|
ملحق ثقافي
وجاء في حيثيات الفوز أن زكريا تامر «نذر حياته لهذا الفن، وجعله اهتمامه الأول، وواصل الإبداع فيه بلا انقطاع على مدى عقود من الزمان فحقق بذلك إنجازا يعد علامة مميزة في تاريخ هذا الفن وتطوره». وأشارت لجنة التحكيم إلى أن زكريا تجاوز حاجز المحلية ووضع بإنجازه فن القصة العربية على تخوم العالمية وشبهته اللجنة بموباسان في فرنسا وتشيكوف الروسي. وقالت في حيثياتها إن الفائز بلغ بفن القصة غايات بالغة الأهمية في حياتنا ومنها التعبير عن التوق الدائم للعدل الاجتماعي والتصدي للقسوة في الانسان والتسلط في السلطة. من جانبه قال رئيس لجنة التحكيم الدكتور جابر عصفور إن»اللجنة اكتشفت أن هناك عددا كبير من مبدعي القصة في العالم العربي متميزون، وبينهم عدد اصابع اليدين يستحقون الفوز، ولكن كان لابد من أن نختار متميزا بين المتميزين يرقى بالجائزة وترقى به الجائزة». وقال الدكتور محمود الربيعي عضو اللجنة»تم استبعاد بعض الأسماء، في الجلسات الأولى للجنة وحين بقي عشرة فقط بدأ التصويت السري وحتى الدورة الرابعة من التصويت ظل كاتبان كبيران يتنافسان عليها، وبعد ذلك حُسمت لزكريا تامر». وقال تامر عقب تسلمه الجائزة»اخترت القصة منذ بداية حياتي ولم اكتب غيرها ولا انوي أن أكتب غيرها، وعندما يسألني البعض لماذا لا تكتب الرواية اندهش وكأنهم يذهبون إلى صانع الخبز ويسألونه لماذا لا تبيع الورد؟ فالقصة بالنسبة لي شكل فني قادر على التعبير عما أريد أن أقوله، وليس معنى ذلك أن لدي موقفا معاديا للأجناس الأدبية الأخرى». وأضاف»إن القصة القصيرة ليست في أزمة كما يرى بعض النقاد، ولكن الأدب الجاد كله في العالم العربي لا يلقى اهتماما من الإعلام، وهذا ما يشعر البعض أن الأدب في أزمة». واعتبر زكريا تامر ملتقى القاهرة خطوة بالغة الأهمية لإعادة الاهتمام بفن القصة القصيرة. ضمت لجنة التحكيم11 ناقداً وأكاديميا ومبدعا من المغرب والجزائر وتونس والأردن وسوريا ولبنان والبحرين بالإضافة إلى مصر وهم: د. جابر عصفور/ رئيس لجنة التحكيم، د. واسيني الأعرج. د.شعيب حليفي. نبيل سليمان. د. محمد الباردي. د. لطيف زيتوبي. د. محمد شاهين. د. محمد كاظم. د. خيري دومة. د. إبراهيم فتحي. د. محمود الربيعي. ولد زكريا تامر بدمشق عام 1931 ويكتب القصة القصيرة منذ عام 1958 وأصدر حتى الآن عشر مجموعات قصصية من بينها»صهيل الجواد الابيض» و»دمشق الحرائق» و»ربيع في الرماد» وغيرها وترجمت أعماله القصصية الى 11 لغة من بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية وكتب قصصاً للأطفال، حيث أصدر عدداً من المجموعات، وكانت كتاباته للأطفال موضع تقدير وإشادة لجنة التحكيم، معتبرة بذلك أنه وضع عينه على المستقبل. ويعتبر زكريا تامر من أبرز كتّاب الزاوية الساخرة في الوطن العربي وترأس نحو خمس مجلات أدبية ويقيم حالياً في بريطانيا منذ عام 1981 ونال العديد من الجوائز العربية والعالمية نذكر منها جائزة سلطان العويس للقصة عام 2002 ووسام الاستحقاق السوري في العام نفسه. وكان وزير الثقافة المصري فاروق حسني قد قام في ختام الملتقى بتسليم زكريا تامر الجائزة في حضور نخبة من الكتّاب والنقّاد العرب. |
|