير، والرصاص.. والفاسدون القتلة.. بالارتكاب، والفساد. |
|