تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سمر مهنا تقرأ نبؤاتها الخاصة .. أمام العتبات و الأبواب

ثقافة
الاربعاء 24/8/2005
علاء الدين محمد

زهر المحار مجموعة شعرية صدرت عن عروة للطباعة للأديبة سمر مهنا بعد مجموعتها الاولى ( بين اصابع الوقت) التي صدرت عام 2004م..

وزهر المحار عنوان لواحدة من ثلاثين قصيدة, ضمها الكتاب بين دفتيه .‏

في هذه القصيدة تختار الشاعرة موازنة صعبة تبدأ من بداية التكوين ولا تنتهي مع الراهن المتبدل, انما تتعدى ذلك الى استشراف يحذر من التمادي العبثي بمقدرات الارض, فتقول: (في زمن الحكايات السالفة وعبر الازمان, تتوالد الصخور تنجب كثبان الرمال..‏

في زمن الحكاية الاولى.‏

افترشت العيون بساط النجوم, قال الودع الخرف: هذا كوكبي الاخضر لن يموت‏

واذا كانت الشاعرة تستند في الفاظها الى مفردات وعبارات شاعرية مثل انفاس الخزامى, احزان النرجس, امير السواقي, وشاح المساء, نحيب الزنابق... فانها لا تأتي بها متكلفة ولاتقحمها اقحاما فتوردها في غير مواضعها, بل هي تدرجها صورا وتشابيه وصفية خدمة لغرضها الشعري.. وهي بذلك لا تغرق بالرمز, او تغفل معنى القصيدة, تحرص على رشاقتها ومما جاء في قصيدة حملت عنوان ( شعاع من خيوط الفجر) لن تجد خداعا استقام وأبلى, لن تجد كذبا يرتقي ويسمو, كباقي الرغبة والمشيئات, اقتنع يا صاحبي, هي دعوة للحب ,تأتيك كما الاشجار واقفة, كما نجمة الصبح والثريات) عالم شعري بعيد عن الفردية والذاتية, قيم اخلاقية تمس وجود البشر في عيشهم ومعاشهم, هم انساني وجع من تأثيرات طالت شفافية الروح:‏

الحقيقة بمرارة الحنظل, حين نراها ولا نستطيع الكلام , حين نراها تائهة مفقودة, بين اكوام من حطب الايام.. والشاعرة سمر مهنا تدخل الى صلب موضوعاتها, تقدم خطابا موحيا بعيدا عن المباشرة,تعتمد على شفافية المفردة والمعنى فيأتي قصيدها وقعا يختزل التأويلات, تقول في قصيدتها( امضاء طفل):‏

قمري لن يغيب, لن يبتعد, لن يسافر, او يهاجر, قمري بيده حجر.. وتقفل على مثل هذه الشفافية اقفالا ينتصر للانتفاضة:حجرة امضاء لا يكترث بالاوراق,لا يبالي بالمداد لا يبالي بالاروقة, ببعث اللغات يهتف ملء الصوت والصراخ انا ملاك الوحي, انا اجابة على كل السؤال . استكمالا لهذا المعنى تقف الشاعرة امام العتبات والابواب تقرأ نبوءتها الخاصة بهذا العالم, تراه عالما يمضي الى حتفه, فتستنهض الماضي البعيد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية