|
رؤية بالطبع يجب أن نصدق شكواهم, ولكن علينا أن لا ننسى أمراً هاماً وهو وضع هذه الشكوى في إطار النسبية.. فهؤلاء تحدثوا عن بضع مليارات (ضئيلة) تصرف على الثقافة لديهم, وآلاف (هزيلة) من الكتب التي تصدر سنوياً, وتناقص ملحوظ في القراء قاسوه بالعشرات بل بالأفراد الشيء الذي يجعل كلامهم عن أزمة يبدو لنا ضرباً من البطر لا أكثر.. على أي حال لا يصلح واقع الثقافة الأوروبية كمقياس لواقعنا, فالظروف متباينة والفجوة واسعة للغاية, ولكن ثمة -مع ذلك- أمر يصلح كمؤشر.. كمعيار للمقارنة: ذلك الشعور الملح بالتقصير الذي يغمرهم, والغياب التام للإحساس بالرضا عن الذات... نصرف بضعة آلاف من الليرات على ثقافتنا, ونصدر بضعة عشرات من الكتب, ونحصي الذين لا يقرؤون بالملايين... ومع ذلك يعيش مسؤولو الثقافة لدينا شعوراً آسرا ً بالطمأنينة وراحة الضمير, ويعتبرون أي نقد يوجه إليهم نوعاً من الجحود ونكران الجميل.. حسناً.. نعرف ظروفكم جيداً, ونقدر ضيق ذات يدكم, ولكن لا بأس لو تصنعتم الاحساس بالذنب.. قولوا فقط مجرد قول إنكم مقصرون.. داروا عنا ابتسامتكم الواثقة ورضاكم الغامر عن أنفسكم.. |
|