تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث .. أميركا وغربها وأعرابها.. إرهاب وعنصرية في ماراثون إسرائيلي

الصفحة الاولى
الاربعاء 13-5-2015
كتب علي نصر الله

كيري في موسكو، الأعراب في كامب ديفيد، هولاند إلى كوبا، نتنياهو يُشكِّل حكومة التطرف والإرهاب الرابعة، داعش والقاعدة الإرهابيان يفتتحان فروعاً لهما في أوروبا، فاشية هنا وأخرى هناك، ووهابية تجتاح الحدود، وكأن العالم في سباق محموم لبلوغ خط نهاية لم يُحدد ولم يُرسم بعد، بل يبدو أن أحداً من أصحاب الرؤوس الحامية والخاوية المتسابقين لا يملك قدرة رسمه أو تحديده!.

في مقابل هذا المشهد، تدعو روسيا الرؤوس الحامية والخاوية لأخذ الموعظة من التاريخ، ولإنجاز مهمة حفظ السلام بالردع، تحضر السفن العسكرية العملاقة الروسية - الصينية إلى المتوسط، بعد بحر الصين، في محاولة عاقلة لوقف ماراتون الفاشية والوهابية، ولكبح قوى الامبريالية، وإجبارها على التراجع عن مخططاتها لمصلحة كتابة رسالة السلام الدولية.‏

ومع الاقتراب من حزيران، تبدو تجربة إيران مع العالم الغربي التجربة الأنجح والأكثر نضوجاً، والمرشحة لتكون الأنموذج في حل المشكلات والقضايا الحقيقية منها والمصطنعة، فهل يخطو العالم الغربي بعقلانية وواقعية، فيذهب لبلوغ خط نهاية لم يسع له مرة، أم أنه سيبقى أسير المزاج الإسرائيلي، فيهرب إلى الأمام بخطوات نحو التصعيد على غير مسار يسمح من خلالها بنمو الإرهاب والفاشية والوهابية؟!.‏

هذه التساؤلات تُطرح عادة ليس بهدف الحصول على إجابات مباشرة عنها، ولا بهدف إظهار المفارقات الصارخة التي تنطوي عليها، وبالتأكيد ليس القصد من طرحها إبراز سذاجة أو بساطة السائل، وإنما هي محاولة لإعادة تظهير ما هو ظاهرٌ ماثلٌ كالشمس في الظهيرة، عسى ولعل الدم والماء يجد طريقه من جديد إلى الوجوه الكالحة الصفراء الشاحبة التي غادرها منذ زمن بعيد.‏

الإرهاب في سورية - كمثال - لا يحتاج مسلسل أرقام تُلحق بجنيف، والإرهاب في العراق لا يحتاج مسلسل البدع التي تبدأ وتنتهي حلقاته عند آل سعود وبايدن، وخلاص ليبيا واليمن لا يحتاج مسلسلات الإفك والدجل الأوروبية الأممية، وآخر ما كانت تحتاجه أوكرانيا هو أن تكون حجر زاوية في المشروع الحالم ببناء الامبراطورية الأميركية التي لا تموت.‏

ليس هناك من أمر أشد وضوحاُ مما هو عليه الحال القائم، على أن المخارج وسبل المعالجة تكاد تكون أكثر وضوحاً، بل ربما تُختزل فقط بتسجيل خطوات عودة، واحدة بعد أخرى تماماً كما في الحواسيب، على ذات الخط العدواني التصعيدي الذي سلكته أميركا وتركيا والغرب والأعراب بقوة دفع ترتبط شدتها ارتباطاً عضوياً بالخط الصهيوني والمزاج الإسرائيلي، وما لم يحصل، فما من خيارات أخرى سوى وقوع المواجهة الصلبة، والأكثر خشونة ربما.‏

فسورية، الجيش والشعب والقيادة، التي قطّعت أوصال المؤامرة، والتي أسقطت أذرع الإرهاب وأدوات العدوان وحروب الإعلام والشائعات، مصممة على النيل من معسكر الأعداء، ولن تكتفي بإعلان الانتصار الذي سيكون عنوان رسالة التحدي والسلام العالمية التي ستكتب عنوة على حطام الرؤوس الخليجية العثمانية الخاوية، وعلى حطام نظيرتها الغربية الأميركية الصهيونية الحامية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية