|
قضايا الثورة فالدول الطامحة للعب دور ضمن أروقة المنظمة الدولية بدأت بتخفيض سقف توقعاتها أو اقتراحاتها أو مساهمتها بالإصلاح إما لعدم حصولها على الدعم الدولي الكافي أو بسبب العقبات التي تضعها بعض القوى العظمى أمامها. اليابان مثلاً بدأت تلمح الى إمكانية تخليها عن مطالبها بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وفقاً لما أفادت به صحيفة (سانكاي شيمبون) اليابانية بسبب عدم حصولها على دعم الدول دائمة العضوية في المجلس بهذا الخصوص, في حين لم تقترح طوكيو ومعها كل من الهند وألمانيا والبرازيل أن يتمتع الأعضاء الجدد المفترضون في مجلس الأمن بحق النقض (الفيتو) وإنما اكتفت البلدان المذكورة, أو ما أطلق عليها بمجموعة الأربع, باقتراح زيادة عدد الأعضاء الى /25/ عضواً فقط لا غير دون امتلاك هذا الحق, وهو ما يؤشر على استمرار سيطرة الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية على قرارات المجلس ومشيئته وتوجهاته. وإذا حاولنا قراءة المقترحات الدولية الأخرى فإننا سنجد أنها لا تتعدى مسألة التوسيع المحتمل لعدد الأعضاء من دون وضع ضوابط جديدة لأداء المجلس أو الحؤول دون إساءة استخدامه أو تركه يعمل بصورة حيادية. وفي الاتجاه الآخر كانت السياسة الأميركية طوال الفترة الماضية التي رافقت الحديث عن إمكانية إصلاح الأمم المتحدة تسير بعكس اتجاه الريح الدولية, فقد عينت إدارة بوش جون بولتون سفيراً لواشنطن لدى الأمم المتحدة, وهو من أبرز الصقور بين المحافظين الجدد في هذه الإدارة, وهو الذي قال: (ليس هناك شيء اسمه الأمم المتحدة وإنما هناك مجتمع دولي, يمكن للقوة الوحيدة في العالم, وهي أميركا, أن تقوده عندما يناسب ذلك مصالحنا) وهو ذاته الشخص الذي جمد الكونغرس الأميركي قرار تعيينه كسفير للولايات المتحدة في المنظمة الدولية فترة من الزمن نظراً لكرهه الشديد للأمم المتحدة. بهذه الرؤية استبقت واشنطن عملية الإصلاح المنشودة والتي رأى فيها المحللون خطوة أولية لتعقيد الأمور داخل أروقة المنظمة الدولية لتبقى الأمور على حالها أو في أضعف الاحتمالات فرض الأجندة الأميركية على تطبيقات برنامج الإصلاحات القادمة وتهيئة المناخات السياسية الدولية لنقل الملف النووي الايراني الى أروقة مجلس الأمن وإصدار القرارات المناسبة للاستمرار في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير. ومع كل هذا يصبح من السابق لأوانه الحديث عن نجاح محتمل لأداء مجلس الأمن في مهامه أو على الأقل رسم صورة تقريبية لشكل عمله تحقق الأمن والسلم الدوليين بسبب هذه السيطرة على مشيئته وعدم السماح لخروجه من عنق الزجاجة التي وضع فيها على مدى نصف قرن ونيف من ahmadh@ureach.com ">الزمن. ahmadh@ureach.com |
|