تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رُكَبُ الوهابية ترتجف بسبب دخولها «مذبحة التنازلات» .. غاب ملك الرمال عن كامب ديفيد.. وحضرت فرصة واشنطن للبدائل

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الاربعاء 13-5-2015
لم يسعف رنين الهاتف من واشنطن الى الرياض العلاقات الأميركية السعودية المتضعضعة على ابواب كامب ديفيد وإن عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن اسفه لتغيب ملك الوهابية سلمان عن القمة الخليجية الأميركية

المزمع عقدها الخميس القادم الا أن ذلك لم يخفف من الضجة الاعلامية التي أثارتها الصحافة الأميركية عن رسائل المملكة الوهابية المخدوعة بتحول الادارة الأميركية لعقد اتفاق نووي مع ايران بل ان نشرات الأخبار التي اتخمت بأصوات الغباء التحليلي النفطي أكدت من حيث تدري ولا تدري أن مقاطعة الملك الوهابي سلمان ومن معه من زعماء الخليج الثلاثة هي حالة (حرد) خليجي أفلست من الحصول على مقايضة أمنية رسمية مع واشنطن مقابل اتفاقها النووي مع ايران ولم يبدد عرض كيري الذي زار مملكة الرمال الوهابية سابقا ووعد بتتبيع الخليج الى حلف الناتو بشكل غير رسمي ازاء ما تعيشه من حالة خوف وقلق من زيادة الوزن الاقليمي لطهران فرجفت الركبة السياسية لملك الوهابية ولم تحمله كي يخطو عتبات منتجع كامب ديفيد المعروف بمذبحة التنازلات منذ أن زاره السادات.‏

فبعد أن علم الرئيس أوباما في وقت متأخر سبق القمة بساعات أن ملك الوهابية سلمان لن يحضر القمة هو وزعماء الخليج باستثناء مشيخة قطر والكويت قام الرئيس الأميركي باتصال هاتفي لسلمان الا أن الأخير عاد وبرر عدم ذهابه بسبب انشغاله المزعوم بالمساعدات الانسانية لليمن وهو محض كذب واضح ولم يثمر الاتصال الهاتفي بين واشنطن ومملكة الرمال سوى عن ترجي الأخيرة أن لاتذهب واشنطن في الاتفاق النووي بما يقلص الحجم السعودي المتلاشي اصلا وهو ماعبر عنه المتحدث باسم البيت الأبيض والذي قال ان ملك الوهابية طلب زيادة الدعم العسكري للرياض الا ان واشنطن لم تعط وعودا نهائية بهذا الشأن لسلمان كما أن البيت الأبيض قال في بيان رد فيه على التحليلات التي واكبت غياب ملك السعودية عن القمة اذا كانت هذه رسالة المملكة فهي لم تصل, الغياب المفاجئ عن القمة التي دعا اليها الرئيس باراك أوباما لإرضاء الخليجيين بشأن الاتفاق النووي بين ايران والغرب، أثار ضجة في الصحافة الأميركية التي سارعت الى تحليل أبعاده ، حيث اعتبر جي سولومون في صحيفة وول ستريت جورنال أنَّ عدم حضور الملك سلمان قمة كامب ديفيد وتكليف ولي العهد بذلك يشكّل فشلاً اخر لجهود أوباما في إرضاء الخليج بشأن الاتفاق النووي مع إيران بعد فشل كيري في باريس وعرضه على وزراء خارجية دول الخليج أن تمنحهم واشنطن وضعية « حلفاء غير رئيسيين للناتو» لكن دول النفط أظهرت اهتماماً فاتراً إزاء هذا العرض الذي تعتبر انها تقوم به فعلياً بما تقدمه الدول الخليجية في دعمها لكل قرارات الناتو.‏

وفي تقرير نشرته «نيويورك تايمز» ، أوضح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أنّ سلمان أعرب خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض يوم الخميس الماضي، عن تطلّعه إلى حضور القمة، ولكن في مساء الجمعة الماضي، وتحديداً بعد إعلان البيت الأبيض أنّ أوباما سيلتقي الملك في واشنطن، تلقّى مسؤولون في الإدارة الأميركية اتصالاً من وزير خارجية ال سعود عادل الجبير يؤكد فيه عدم حضور سلمان.‏

مسؤولون عرب شاركوا في تنظيم الاجتماع قالوا لصحيفة «وول ستريت جورنال» إنّ أيّ تقدم لم يتحقق في تضييق الخلافات مع واشنطن بشأن قضايا مثل إيران وسورية «لجعل رحلة حاكم السعودية تستحق كل عنائها».‏

ويعتبر نائب رئيس «مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية» جون ألترمان أنّ غياب سلمان عن تلك القمة، يعبّر عن تجاهل، و يشرح ذلك باعتباره إشارة واضحة إلى البيت الأبيض، خصوصاً عندما يقول أحد الشركاء إنّ لديه ما هو أهم من الذهاب إلى قمة كامب ديفيد للقاء أوباما. لكنّ ألترمان أشار الى أن غياب سلمان نعمة وليس نقمة ويحمل في طياته فرصة خفية، لأن مسؤولي واشنطن ستكون لديهم فرصة استثنائية لأخذ انطباع عن ممثل الملك محمد بن سلمان.‏

قرار الملك الوهابي عدم حضور القمة لا يعني أن مملكة الرمال خاصمت الولايات المتحدة، وذلك لأنّه ليس لديها بديل من واشنطن، وفقاً لكريم سجادبور من «معهد كارنيغي للسلام الدولي». وبحسب سجادبور فإنّ ثمة اعتقاداً متزايداً في البيت الأبيض أنّ واشنطن والرياض صديقتان لكنهما ليستا حليفتين..‏

وهو ما يؤكده مسؤولون في الإدارة الأميركية تحدثوا أنّ الخليجيين مارسوا ضغوطاً من أجل توقيع معاهدة دفاع مشتركة بين الولايات المتحدة ودول الخليج ولكن القبول بالتزامات دفاعية إضافية سيحمل، على الجانب الآخر، خطر تورّط الولايات المتحدة في صراعات جديدة في المنطقة، فيصبح في حكم المؤكد أنّ أوباما لن يصل إلى حدّ إبرام معاهدة أمنية كاملة مع السعودية أو أي دولة خليجية أخرى، لأنّ ذلك سيتطلّب موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إلى جانب أنّه يمثل مجازفة بتأجيج التوترات مع( إسرائيل) الحليف الرئيسي لواشنطن.‏

أما رغبة دول الخليج شراء أسلحة أميركية متطورة، فدونها الكثير من العقبات، خصوصاً أنّ الهدف يبقى أولاً وأخيراً الحفاط على تفوّق( إسرائيل العسكري)، وهو ما يجعل الولايات المتحدة مضطرة إلى وضع قيود على نوعيّة الأسلحة التي تبيعها في السوق الخليجية.‏

وتسعى كل من السعودية والإمارات وقطر إلى الحصول على أسلحة متطورة تتضمّن معدّات المراقبة وصواريخ «كروز» وطائرات من دون طيار، إلى جانب أنّها أبدت رغبتها في الحصول على مقاتلات «اف 35».‏

لكن واشنطن ستتمسك بقرارها حجب مبيعات مقاتلات «اف 35» من تصنيع شركة «لوكهيد مارتن»، التي وعدت بتسليمها (لإسرائيل) العام المقبل.‏

كما أنّ إدارة أوباما تشعر بالقلق بشأن أوجه القصور في قدرات العمليات المشتركة لدول الخليج والتي كشفت عنها الحرب التي يقودها «التحالف» على اليمن، وإخفاقه في تغيير المعادلة الميدانية .‏

وحول جدول أعمال كامب ديفيد لا بد من التذكير بأن أوباما حدد ما يشبه إطاراً لجدول أعمال «كامب ديفيد» حين قال، في مقابلة مع الصحفي طوماس فريدمان في الخامس من نيسان الماضي، أي عقب توقيع الاتفاق الإطاري بين ايران ومجموعة «5+1»، إنّه سيُجري «حواراً صعباً» مع الخليجيين، معتبراً أن أكبر خطر يتهدّدهم ليس التعرّض لهجوم محتمل من إيران، بل السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين عن العمل والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم. وأكّد أنّه يتعين عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية والأزمات الإقليمية, ويبدو أن تصريحات أوباما قد أثارت غضب الخليجيين، في وقت اعتبرت مصادر خليجية أن توقيت هذه التصريحات «لم يكن مناسباً».وهو ما يؤكده الغياب الخليجي عن القمة والذي كان متوقعا بحسب مسؤول أميركي قال في صحيفة النيويورك تايمز إنهم إذا كانوا يريدون توبيخك، فإنهم سوف يجعلونك تعرف ذلك بطرق مختلفة.‏

** ** **‏

مقرن تحت الإقامة الجبرية وأصوات لإطلاق نار من قصر الوهابية‏

ذكرت صحيفة الوفاق الإيرانية أنَّ ولي العهد السعودي السابق الأمير مقرن تحت الإقامة الجبرية ، وذلك نقلاً عن الصحفي والكاتب الليبي المستقل أسعد أمبية أبوقيلة الذي أشار إلى أنَّ مصادر خاصة وعبر اتصالات خاصة ورسائل وصلته على البريد الالكتروني من زملائه الإعلاميين في الرياض أكدت وضع ولي العهد السعودي السابق مقرن بن عبد العزيز تحت الإقامة الجبرية منذ أسبوع تقريباً، وأنه تم منعه من استعمال الهاتف النقال وشبكة الانترنت، كما تم منعه أيضاً من استقبال الزوار في قصره أو عقد أي جلسات حوار داخل القصر. وأضاف الصحفي الليبي أسعد أبوقيلة في تصريحات صحفية نُشرت عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية القسم العربي، نقلاً عن المصادر ذاتها سماع صوت إطلاق نار كثيف داخل قصر الأمير مقرن بن عبد العزيز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية