تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«الوطن العمانية» : توســع رقعــة الإرهــاب لــم يـأت مـن فـراغ بـل نتــاج لفعـل مخطــط

مسقط
سانا-الثورة
الصفحة الأولى
الأثنين 29-6-2015
أكدت صحيفة الوطن العمانية أن الإرهاب الذي ضرب في فرنسا والكويت وتونس قبل يومين وصار بهذا الاتساع والشمول لم يأت من فراغ بل هو نتاج لفعل مخطط وليس عملية مزاجية.

وفي افتتاحيتها أمس تحت عنوان (تضامن ضد الإرهاب مطلوب.. وخطوات أكثر إلحاحا) أوضحت.. أن هذا التمدد الواسع للإرهاب كانت له أسبابه ومن أبرزها تلك المنابر التي يطل منها والأهم منابعه التكفيرية التي صنعت خصيصا من أجل أن يعيش ويزدهر، لافتة إلى أن هذا الإرهاب الذي يضرب الأبرياء يملك اليوم أكثر من خمسين قناة تلفزيونية تبث سمومها على العالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى عشرات الصحف والمطبوعات التي تمتلئ بأفكاره ورؤيته دون أن ننسى شتى الوسائل الأخرى وفي طليعتها أيضا وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مرضا لا يمكن السيطرة عليه أو معالجته، إضافة إلى مئات المنابر الحزبية والدينية والسياسية والتجمعات الثقافية.‏

وأضافت إن ما يتم الحديث عنه من مفهوم (تعزيز الديمقراطية) يمكن ضمه أيضا تحت هذا الإطار لنكون أمام كذبة كبرى عنوانها الرأي والرأي الآخر، بينما هي مشروع تأمين وصول أفكار هذا الإرهاب إلى شعوبنا وبثها في العقول الشابة التي لا تملك خبرة تساعدها على تكذيب ما تسمعه أو تقرؤه.‏

وشددت على أن المطلوب الآن هو إغلاق تلك المنابع والمنابر التي باتت الأخطر على السلامة العامة وعلى خيارات أجيال عربية وإسلامية وعلى الدين الحنيف ورقيه وحضارته وعلى إنسان المنطقة الذي بات عقله مشوشا لكثرة ما يبث من أفكار سوداء تريد انتزاع وجوده الوطني والقومي وإلغاء فطرته الإنسانية وهي التي أحلت دمه وأرضه وعرضه بل بتنا لا نسمع إلا تلك العبارات الغربية التي غابت قرونا مثل السبي وعبارات لا تليق بحياة العربي والمسلم في هذا القرن الذي تجاوز كل حد من قيم الثقافة والتعليم والبحث عن كل ما يقدم له حياة شريفة.‏

وبينت أنه لا بد من الذهاب بعيدا نحو تجفيف مصادر تمويل الإرهاب الرسمية والخاصة التي تؤمن الدعم له وتؤدي إلى تطوير بناه، متسائلة.. من أين له تلك الإمكانيات من السلاح المتقدم الذي يتفوق فيه على الجيوش العربية وهذه الذخيرة وأدوات النقل ورواتب العاملين من الإرهابيين وغير ذلك الكثير؟ بل من أين له أن يستمر ويتمدد ولا يتوقف عن القتال هنا وهناك؟ وكيف له أن يتحول إلى اختراق مجتمعات بكاملها في شتى أنحاء العالم تقريبا إذا لم يكن هنالك من يوفر له المكان والزمان والسهولة في الحركة والمال اللازم للتحرك وتحقيق الذات؟‏

واعتبرت الصحيفة أننا أمام مؤامرة كبرى يتبين لنا منها أن هذا الإرهاب لم يكتب له النجاح لولا تلك العوامل المشار إليها ولولا وجود حاضنة تيسر له أيضا ارتقاءه إلى المكان الذي يخطط له أن يصل إليه، فهو بالتالي منفذ لإرادة إن لم يكن إرادات توحدت من أجل أن يعيش ويحقق أهدافها المرسومة.‏

الصحيفة ختمت بالقول: إن شعوب أمتنا تنشد السلام وتسعى دائما للطمأنينة وهي لا تملك غير حلم إعادة الوئام والتعايش ويحدوها الأمل بأن تنتهي تلك الظواهر الإرهابية كي تعود إلى صفائها الذي خسرته وإلى حريتها التي تفقدها والى مكاسبها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي تتلاشى أمامها، إنه أملها وعليه تعمل رغم المخاطر التي تحدق بها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية