|
ملحق ثقافي رنين أسانا، نحيب هوانا، هواجسنا الرّاعفةْ،
هزيمٌ بحنجرة الذَّارِياتِ نذيرٌ بآزفةٍ آزفةْ عزيفٌ.. يجوب صحارى الشَّتاتِ يردّد آهاتنا النازفةْ ونحن سُكارى نهيم بأدوية الذّكرياتِ، حيارى، تُرنِّحنا الخيبة العاصفةْ فنشعر أنّا، على ما تبقى لنا من بقايا اخضرارٍ، نعيش احتضارا نُعاش احتضارا وفيما تعاصى، على الحَرِّ والقُرِّ، من نُسغنا الآدميِّ نشيجٌ هَلُوعٌ يهزُّ غصون الدُّموعِ يُثير شجون الهزار الوَلوعِ فيدمى شُجوُّ الصُّداحِ، ويذوي يَفاع الأقاحيْ فما من غناءٍ، وما من سناءٍ وما من ربيعْ وقلنا: قليلاً من الصَّحو يا ربُّ، شيئاً من النّور يا أنبياءُ وحين تبرعم، فوق الشِّفاهِ، بريق ابتسامٍ، أغار الحريقُ فغاض النّدى، وتلاشى البريقُ وفاض الظلام الصفيقُ وفارت سيول الدِّماءْ... أتينا.. ولا كيفَ..؟ من عَتَمَات السَّديمِ ونمضيْ.. إلى ظلمات الغموض الكَتيمِ أتينا.. وبعد اجتياز بحارٍ من الحِقب الموحشات أفضنا إلى الجُزر الدَّامياتِ إلى معمعان الدُّمى اللاهثةْ وبعد التهام كثيبٍ من الرَّملِ بعد احتمال جبالٍ من القهر والفاجعاتِ على أفق البارق الخلَّبيِ عبَبْنا السَّرابَ وكدنا نماهي السرابَ ونغرق في دمعةٍ آسفةْ وها نحنُ، رغم اربداد سماء المصيرِ، نَغُذُّ المسيرَ نُقارع، بالموت والأغنياتِ، فحيح الهجيرِ ولا زاد.. غير الصَّريفِ ولا ماء.. غير النّزيفِ وإمّا شكونا هوانا لقينا الهوانا وسالت سيول دِمانا وما زال ينغرُ فينا الحنينُ يحث خطانا الجنونُ تهب علينا سِياط العذابِ وما من وصولٍ، وما من إيابْ ندورُ، نحورُ، ونحسِب أنّا نسيرُ وألف غرابٍ، وألف عُقابٍ يُقهقه من خلفنا، ساخراً من رُؤانا ومن حيث لا حيثُ حتى نهاية ما لا نهايةِ نُوْغِلُ في مَهْمهِ العيشِ قهراً، وذُعراً ونشرب صاباً وجمراً نجوب حُزون المصاعبِ عبر دبيب العقاربِ فوق نسيج العناكبِ تحت رماد الكواكبِ نُدمن هذا العذاب وما من حضورٍ.. وما من غيابْ وتسخر منّا الدُّروبُ فيصخَبُ فينا الوجيب الغضوبُ يُجَنُّ اللَّهيبُ وينجاب عنّا السكون الرَّهيبُ فنصرُخُ: ياربُّ طال الرَّحيل الضَّلُولُ وطال الحُلول المَلُولُ وضاقت علينا السُّهولُ فأين المَقيْلُ المُقيلُ؟ وأين النَّعيم الظَّليلُ؟ أكان تُقانا بدون ثوابٍ وكلُّ الذي كان مِنّا تَغَشَّاه ليل التُّرابْ؟ كما الموج يترى التَّساؤلُ تُعْوِلُ ريح العذابِ وما من جوابٍ سوى سافياتِ الرِّمالْ، خَواءٌ يَعُبُّ خُطانا عماءٌ يَغُلُّ قِوانا ولا شيء يُشْبِعُ جوع الخَواءِ ولا شيء يملأ عين العماءْ تناءى عن النَّبع نهر دِمانا وملّت شِعاب الصِّعابِ عِنادَ أسانا ومازال، خلف المدى، مُبْتغانا وإنّا، على الرغم مما دهانا ارتضينا الحياة رِهانا وإن نَكُ، يوماً، خسرنا الرِّهانا فإنّا ربحنا رضاء هوانا ووِجداننا الحُرُّ لمّا يزلْ مُفْعماً عُنفوانا وإن نَكُ قَمْحاً زرعنا ودمعاً سقينا ولم نجن غير الزُّؤانا فما فتئت، رغم سوء الغِلالِ تدور رَحانا وإنا سنمضيْ.. ونأتيْ.. لنحمل هذا الصَّليب ولكننا حينها سنكون سِوانا.. |
|