|
شؤون سياسية وهذا ما يحاوله «الرئيس أوباما» ومن ينهج نهجه من قيادات وسياسات، ومن يلهث على أبوابه من خونة وأدوات. إن العمى أو التعامي في الموقف الأميركي لا يلغي الحقائق ولا يغير مسار الضوء بالرغم من التشويش والتشويه الذي تمارسه زمر الفضائح من الإعلام والأقلام والأزلام. وهنا لابد من كسر الحواجز والقيود واستحضار الحقائق والوثائق لكي نخرج من ظلمات الرؤية الضبابية ونقتحم معتقلات الأفعال التي لا تزال تعصف بنا وبغيرنا من الشعوب والأمم. إنني كإنسان يحترم عقله ورؤيته وهويته وانتماءه، ويحترم حقائق التاريخ ومسلمات الجغرافيا ورسالة الفكر وإرادة الانسان، لا يسعني إلاّ أن أتذكر وأذكّر باغتيال الشعوب وتدمير الأوطان في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان ومحاصرة الخليج بالقواعد والأساطيل والأكاذيب والأضاليل، واستباحة العروبة والإسلام بالتعطيل والتدجيل والانحياز الأعمى أولاً وأخيراً لإسرائيل وجرائم إسرائيل. فأين الديمقراطية وحقوق الإنسان من كل هذه الممارسات التي ترفضها قيم السموات والأرض «يا سيادة الرئيس»؟!! هل الملايين المبادة والمشردة ليست من بني البشر؟!! وهل الأوطان التي دمرت ليست من بلاد الله على وجه الأرض؟!! وهل الشعوب التي حوصرت والمعتقلات التي ضاقت بنزلائها من الأحرار والأبرياء هي حدائق ديمقراطيتكم (السمحاء)؟!! عقد من السنين وأنتم تسفكون الدماء بشبهات لادليل عليها وتتصيدون في مياه عكرتموها بأقوالكم وأفعالكم، والآن تحاولون مصادرة إرادات الشعوب وحريات الأوطان بالزور والبهتان!! «السيد أوباما» إن كنت ناسيا ولا أظنك كذلك، فدعني أذكرك بأن سورية ليست إقطاعاً ولا مشاعاً ولا سلعة ولا متاعاً لمن يشاء من خونة وقتلة ومجرمين، وسورية ليست مساحة للتخريب والتأليب، ولامكاناً للمؤامرة والمتاجرة، وهي بالتالي ليست لقمة سائغة ولا حلقة ضائعة في الزحام. إنها الأبجدية في عصور جهلكم وقلعة الصمود في وجه عدوانكم. على أسوارها منازل التاريخ، وعلى أبوابها قائد أبيّ وشعب وفيّ وموقف مقاوم، ومن أرضها بدأ السلام ومن بعدها على الدنيا السلام. إن الشعوب الطارئة تزيلها الطوارىء، والشعوب الأصيلة باقية ما بقي الدهر ولن يموت حق وراءه مطالب، ولن تضيع قضية تضيئ دروبها دماء الأحرار والشهداء. سورية أمة وقضية وانتماء وهوية وإرادة أزلية أبدية، ولن تكون للمؤامرات ممر ولاللمخططات مقر ولا لإسرائيل مأمن ولا للعملاء موطن. وإن القائد بشار الأسد لم يكن قائداً بفارق بضعة أصوات، ولم يضلل شعبه بالتغيير المزعوم والتجديد الموهوم، هو قائد يصنع المواقف ولايساوم على القضايا، إنه العلامة الفارقة في الزمان والإنسان، وأمام شموخه »وطناً وشعباً» سيسقط المراهن والرهان. «عذراً أوباما» المؤامرة مكشوفة والأدوات معروفة والجريمة موصوفة واحتضانكم لها هو عدوان سافر على حرية وإرادة الملايين من السوريين الذين جددوا عهد الوفاء والولاء للوطن والقائد في مقابل عصابات مجرمة وأقلية متآمرة وجماعة تكفيرية حاقدة لا مكان لها ولا كيان في وطن النور والإيمان. للعمى حدود وللرؤية مدى ومن لايستطيع أن يرى دماء العشرات من شهداء الجيش العربي السوري وأمنه ومئات الجرحى والمصابين، أو يتعامى عن همجية الأوصال المقطعة، والعقول الفاسدة والممارسات الحاقدة، لايحق له أن يرى كما يشاء ويحكم كما يشاء. وإذا كانت عيونكم وعقولكم رهينة الإرادة الصهيونية فاعذرونا إن لم تجدوا لها مكاناً في أخلاقنا وأسواقنا وآفاقنا، فنحن نعرف الحق من الباطل والصواب من الخطأ والإدانة من البراءة والأدعياء من الأولياء والحكماء من السفهاء، ولكل جريمة عقاب ولكل أجل كتاب فكفى زيفاً وغروراً، فليس الشعب السوري ربعاً خالياً ولا عقلاً خاوياً، فإن كنت لاتدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم. |
|