تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جولة ليست كسابقاتها

معاً على الطريق
الأثنين 29-6-2015
مصطفى المقداد

نواجه جولة جديدة من جولات البغي والعدوان في كل من درعا والقنيطرة وعين العرب والحسكة فيما المواجهات مستمرة دون انقطاع مع الإرهاب في القلمون والغوطة ودير الزور وحمص والبادية وغيرها،

ما يجعل سورية أقرب إلى تنور يفيض بالنيران إيماناً بالقدرة على حرق الإرهاب واستئصال جذوره ومؤيديه داخل سورية وخارجها.‏

بتوقيت متزامن يتحرك الإرهاب في الشمال /عين العرب والجنوب /درعا/ والشمال الشرقي /الحسكة/ في عملية متواصلة لتدمير بنية الدولة، وبتكرار لعمليات سبقت في هذه المواقع وغيرها، فكانت نتيجتها الفشل المؤكد، وها هم اليوم يعيدون التجربة ذاتها وفي ظروف ذاتها ويتوقعون أن تتغير النتائج!.‏

الظروف الذاتية لم تتبدل، وتبدلها وتغيرها أقرب إلى المستحيل ففي الجانب الوطني تقوم القوات المسحلة الباسلة بمهمتها المقدسة بدعم وتأييد ومساندة من الشعب السوري الذي يرى في محاربة الإرهاب مهمة وطنية بعيداً عن البحث عن حل سياسي ولقاءات حوارية وتشاورية مع شخصيات تؤمن بأن السوريين وحدهم قادرون على وضع صورة مستقبلية لبلدهم والخروج من أزمته المركبة.‏

أما في الجانب التآمري فإن الحالة الذاتية ما زالت على حالها أيضاً، فالضالعون في المؤامرة داخل سورية وخارجها ما زالوا عند موقفهم على الرغم من كل حالات الفشل التي مني بها المتآمرون والإرهابيون على الرغم من سيطرتهم على بعض المناطق، الأمر الذي لا يحمل أملاً بحدوث تغيرات في مواقف الحكومات المشاركة في العدوان ولا في مواقف المجموعات الإرهابية المرتبطة بها على مختلف مسمياتها، فما المنتظر؟‏

نتائج العدوان المعروف باسم «عاصفة الجنوب» قدم دليلاً جديداً على عدم قدرة العدوان على تحقيق أهدافه البعيدة، على الرغم من كل الإمكانيات التسليحية والاستخباراتية التي وضعتها غرفة عمليات عمان بتعاون صهيوني وسعودي وأميركي وأردني للتعويض عن الفشل في اقتحام مطار الثعلة قبل أسبوعين، ذلك الهجوم الذي انعكس وبالاً على الإرهابيين الذين لم يجدوا سيارات إسعاف كافية لنقل جرحاهم إلى الجولان السوري المحتل لتلقي العلاج في المشافي الميدانية التي أقامها الصهاينة في إطار الاتفاق المؤكد ما بين الكيان الصهيوني وجبهة النصرة الإرهابية، فضلاً عن العلاقة الحميمة مع كل الفصائل الإرهابية الموجودة في الجنوب السوري.‏

جولة العدوان الحالية تعكس التقديرات الخاطئة، واختلال التفكير، وعمى الحقد الذي يحرك السياسيين الغربيين وكلاً من السعوديين والأردنيين فهم يتسابقون في تزويد الإرهابيين بالأسلحة الحديثة تحت ذريعة تقديمها «للمعارض المعتدلة» «والجيش الحر» وهم يدركون أن هذه الأسلحة إنما ستكون في أيدي تنظيمي داعش والنصرة، ومثيليهما من الإرهابيين الذين لا يلتزمون في النهاية حتى بالجهات التي أشرفت على إنشائها وتمويلها وتدريبها، فهذه حال الإرهاب والإرهابيين وخروجهم في النهاية على القاعدة التي انطلقوا منها.‏

هذه الحقائق تغيب عن المشهد الميداني في التعامل مع المستجدات والتطورات في مواجهات الجيش العربي السوري الباسل مع الإرهابيين في مختلف المناطق، فيكررون حشد آلاف الإرهابيين نحو درعا متناسين أن بواسل الجيش العربي السوري والقوى الوطنية والشعبية يقفون بالمرصاد مدافعين عن حق المواطنين الذين سئموا ممارسات العصابات الإرهابية وازدادوا ثباتاً وصموداً واستعداداً لمواجهته موجات الإرهاب مهما تكررت موجات غوغائية لأنها ستتكسر أمام صمود قواتنا، وسوف تمثل «عاصفة الجنوب» مثالاً ومقدمة للمواجهات مع الإرهاب في كل المناطق على السواء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية