|
الكنز وبطبيعة الحال، لا أحد يريد الخسارة للمزارع وبذات الوقت كلنا كمواطنين نرغب في أن نحصل على سلعة تناسب دخلنا ..وبين هذا وذاك يمكن أن نجد حلاً مناسباً للطرفين يتمثل بدور الدولة والجهات المعنية تحديداً بالتسويق والإنتاج. وهذا الموسم الزراعي الجيد أدى لبروز عدة أمثلة عن فائض الخضار الصيفية ولاسيما البطاطا والبندورة بعد أن توقف تصديرهما لظروف قاهرة إلى الدول المجاورة خاصة العراق، وباتت الأسواق المحلية عاجزة عن استيعاب كامل المحصول ولهذا لابد من البحث عن حلول سريعة. ووفقاً للأرقام المعلنة فإن إنتاج سورية من محصول البطاطا للعروة الربيعية بلغ نحو 750 ألف طن والاستهلاك المحلي لهذه العروة الذي يمتد منذ بداية الشهر الرابع حتى بداية الشهر العاشر يبلغ نحو 350 ألف طن، وبذلك يكون فائض البطاطا نحو 400 ألف طن وهذا رقم كبير لابد من استثماره بسرعة وخصوصاً أننا بحاجة إليه في فترة الانقطاع ما بين العروتين الربيعية والخريفية بدل استيراد هذه المادة. والحل الأمثل يتمثل بتحرك مؤسسات التدخل الإيجابي وتشجيع القطاع الخاص لتخزينه وتصنيع جزءاً منه وإعادة طرحه في الوقت المناسب ومعالجة الجزء المناسب منه ليصبح بذاراً للزراعة بما يساهم في التحكم بأسعار هذا المحصول ومنع التجار من التحكم بالكميات التي تضخ في الأسواق حالياً وبالتالي التلاعب بالأسعار. مؤسسة الخزن أعطت صلاحيات لفروعها في المحافظات للعمل على تسويق المادة من الفلاحين بشكل مباشر بسياراتها وتوفير كل ما يلزم لإتمام العملية، والتجار على التوازي وكرد فعل سيتحركون لشراء حصتهم من المحصول بما يسمح للفلاح بالحصول على أسعار جيدة. لكن المشكلة تكمن في ضعف التخزين لمؤسسة الخزن لأن طاقة وحدات التبريد فيها تراجعت 50% نتيجة الحرب الكونية ..ولذلك كله لابد من تشجيع الفلاحين والقطاع الخاص على التخزين بطرق مبسطة ومجدية اقتصادياً وتصنيع قسم من المحصول ضمن مشاريع ريفية صغيرة ومناسبة. |
|