تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرياضة والبلدية والصيف

شباب
الاثنين 29-6-2015
لن نكرر تعداد فوائد الرياضة، فهي معروفة لغالبية الناس، لكن يمكننا التذكير بأهمية النشاط البدني المنتظم للشباب، ففيه بالإضافة إلى الفوائد الصحية ، فوائد بدنية ونفسية واجتماعية هامّة،

فالمواظبة على ممارسة النشاط البدني تساعد الأطفال والشباب على أن يبنوا عظامهم وعضلاتهم ومفاصلهم بناءً سليماً، وأن يحافظوا عليها، كما تساعدهم في السيطرة على أوزان أجسامهم، والتخلُّص من الشحم الزائد، ورفع كفاءة وظيفة القلب والرئتين.‏‏

والسؤال هنا هل تتوفر أمكنة ملائمة وآمنة، وجاذبة لليافعين والشباب في مختلف الأحياء؟ ولا نتحدث هنا عن الأندية، فهي متوفرة وفي مرات كثيرة بأسعار معقولة. وإنما السؤال عن الأحياء التي لا يوجد فيها أندية ويوجد، فيها بلدية، وساحات مهملة تصلح لاستثمارها في الرياضة ريثما، تبني عليها البلدية ما هو مخطط لها.‏‏

فوجود هذه الساحات القريبة من البيوت تعطي الفرصة للعب البريء وسائر الأنشطة البدنية، فتكون فرصة للشباب واليافعين للتعبير عن الذات، وبناء الثقة بالنفس، والإحساس بالإنجاز، والتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه. كما تساعد هذه الآثار الإيجابية في مواجهة الأخطار الناجمة عن أسلوب الحياة المتسم بالقسوة والتوتر والضغط، وقلة الحركة، والذي ينتشر انتشاراً بالغاً بين شباب اليوم!.‏‏

إننا نشكي من الجلوس الطويل لأبنائنا على الشاشات، لكننا لا نشجِّعهم على المشاركة في النشاط البدني الموجّه توجيهاً سليماً، الذي يساعدهم بدوره على انتهاج السلوكيات الصحية الأخرى، بما فيها الامتناع عن التدخين، أو المخدرات، أو العنف.‏‏

ومعروف أن مَن اعتاد على النشاط البدني أثناء فترة المراهقة استمرت عنده هذه العادة في الغالب طوال العمر، أما من اعتاد نمط الحياة المتسم بقلة الحركة، والرتابة وسوء الغذاء والتدخين، فمن المحتمل أن يستمر على ذلك فيما بعد.‏‏

لاحظنا في السنوات الأخيرة، وحتى قبل الحرب تراجع ممارسة التربية الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية المدرسية؛ فتخصيص ساعة أسبوعيّاً في المدارس غير كافية.‏‏

صحيح أن هذا التراجع يعود إلى حد بعيد، إلى تزايد انتشار أساليب الحياة المتسمة بقلة الحركة؛ فقد قلَّ عدد الذين يقومون بالذهاب إلى المدرسة أو الجامعة سيراً على الأقدام أو بالدراجة، كما زاد الوقت المخصص لمشاهدة التلفاز، وممارسة ألعاب الحاسوب، واستخدام الحواسيب.‏‏

وأيضا صحيح أن هناك عوامل كثيرة تمنع الشباب من المواظبة على ممارسة النشاط البدني، وهي ضيق الوقت، لكن السبب الأهم هو انعدام الحافز، وقلة الدعم والتوجيه المقدّمين من الأهل والمدرسة والبلدية، بسبب قلّة الأماكن والمرافق المخصصة للأنشطة الرياضية، والجهل بفوائد النشاط البدني.‏‏

لذلك لابد من حملات التشجيع على الرياضة وممارستها في الأحياء، وقريبا من البيوت، وذلك بتشجيع من الأهل والإدارة المحلية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية