|
ملحق ثقافي
لقد تناول المؤلف مجموعة كبيرة من الشعراء في عصور شتى، وتناول أيضاً الأدباء الذين كتبوا النثر، وكانت الآراء الجديدة والطازجة فيه، تعبر عن مدى أهمية هذا الأدب العملاق، وتبين في الوقت نفسه قدرة المؤلف على قراءة النصوص التاريخية والمعاصرة. جاء كتاب»الأدب الفارسي، منذ عصر الجامي وحتى أيامنا» أرشيفياً وناقداً في الوقت نفسه، فقد غطى مرحلة زمنية تمتد منذ القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين. وهذا الوقت الطويل نسبياً لم يكن تحت المجهر العربي، ونادراً ما وجدنا الدراسات التي تناولته بالنقد والتحليل. ويرى الكاتب أن الذين سموا عبد الرحمن الجامي خاتم الشعراء وآخر حلقة في سلسلة الشعر الفارسي خطأ فادحاً. ولعل من الصواب أن نستعمل مثل هذه العبارة لحافظ الشيرازي، لأنه لم يظهر أي شاعر بعده يمكن أن يكون في مستواه أو في مستوى أقرانه من مثل: الفردوسي والخيام وجلال الدين الرومي، ومن البديهي أنه كان لدينا شعراء كثيرون أعظم من عبد الرحمن الجامي. وأياً كان المعيار الذي نستعمله، فإن صائب التبريزي أهم بكثير من عبد الرحمن الجامي. هناك جرأة في طرح آراء جديدة خارجة عن المسلمات حول الشعر وتطوره وأعلامه، وخصوصاً تلك التي تقول إن عصوراً معينة من تاريخ فارس لم يكن فيها شعراء كبار، حيث توقف الشعر العظيم في مرحلة معينة. ويقول حجة الله أصيل في تقديمه للكتاب:»استطاع المؤلف بتبحره وإحاطته بهذا الموضوع، أن يحل كثيراً من أسرار الشعر الفارسي وخصوصاً شعر الأسلوب الهندي. وسوف يدرك القارئ بوضوح أن في هذا الأثر ذي الحجم الصغير كثيراً من الملاحظات الدقيقة، ولذلك فإن هذا الكتاب يعادل كثيراً من الآثار المفصلة». هذا الكتاب ضمن سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. وجاء في 142 صفحة من القطع المتوسط. |
|