تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى الرجل ِالذي بكى

ملحق ثقافي
17/11/2009
شادي صوان

هل كنت َظلّي ْ

أم كنتُ ظلّكْ‏

وجهي ووجهكَ‏

رعشة ُالنايات ِفي بوح ِالشفاه ِ‏

أصابعي‏

وأنينُ ذاكرة ٍتعتّق ُخمرنا‏

غذّتْ حنينا ًللعبور ِ‏

فصارَ ماء ُالأنبياء ِبطّلتي‏

جسرا ًالى أمواه ِنهرك ْ !؟‏

هل كنت َمثلي َ‏

زفرة ُالتشريد ِفي صدر ِالتوجّع ِ‏

لابلاد َسوى عيون ٍ‏

أدمنتْ جرحَ التيتّم ِوالجوى‏

أم كنتُ مثلك َ‏

شهقة ٌللموت ِ‏

تمحو كلّ آثام ِالضياع ِ‏

ُتفجّرُ المعنى‏

تمزّق ُشرنقات ِالصمت ِ‏

تشرب ُمن عذابات ِالحروف ِ‏

حقيقة َالأشياء ِمن عُمري وُعمرك َ ؟‏

ياصديقي‏

اسألُ الآنَ اغترابك َفي دمي‏

هل كنت َضيفيَ‏

حينَ داهمني احتراقك َ‏

مثلَ فانوس ٍقديم ٍ‏

لايجفُّ الزيت ُفيه ِ‏

ولايبارحهُ الفَراشُ المستشف ُّ‏

بلا ارتباك ٍمن يدي‏

أم كنت ُضيفك َ‏

حينَ أعددتَ الولائم َ‏

منْ تفاصيل ِاشتهائكَ في الحياة ِ‏

فصرتُ أهوى العيشَ أكثرَ‏

جائعا ًحد ّالتصوّف ِ‏

ماضيا ًنحو ارتكاب ِالشّعر ِ‏

يحدوني غزالٌ من براري الشوق ِ‏

طيف ٌمن عذوبتك َالفريدة ِ‏

مثلَ دمعك ْ ؟؟‏

ماسرّ دمعك َياصديقي‏

يكسّر ُالتابوتَ فيّ‏

يعيدُ تكوينَ الجبال ِبهامتي‏

فتضوع ُأوراقي كوردك َ ؟‏

كيفَ دمعكَ أيّها الإنسان ُفوق الاحتمال ِ‏

بغابة ِالطغيان ِ‏

يوقظ ُطائري المقهور ِمن نوم ٍعميق ٍ‏

فوقَ أغصان ِالضلال ِ‏

يبيحُ تشكيلَ السؤال ِ‏

ويرتقي عرشَ الحكاية ِ‏

ماردا ً.. حرّا.ً. ملك ْ ؟‏

ماأجملك ْ!‏

ما أجملَ الصدقَ الذي‏

ينسابُ لحنا ًصافيا ًمن محجرك‏

ماأجملك ْ!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية