تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الضيــــــــف المبــــــــــارك

مجتمع
الخميس 26-6-2014
غصون سليمان

أيام قليلة.. وعلى مسافة قصيرة من عتبات قلوبنا نستقبل ضيفا عزيزا كريما رحيما يحل بيننا حازما أيامه ولياليه وساعاته ودقائقه وثوانيه على هدأة من الصبر والأناة وعلى عزيمة من الصلاة والابتهال وعلى إرادة من الذكر والحمد والاستغفار وعلى قسمة من النعم والشكر والامتنان.

شهر رمضان الكريم شهر الله المتوج بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات.‏

هو شهر يدعى فيه المرء إلى ضيافة الله وليكون فيه من أهل كرامة الله.. فهل نحسن السلوك والفعل ونجيد صناعة العمل ونحسن الواجب والتدبير المطلوب ونتقرب من الله بنيات صادقة وقلوب طاهرة بأن يوفقنا لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.‏

إنه شهر فضيل وجليل نتعلم منه أصول الأدب واحترام الصغار وتوقير الكبار وأهمية التصدق على الفقراء ومعنى ودلالات أن يجوع المرء ويعطش ويحفظ اللسان ويغض الإنسان الطرف عما لايحل النظر إليه وعما لايحل الاستماع إليه.‏

هو شهر يدعونا إلى صلة أرحامنا والتحنن على أيتام الناس ممن يعيشون في فلكنا والتوبة إليه من ذنوبنا.‏

هو شهر يتأمل السوريون أن تغلق فيه أبواب النيران القادمة إلينا من أقاحي الأرض ممالك الإرهاب والعبيد وسجون الكفر وأن تشل فيه أيدي المتربصين شراً بهذا البلد العزيز وأن تعمى أبصار من يتسابق على استمرار نزيف الدم السوري.‏

هو شهر يتمنى السوريون أن تصحو فيه الضمائر الغافية والساهية على تخوم الطمع والجشع واستغلال حاجات الناس وضرورات عيشهم وخاصة في تلك الأيام الفضيلة.‏

شهر نأمل أن تراجع فيه العائلات السورية بكل تجلياتها تداعيات انخراط بعضها في الضلال والتضليل والأذى والعودة إلى جادة الصواب بعد جردة حساب لمساحة من الحصاد السلبي الذي طالت آثاره أبناء المجتمع في الشكل والمضمون.‏

شهر نطلب فيه من العلي القدير أن يعيننا على تطهير بلادنا وتخليصه من حقد الحاقدين وكيد الحاسدين وبغي الظالمين الذين أتوا من كل المتاهات حاملين معهم أطناناً من أفعال الجور والظلم والكفر والجهل والموت والعذاب لتبديد نعمة الأمن والأمان والسلام والاستقرار والعيش الكريم.‏

اللهم بحق شهرك هذا والذي تثقل فيه الموازين لأهل الفلاح والتقى والصلاح يوم تخف الموازين أن تبعد عن هذا البلد الأمين سورية العربية كل الأذى والفجور وأن تبدد وتشتت شمل الأعداء وتذهب ريحهم إلى زوايا الهلاك ومدارك الفناء وأن تنصر جيشنا المقدام على الدوام وأن تثبت أقدامه في كل مكان يحط فيه الرحال وهو يقاتل ويكافح أهل الإرهاب والإجرام.‏

اللهم بحق الدماء الطاهرات التي ضحت في سبيل عزة سورية وسلامتها وسلامة أطفالها ونسائها وشبابها ورجالها وعجائزها أن تجعل كلمة أهلها الشرفاء من قيادة وجيش وشعب في أعلى عليين وكلمة سفهائها ومفسديها حيث يجب أن تكون وترضى.‏

فيا أهلي وناسي وإخوتي يا أبناء بلدي.. لنتأمل بعضنا بعضا ولو قليلاً وأن نتقرب جميعا من الله بقلوب صافية عامرة بالحب والإيمان.‏

وإذا أصبحنا صائمين فليصم سمعنا وبصرنا وجميع جوارحنا عن كل المحرمات والمكروهات والمحظورات وألا يغتاب بعضنا بعضا وأن نلتزم الصمت والسكوت والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر وأن نبعدهم ماأمكن من محيط مجالسنا وحدود عيشنا وقيامتنا.‏

ومن يكون مع الله صادقا بالقول والفعل وقريباً من حدود طاعته فعين الله تراه وترعاه.‏

كل عام وسورية تزدهر بخيرات وبركات شهر الرحمة والمغفرة.‏

أهلاً رمضان اشتقنا لدفء القلوب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية