تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المواد البلاستيكية

حديث الناس
الاربعاء 24/8/2005
هيثم عدره

المتابع لحركة الأسواق وما يعرض فيها من مواد بلاستيكية, سيصل إلى نتيجة مؤكدة, وتتلخص بمدى سيطرة هذه المنتجات على حياتنا,

فكيفما اتجهت تراها منتشرة بسبب كثرة وتعدد استعمالاتها إلى حد لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية, فاستهلاك هذه المادة ترافق مع ممارسات خاطئة كثيرة نقوم بها وبشكل دائم من دون أن نفكر بخطورة ذلك على الصعيد البيئي والصحي سلبا, ويعود ذلك إلى جهل البعض بتأثيرات ذلك على المدى البعيد وأحياناً أخرى حالة من الاستهتار واللا مبالاة, ولابد من تناول جانب ربما نمارسه ونشاهده كيفما تجولنا وهو انتشار المواد البلاستيكية وأكياس النايلون, التي نقوم برميها بشكل عشوائي داخل المتنزهات أو الغابات أو في الأراضي الزراعية, أثناء قيامنا بالرحلات أو التنقل, ويبدو أن كلاً منا يتعامل مع اللحظة التي يعيش بها من دون أن يعطي نفسه فرصة للتساؤل عن مدى تأثير ذلك على التربة بشكل عام وأضرار هذه المخلفات البلاستيكية, واختلاطها وتحللها بالتربة لتصل إلى المزروعات بكافة أشكالها وأنواعها, لتشكل بؤرة مناسبة لتوالد مواد مسرطنة وقاتلة في أحيان كثيرة للكائنات الحية.‏

هذه المواد البلاستيكية التي نلاحظ انتشارها في كل مكان وأينما اتجهنا, تهدد الحيوانات في المراعي وبالتالي تهدد بدورها الإنسان من خلال انحلالها في الاراضي الزراعية ,وهذا يجعلنا نؤكد على أهمية الندوات التي تسلط الضوء على ذلك, والتوعية عبر جميع الوسائل والتأكيد على أضرار ذلك في المجال الزراعي ,ولابد من تضافر جميع الجهود في سائر بلداتنا من خلال حملات تنظيف للأراضي الزراعية والحقول والغابات لتطهيرها من هذا الخطر القاتل, ولابد من أن يتنبه الجميع إلى حجم الأضرار لهذه المواد والعبوات البلاستيكية وأكياس النايلون, وربما المشكلة في الأرياف اكبر بسبب رمي هذه المواد حول أو داخل المزروعات من دون معرفة أضرارها البيئية والصحية على المدى البعيد والقريب.‏

واقع الحال يؤكد أن مادة البلاستيك أضحت أمراً واقعاً, فمعدلات استهلاك الأسر لهذه المادة في تصاعد, لحفظ الحاجيات والخضار عداك عن عبوات المنظفات بأنواعها أو المشروبات الغازية وغيرها, وكل ذلك يلقى بشكل مخلفات بالقرب من الأراضي الزراعية, ولابد من التأكيد على سلوكيات علينا أن نتعلمها جميعا وذلك بالابتعاد عن رمي هذه المواد التي تتحول إلى سموم بالتربة.‏

الأمر الآخر هو أن هذه المواد البلاستيكية يعاد تصنيعها بأشكال متنوعة دون المراعاة لأضرارها, ولابد من إيجاد أسس لتفعيل الرقابة على المنشآت التي تصنع هذه المواد, وإيجاد آلية اكثر انسجاما مع ما يتم تصنيعه وطرحه في الأسواق من المواد البلاستيكية التي لها انعكاسات سلبية على الصعيد الصحي, وخصوصاً على الأطفال في ظل تزايد استخدامها في أغلب المنازل إما على شكل ألعاب للأطفال أو أدوات توجد في مطابخنا, وعند استهلاكها نقوم برميها في الأراضي أو الحاويات, والمشكلة أضحت تشكل خطورة على المزروعات من جهة وعلى المستهلك عبر إعادة تصنيع هذه المواد من خلال تجميعها بأشكال مختلفة كما يحصل في المدن الكبرى, وهذا يجعلنا نؤكد على أهمية التوعية المستمرة لآثار ذلك مع تشديد المراقبة على المنشآت المنتجة لها ومراعاتها لخطورة ما ذكرناه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية