|
الثورة -رصد وتحليل بالأمس عمّت التفجيرات ارجاء العالم من الكويت الى تونس وحتى فرنسا وأول امس كانت في سورية والعراق و لاتزال وما بعد كل هذا نتوقع أن يضرب الارهاب الداعشي في كل مكان فلم تعد الجغرافيا العالمية محمية من الخيال السياسي الأميركي الذي يريد أن يأخذنا في هذه المرة الى حالة العجز أمام داعش وأن لا حول ولا قوة تقف بوجه( الخليفة) حتى ولو اضطرت واشنطن الى أن تسلم رأس تمثال الحرية للبغدادي، فالمهم أن يقتنع الشرق الأوسط بأن داعش لايقهر كما هي كل الأساطير الاحتلالية من قبله ولعل الصهيونية أحد الأمثلة. يمرر المشروع التقسيمي في الشرق الأوسط تحت مطية داعش وما خفي ايضا من خرائط عالمية في ادراج واشنطن الاستراتيجية قد تكون اداتها التنظيمات الارهابية لهذا تكبر واشنطن وحشها الداعشي في الذهنية العالمية ولهذا يتضح برود الرئيس أوباما تجاه الأحداث الارهابية والتي تعهد بقيادة التحالف الغربي للقضاء عليها ومكافحة الارهابيين. فلم تزلزل تفجيرات الكويت وتونس وليون في فرنسا تلك البلدان فقط بل اجبرت من تبقى على التأهب ومراجعة الحسابات وتقديم التنازلات مقابل الأمن وإن كانت بعض هذه البلدان تتحمل المسؤولية الكبرى فطالما دعمت الكويت وتونس وفرنسا الارهاب بحجة الاعتدال في سورية ووفرت الحاضنة السياسية والإعلامية والمالية والعسكرية له ولكن كل ذلك لايعني ان الارهاب سيصيب فقط الدول التي دعمته بل يبدو أن اميركا تخطط اليوم لتعميمه كظاهرة عالمية، وطبعاً هي المرشح الوحيد لمكافحته على الرغم من انها اعلنت انها لاتملك استراتيجية حالية لمواجهة داعش. الإرهاب بات ظاهرة عالمية يدورالحديث في الاروقة الدولية اليوم حول مايسمى الارهاب العالمي والذي تقول التحليلات إن من أهم اسبابه هو هجرة الأوروبيين وتجنيد الأجانب للذهاب والقتال في سورية ضمن صفوف ما يسمى معارضات مسلحة وهو الأمر الذي سبق لدمشق أن حذرت من مراراً وتكراراً. وحول هذا يقول بيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن لدى (السي ان ان): إن الهجمات التي عصفت بثلاث دول الجمعة هي الكويت وتونس وفرنسا تعكس الوجه الحقيقي لل»الإرهاب الدولي» بمعنى أنها جرت بثلاث طرق مختلفة وضربت أهدافاً متنوعة، مضيفاً إن العملية في فرنسا تؤكد ضرورة متابعة المئات من الأوروبيين الذين سافروا للقتال بصفوف داعش. وقال بيرغن إن «الهجمات تعكس بالفعل مفهوم وتكتيكات الإرهاب العالمي، فما حصل في فرنسا هو نتاج حالة من التطرف الذاتي الداخلي الذي نشأ وتأسس في فرنسا، بتأثير من داعش، ولم يسفر الهجوم سوى عن خسائر بشرية محدودة، أما في الكويت، فقد ترك الهجوم على مسجد الكثير من القتلى والجرحى، في ظاهرة تشبه ما رأيناه بالسعودية خلال الأسابيع الماضية.» وتابع بيرغن بالقول: «أما في تونس، فالهجوم كان بأسلوب «الانتحاريين» الذي يعتمد على عملية يشنها انتحاري يفجر نفسه وتستمر لساعات أو حتى لأيام في بعض الأحيان، كما حصل في هجوم مومباي بالهند على الفندق الشهير، وبالتالي فإن تلك الهجمات تعكس تنوعاً في الأهداف والتكتيكات المستخدمة.» وعن هجوم فرنسا وتشويه جثة القتيل وقطع رأسه وترك رسالة إلى جانبه قال بيرغن: «العلم الأسود والأبيض الموجود بالمكان قد يكون لداعش أو للقاعدة، فهما يستخدمان العلم نفسه تقريباً، ولديهما الأسلوب نفسه، ولكن العملية تبدو أقرب إلى داعش، غير أن علينا أن ننتظر لمعرفة ما إذا كان قد سبق للمهاجم السفر إلى الخارج، فلدينا قرابة 1500 أوروبي يقاتلون في صفوف داعش. صحف بريطانية...داعش نتاج غزو العراق ما حدث يوم الجمعة من هجمات داعشية متفرقة اثار رعباً في الأوساط الاعلامية وبعض التحليلات وجدت انه أميركا تتحمل اللوم ومسؤولية زراعة الإرهاب في العلم وخصوصاً بعد احتلال العراق وهو ما أكدت عليه صحيفة الأوبزرفر البريطانية التي نشرت تقريراً تدعو فيه إلى توحيد الصفوف في مواجهة تنظيم داعش بعد الهجوم على منتجع سوسة السياحي في تونس، معتبرةً أنه ليس هناك تفسيراً ولا تبريراً ولا منطقاً لما قام به الإرهابي في منتجع سوسة السياحي، فضحاياه كانوا عزّلاً، كباراً وصغاراً، ومن مختلف البلدان، وكلهم أبرياء، ولكنْ، كل هذا لم يثنه عن فعلته. واعتبرت الصحيفة أنَّ أسباب الفتنة في العالم العربي متعددة، منها التخلف في أغلب الدول العربية، و اعتناق الأفكار المتطرفة، وتضيف الصحيفة التدخل الغربي في الشرق الأوسط، والحرب في العراق التي أثارت حركة الارهاب فمن خلالها تسللت التنظيمات الارهابية، على غرار داعش أما صحيفة الإندبندنت فقد وجدت أن الدوافع الحقيقة وراء استهداف منتجع سوسة السياحي في تونس، والأهداف التي يتوخاها المتشددون في البلاد، من خلال اطلاق النار على الأوروبيين تحديداً، ترمي إلى تخريب صناعة السياحة، أكبر مَصدَر للعملة الصعبة في تونس، وأكبر قطاع لتوظيف التونسيين في البلاد. ونقلت الصحيفة عن خبراء أمنيين أنَّ تزامُن هجوم تونس مع هجومين آخرين في فرنسا والكويت دليل على أنَّ هناك رغبة في شن هجمات متزامنة، مما يذكّر بالهجمات التي كان ينفذها تنظيم القاعدة. وهو ايضاً ما وجدته الصحيفة الفرنسية الصحف الفرنسية لوباريزيان التي نشرت على صدر صفحتها الأولى صوراً لضحايا التفجير الدامي في الكويت وصوراً مرّوعة لضحايا الهجوم الإرهابي على فندق في مدينة سوسة التونسية، وصورة مدير المصنع قرب مدينة ليون الفرنسية الذي قطع ياسين صالحي رأسه، ووضعت لها عنوان «رعب على كل الجبهات»، مشيرةً إلى أنَّ السلاح الارهابي «قطع الرؤوس» وصل إلى فرنسا. ودعت الصحيفة في افتتاحيتها إلى محاربة إيديولوجيا القتل والارهاب في كل مكان، محذرةً من الإذعان للخوف، ومؤكدة أنَّ أفضل ردَّ على السفاحين هو التمسك بالقيم الإنسانية ورأت الافتتاحية في الصحيفة أنَّ الهجوم الإرهابي على فندق في تونس سيُضعف سيشكّل ضربة قاصمة للقطاع السياحي الذي تراجع بقوة منذ أحداث الربيع العربي في تونس. الالتحاق بالإرهاب ..أوروبا أولاً تشير التحليلات السياسية الى ان مشكلة الالتحاق بداعش والتنظيمات الارهابية بات ظاهرة عالمية وهو ليس أمر جديد فقد تحدثت كل دولة بدورها عن عدد الملتحقين من مواطنيها بصفوف الارهاب ولكنها اغفلت عدد المجندين والذين سهلت حركة تسللهم الى سورية والعراق وبعد التفجيرات في الكويت وتونس وفرنسا بدأت احصاءات جديدة تظهر فقد نقل خوسيه اوريخو في صحيفة البايس الاسبانية عن تقارير أمنية إسبانية أن 114 متطرفاً من إسبانيا أغلبهم من المغاربة، وقد عاد منهم 25 شخصاً، حيث تم إيداع 15 منهم السجن ، بينما ظل العشرة الباقين قيد المراقبة وأغلبهم من الأطفال والنساء. وأضاف الكاتب: إنَّ بعض الارهابيين يسعون للقيام بعمليات إرهابية خطيرة ضد أهداف سياحية وخصوصاً في مدن برشلونة وسبتة ومليلية، حيث يدفع داعش المتطرفين الذي يجتازون أول ستة شهور من القتال للعودة إلى بلدانهم وتشكيل خلايا نائمة يقوم هؤلاء على إدارتها كونهم تلقوا تدريبات على الأسلحة والمتفجرات. وختم الكاتب بالقول: إنَّ إسبانيا تحمل الرقم القياسي في أوروبا بعدد المعتقلين في مكافحة الإرهاب، علماً أنَّ 80% منهم أجانب مغاربة وجزائريين وباكستانيين. في حين وجدت روسا منسيس في صحيفة الموندو الاسبانية أنَّ فرنسا تحتل المرتبة الأولى في أوروبا بعدد المتطرفين الذين يسافرون للانضمام إلى داعش وجبهة النصرة حيث بلغ عددهم بحسب وزير الداخلية الفرنسي 1200 شخصاً، عاد منهم 185 شخصاً. وبحسب خبراء، فإنَّ فرنسا تشكّل نقطة ساخنة بالنسبة للتطرف، وأشارت الكاتبة إلى أنَّ السجون الفرنسية تُعتبر المصدر الأول لتطرف الشباب ، وختمت الكاتبة بالقول: إنَّ خطر العائدين حقيقي، ولكنْ، لا بدَّ من اتباع سياسة محلية لتحسين اندماج الأقليات ومكافحة الفقر والجريمة وتجنُب تحويل الشباب في السجون إلى متطرفين. أوباما هو المسؤول؟؟ قال المرشح الجمهوري المفترض، للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بوبي جيندال، إنه لو كان الرئيس الحالي مكان الرئيس باراك أوباما لواجه الهجمات في فرنسا والكويت وتونس بطريقة مختلفة تبدأ بتعريف الخطر الحقيقي الذي رأى أنه يتمثل بـ»التطرف « ولقام باستعادة ثقة الحلفاء بالشرق الأوسط الذين يترددون في محاربة داعش. وقال جيندال، في مقابلة مع السي ان ان رداً على سؤال حول كيفية تعامله مع هجمات الإرهاب لو كان رئيسا للبلاد: «نحن أمام هجوم رهيب، ولكن ما يجب على الرئيس المقبل القيام بها هو الالتزام حقيقة بمطاردة الإرهابيين والقضاء عليهم، فرئيسنا الحالي، باراك أوباما، لا يرغب حتى في إطلاق اسم واضح على عدونا ولا يريد التحدث عن الإرهاب ولا يشير إلى تدميره، بل إلى احتوائه والحد من خطره.» وتابع جيندال بالقول: «رغم الضربات الجوية ضد قادة القاعدة وداعش، ولكن الرئيس لم يفعل ما عليه فعله لقتل قيادات داعش وقادة سائر التنظيمات المتشددة. هناك أمور كثيرة يمكننا القيام للفوز بالمعركة. وانتقد جيندال أسلوب أوباما في مواجهة المخاطر الإرهابية بالقول: أوباما هو القائد الوحيد الذي يخبر عدوه عن نياته، فقد طلب من الكونغرس السماح له باستخدام القوة، ولكنه حددها بمهلة ثلاثة أعوام فقط مع تأكيد منع نشر قوات برية. وطالب المرشح الرئاسي المفترض من أوباما «بالدعوة إلى إدانة الإرهابيين أنفسهم عوض الاكتفاء بإدانة العنف والحرص.» كما طالب بـاستيعاب الأجانب من الجيلين الثاني والثالث في أمريكا منعا لحصول إشكال ثقافي يقودهم إلى التعصب كما في أوروبا. تأتي تصريحات المرشح الأميركي بانتقاد سياسة اوباما متطابقة من حيث لوم أوباما في ما تحدث عنه جاك سميث في موقع أنتي وور لكنها من وجهة نظر اخرى تصب في خانة أنَّ واشنطن والرياض تتشاركان هدف تمزيق التحالف الممتد من إيران إلى العراق إلى سورية والذي يرفض الاستسلام للهيمنة الأمريكية وللإمبريالية، مشيراً إلى أنَّ الجيش السوري قوة برية قوية مستعدة لقتال داعش، وهو يقوم بذلك فعلاً، لكنَّ البيت الأبيض يرفض دعم هذا الجيش عبر ضرب القوى الارهابية في الجنوب السوري. ورأى الكاتب أنَّ إدارة أوباما لم تقدم للحكومة السورية والجيش السوري سوى التدمير والحقد وتعمُد إلحاق الأذى والضرر بهما، ولو كان أوباما مهتماً بالقضاء على العنف الارهابي في سورية والعراق أكثر مما مهتم بحماية مصالح واشنطن الاستراتيجية وبالعمل على إرضاء الأهواء السياسية المناوئة لإيران وسورية في أمريكا والشرق الأوسط، لكان قدّم الدعم للمعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الارهابيين الذين يغزون سورية والذين يرتكبون المذابح ولفت الكاتب إلى أنَّ جبهة النصرة - فرع القاعدة في سورية- هي التي تقود المجموعات المقاتلة والتي تتلقى الدعم الأكبر من أقرب حلفاء واشنطن، ومع ذلك، تبقى إدارة أوباما صامتة. وختم الكاتب بالقول: في الواقع، يقدّم حلفاء أمريكا في المنطقة، وحتى واشنطن نفسها، المساعدة لتنظيم القاعدة في سورية. وهو أيضاً ما أشار اليه دوغ باندو في صحيفة هافنغتون بوست حيث قال إنَّ معظم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط يتعرضون لمواقف مضطربة، ويطالبون واشنطن بتقديم التطمينات والعون باستمرار. ولفت الكاتب إلى أنَّ ملوك الخليج يعتقدون أنّه ينبغي أنْ تضحي واشنطن بمصالحها لمصلحتهم، مشيراً إلى أنّه على الرغم من أنَّ الاتفاق النووي مع إيران سيساعد بشكل كبير على تحسين البيئة الأمنية في المنطقة، إلاّ أنَّ ملوك الخليج يشكون من أنَّ رفع العقوبات سيزيد الإيرادات الإيرانية، بما يعزّز قدرتها على التدخل في الشؤون الإقليمية، مما يعني أنَّ دول الخليج تعادي إيران وليس برنامجها النووي، كما يريد قادة الخليج تغيير الحكومة السورية رغم أنّها لا تهدد واشنطن، ورغم أنَّ البديل لها قد يكون مزيج من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الدموي، علماً أنَّ بعض حلفاء أمريكا - بما فيهم تركيا - قدّموا مساعدات مختلفة للارهابيين في سورية بالأموال والمأوى والعبور والأسلحة. وختم الكاتب بالتأكيد على أنّه يجب على واشنطن تحدّي كل المطالب الخليجية، والاهتمام بتعزيز أمن أمريكا. |
|