تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدا ضرورة استمرار الجهود لبدء حوار شامل بين الحكومة السورية والمعارضة .. لافروف لـ كيري: أهمية التخلي عن المعايير المزدوجة في التعاطي مع «داعش»

موسكو
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الاربعاء 13-5-2015
أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامريكي جون كيري خلال مباحثاتهما في منتجع سوتشي الروسي أمس ضرورة مواصلة الجهود الرامية لاطلاق حوار متكامل بين حكومة الجمهورية العربية السورية والمعارضة .

ولفت وزير الخارجية الروسي في ختام محادثاته مع نظيره الامريكي إلى تقارب المواقف بين موسكو وواشنطن لحل الازمة في سورية وقال: ان كلا الطرفين على يقين بأن العملية السلمية يجب أن يقودها السوريون بأنفسهم وأن يكون لجميع الجهات المعنية تمثيل في هذه العملية .‏

وفي السياق نفسه لفت لافروف إلى التناقضات الموجودة داخل المعارضة وقال انه نظرا لهذه التناقضات فان من المهم جدا قيام اللاعبين الخارجيين الذين لهم نفوذ على هذه الجماعة أو تلك في المعارضة السورية بدفعها إلى السير باتجاه بدء المفاوضات على أساس بيان جنيف 1 الصادر في30 حزيران عام 2012 معربا عن أمله في مواصلة الحوار حول موضوع اشراك اللاعبين الخارجيين في عملية التسوية السورية سواء مع الولايات المتحدة أو دول الشرق الاوسط .‏

وكان بيان وزارة الخارجية الروسية الصادر في ختام المحادثات أوضح أن لافروف ركز في محادثاته مع كيري على أهمية التخلي عن المعايير المزدوجة في التعاطي مع تنظيم داعش الإرهابي .‏

من جانب اخر شدد لافروف على ضرورة عدم تسييس موضوع استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية مشيرا ردا على سؤال حول التقرير الدولي الاخير حول استخدام المواد الكيميائية في سورية إلى موقف موسكو الداعي إلى قيام وحدة خاصة في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بالتحري في هذا الموضوع.‏

وقال لافروف: نحن نريد تحقيقا مهنيا نزيها واثبات الوقائع بصورة مهنية لمنع تكرار محاولات شاهدناها في اب عام 2014 لاستغلال موضوع المواد الكيميائية كوسيلة ضغط سياسي بل وكمبرر لنيات استخدام القوة ضد الدولة السورية .‏

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى الوزير الامريكي الذي اعرب عن امتنانه له لصراحته وشرحه المفصل جدا لموقف موسكو ازاء عدد من القضايا الدولية الملحة.‏

كما تطرق لافروف وكيري حسب بيان الخارجية الروسية إلى الوضع في اليمن حيث أضيف إلى المواجهة الداخلية تأثير عسكري خارجي وخيم العواقب على المنطقة بأسرها .‏

ووصف كيري محادثاته مع الرئيس بوتين ونظيره الروسي حول القضايا المحورية بما فيها الازمة في سورية والمفاوضات حول ملف ايران النووي والازمة الاوكرانية بانها كانت صريحة .‏

من جهة ثانية أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن العلاقات بين روسيا وسورية مميزة وتاريخية، ومبنية على العواطف المشتركة بين الشعبين الروسي والسوري.‏

وقال بوغدانوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أمس: علاقاتنا لم تكن تقتصر على الحوار السياسي المعمق والقائم على أساس الثقة المتبادلة فحسب، بل كانت هناك أيضاً الشراكة الاقتصادية والاستثمارات والروابط الثقافية والإنسانية، حيث كنا دائما مع الشعب السوري في الأوقات الصعبة وأثناء الحروب والأزمات، وأسهمنا بتشييد مشاريع كبيرة مثل سد الفرات وغيره ومصانع في مناطق مختلفة من سورية.‏

وأشار بوغدانوف إلى الدور الذي يقوم به عشرات آلاف المواطنين السوريين الذين تخرجوا في الجامعات والمعاهد الروسية، والجالية السورية الكبيرة في روسيا من طلاب ورجال أعمال لتعزيز العلاقات، لافتاً إلى أن زيارات متبادلة كثيرة تجري بين دمشق وموسكو على كل المستويات.‏

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي : اعتقد أن العلاقات تتطور بشكل جيد ولكن الظرف الحالي صعب طبعاً ، إذ إن الأزمة في سورية تمتد لأكثر من أربع سنوات ونحن نريد مساعدة السوريين لتجاوز هذه المحنة وهذه الأزمة بأسرع وقت، وإقامة حوار سياسي شامل لأننا نعتقد بعدم وجود حل عسكري وهذه هي قناعة القيادة الروسية والشعب الروسي.‏

وجواباً على سؤال حول الموقف الأميركي والغربي عموماً من الأزمة في سورية قال بوغدانوف: نحن لا نتحمل المسؤولية سوى عن الموقف الروسي وليس مواقف الآخرين ولا حتى موقف الأصدقاء السوريين، ونعتقد أن الشعب السوري هو صاحب القضية ولذلك نعارض محاولات فرض الإرادة السياسية للآخرين على الشعب السوري ونسعى لإيجاد الحلول المناسبة والإسراع بالحل السياسي.‏

وجدد بوغدانوف التذكير بأن هناك موقفاً جماعياً يقوم على أساس بيان جنيف الأول الذي هو وثيقة لا بديل لها ويمثل وثيقة توافقية دولية مقترحة على السوريين لتنفيذها على أساس إجراء مفاوضات سياسية بين الحكومة السورية وهيئات المعارضة والمجتمع المدني السوري.‏

وقال بوغدانوف: إن وثيقة جنيف الأول تعني أننا اتفقنا كمجتمع دولي على أنه لا وجود لحل عسكري للأزمة في سورية، ولذلك علينا أن نركز كل جهودنا لإنشاء مسار تفاوضي بين السوريين أنفسهم لإيجاد الحل السياسي.‏

وأضاف الممثل الخاص للرئيس الروسي : لا نستطيع أن نفرض أنفسنا على غيرنا من السوريين او غير السوريين، ولذلك فنحن مستعدون لتلبية أي دعوة من الاصدقاء السوريين لتنظيم لقاء تشاوري سوري ثالث أو رابع أو خامس في موسكو ، أي إننا مستعدون للاستمرار في جهودنا الهادفة الى الاسهام في مساعدة السوريين على الاتفاق بأنفسهم حول مصير بلادهم.‏

وأعرب بوغدانوف عن تمنياته بنجاح جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا واللقاءات التي يجريها في جنيف، مشيراً الى أن روسيا تشارك في هذه المشاورات وهي على صلة مستمرة مع دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي في جنيف وأن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة في جنيف الكسي بورودافكين على تواصل مع المبعوث الدولي.‏

وأكد بوغدانوف تشجيع بلاده وترحيبها بأي خطوة ترمي الى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية في أقرب فرصة وأملها بنجاح المشاورات التي يجريها دي ميستورا مع الحكومة السورية وهيئات المعارضة السورية والأطراف الإقليميين والدوليين الذين لهم صلة بالأزمة في سورية ويمكنهم أن يشجعوا الأطراف على تقريب مواقفهم والقيام بالخطوات المطلوبة الملحة والجدية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية