|
وكالات - الثورة وخاصة فترة النبي داوود لتمرير الرواية التلمودية حول القدس المحتلة خصوصاً وأرض فلسطين عموماً علماً أن من علماء الآثار الإسرائيليين من يرفض ويشكك بنسب مثل هذه المكتشفات إلى وجود مملكة باسم مملكة داوود. وكثر الكلام في السنوات الأخيرة حول حفريات إسرائيلية أجرتها ما يسمى بـ «سلطة الآثار الإسرائيلية» في خربة «قيافة» البعيدة 30 كلم جنوب غرب القدس وتحديداً على تلة مرتفعة تطل على السهل الفلسطيني الواقع بين الخليل والقدس على ارتفاع 325 فوق مستوى البحر ضمن أراضي قرية زكريا المهجرة عام 1948 م ، والخرائط العربية من سنة 1880 تذكر خربة قيافة وكذلك خرائط بريطانية ذكرت التسمية العربية لخربة قيافة. علماء آثار صهاينة زعموا كشفهم عن حصن قديم وأطلقوا عليه«قصر النبي داوود» وحاولوا بذلك الاستدلال على أن داوود شكل مملكة واسعة مترامية الأطراف في منطقة القدس والخليل. وقبل أسبوعين أعلنت «سلطة الآثار الإسرائيلية» عن كشفها لنقش نادر ادعت أنه من فترة الهيكل الأول المزعوم وذلك بعد أن قاموا بتجميع قطع متناثرة من إيوان فخاري وجد عام 2012 في حفريات قيافة قالوا إن عمره ثلاثة آلاف سنة وذكروا أن النقش المذكور كتب بالأحرف الكنعانية القديمة. وبعد أسبوع من نشر هذا الخبر قام رئيس حكومة الاحتلال «نتنياهو» بالتطبيل والتزمير لما وصفه بأنه اكتشاف مذهل لمزاعم الصهاينة وادعاءاتهم . ويحاول علماء صهاينة جاهدين منذ عشرات السنين الملاءمة والمقاربة بين ما هو موجود في تلمودهم وأسفاره وبين الموجودات الأثرية التي يزعمون العثور عليها وهو ما حدث في هذا السياق عندما تم الحفر في خربة «قيافة»، إذ ادعى هؤلاء الأثريون وجود مدينة توراتية من عصر الهيكل الأول المزعوم تضمنت قصراً مشيداً للملك داوود حسب زعمهم . هذا الادعاء يرفضه بعض العلماء الإسرائيليون ومن أبرزهم البروفيسور «إسرائيل فنكشتاين» الذي نشر أكثر من دراسة أثرية يؤكد فيها عدم وجود مملكة داوود المتحدة وأنها إن وجدت فإنها عبارة عن كيان صغير تركز في مدينة القدس كما يبدي بعض العلماء ملاحظاتهم وتشكيكهم في نسب الموجودات الأثرية إلى داوود أو فترته ويذكرون أنها موجودات أثرية كنعانية أو فلسطينية وهذا ينطبق أيضاً على الموجودات الأخيرة والنقوش في «خربة قيافة» . من جهته قال الأستاذ عبد الرازق متاني الباحث في مجال الآثار الإسلامية ومدير وحدة دراسة الآثار الإسلامية في«مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» تعقيباً على هذا الموضوع بقوله «تطل علينا المؤسسة الصهيونية بين الفينة والأخرى بادعاءات تحاول من خلالها فرض الرواية التوراتية على الموروث الثقافي و الأثري الإسلامي والعربي والفلسطيني في البلاد الأمر الذي لا يقبله العلم ولا المنطق بل بتنا نسمع الكثير من الأصوات المتعالية لدى بعض الباحثين المنادين بالتصدي لهذا التسييس للعلم والبحث المجند وغير الموضوعي، مطالبين بفصل العلم عن السياسة وبحث الآثار بموضوعية، خصوصاً أن حجم الحفريات الأثرية المقامة في أرض فلسطين يؤكد بطلان الرواية التلمودية الصهيونية . وتابع الأستاذ متاني» أما بخصوص خربة «قيافة» تحديداً ومن خلال اطلاعي على نتائج الحفريات والردود عليها يمكن اعتبارها حفريات «تلمودية» من الدرجة الأولى بمعنى أن الحفارين في الخربة يتبنون هذه الرواية ويظهر جليا محاولاتهم لفرضها على أرض الواقع في حين نفى العديد من علماء الآثار هذه الادعاءات كذلك الأمر بخصوص الكتابات التي زعم الباحثون بأنها كتابات «عبرية» فقد نفى مختصون في الكتابات بأن تكون هذه الكتابات «عبرية»عوضاً على أنه ولو كانت كذلك بحسب زعمهم، فلا يمكن فرض رواية تلمودية مزعومة وإسقاطها على الموقع وفق بعض النقوشات التي لا تصل لجملة مفيدة وتصويرها على أنها الاكتشاف والدليل العظيم المنتظر والذي يؤكد مزاعمهم الأمر الذي يؤكد ضعف روايتهم وبطلانها». |
|