|
اقتصاد وعلى الرغم من تأثر حركة المرفأ بعوامل كثيرة منها حجم التبادل الخارجي وحركة الترانزيت وهي خارجة عن نطاق المرفأ إلا أن مرفأ اللاذقية يؤدي المهام المنوطة به مع وفر في النفقات وسرعة في تفريغ السفن ومراعاة أصول التناول الحديثة لما لديه من كوادر خبيرة ومؤهلة ومتخصصة في هذا المضمار. إن زيارة ميدانية لمرفأ اللاذقية لا تعطي صورة حقيقية من المرة الأولى, وإنما تقتضي زيارات متعددة لأن حرم المرفأ مساحته 7كم,2 وإن الدخول إليه يشدك ولا يدعك قبل أن تتحدث عن كل مافيه, كما أن الحديث عنه يطول, فهو صرح اقتصادي هام يضم حوالى 2600 عامل يشكلون مادة خاصة فلهم همومهم وشجونهموحقوقهم ونحن إذ نذكر بعض الهموم والشجون فإنما نريد أن نساهم في التذكير بها للعمل على حلها ولعلمنا أن لكل عمل همومه وهذا لا يبخس الدور الريادي الذي يقوم به المرفأ على الساحل السوري, وعلى انفتاحه على المرافىء الأخرى. يصعب علينا كإعلام أن نرى ظواهر غير لائقة دون أن نتوقف عندها, ففي جولاتنا المتعددة لمرفأ اللاذقية رأينا فيما يراه المستيقظ وليس النائم وعلى أرض الواقع حاويات قديمة ومهملة استعملت واحدة منها مكتباً لرئيس المرآب وبعضها لنوم السائقين الذين يعملون في المناوبات الليلية وينتهي دوامهم ليلاً دون وجود سيارة من المرفأ توصلهم الى بيوتهم فيبيتون في الحاويات في البرد والحر. ورأينا أيضاً في اليقظة وليس في الحلم مظاهر غير حضارية ومنافية للتطور الخدمي المرفئي وهي عدم وجود دورات مياه ضمن حرم مرفئي مساحته 7كم..2 ورأينا آليات عديدة مهملة. سألنا عن وضعها ولم نصل الى إجابة بعضهم قال: ستنسق وبعضهم قال: ستصلح ولكن طالت مدة تجاهل وضعها ورأينا آليات عديدة أخرى متوقفة بسبب الأعطال بعضها منذ أيام وبعضها منذ شهر أو شهور عديدة.. وعلماً أن العديد من الآليات تعمل منذ أكثر من ثلاثين عاماً وبعضها منذ أربعين عاماً ومجموع كلفة أعطالها المتكررة يقدر بكلفة شراء آلية جديدة, وعلمنا أن الحوافز التي يتقاضاها السائقون في المرفأ 800 ليرة فقط وأنهم يعملون في أكثر من وردية, وعلمنا أن مستودع القطع التبديلية يفتقر لأهم مستلزمات المواد الأساسية لإصلاح الآليات ما يؤخر عملية الإصلاح ويوقع في إرباكات متعددة أبرزها الروتين وأولها التأخير.. ورأينا ولم يقل لنا أحد: مبنى الاستثمار بوضعه الحالي إذ كان بالإمكان استثماره كنافذة واحدة كلفت الملايين مرتين وخلال خمس سنوات (إعادة البناء) أو كان بالإمكان وضع أقسام متعددة فيه أو إشادة بناء طابقي آخر عليه ليكون أكثرجدوى وأكثر فائدة. وأمور متعددة أخرى تحتاج الى تخطيط أفضل والى معالجة أسرع تواكب الأعمال المتزايدة في شركة مرفأ اللاذقية وتواكب النمو الاقتصادي الحاصل في القطر بما ينسجم مع تطور الوسائل الحديثة للنقل البحري,ومن هنا تأتي أهمية تفعيل آلية الدراسات الفنية والاقتصادية بشكل دائم والبعد عن الروتين في الإجراءات والمعالجة السريعة لمشكلات العمل لأن العمل المرفئي مسؤولية وطنية تجارية واقتصادية هامة تتطلب تأمين كافة مستلزمات العمل بديناميكية مهنية وتخطيط تجاري وإداري واقتصادي فعال, يدفع مسيرة العمل الوطنية في هذا القطاع دفعاً متسارعاً دائماً نحو التطور التنموي ليكون مرفأ اللاذقية مرفأ منافساً ومساهماً فعالاً في التنمية الدائمة للحركة التجارية البحرية. |
|