تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العودة ... من الجولان وجنوب لبنان

الاندبندنت
ترجمة
الاثنين 30-5-2011
ترجمة: ولاء عطايا

لم يكن أحد ليتوقع رؤية الحدود الفلسطينية على الشكل الذي كانت عليه في نهاية الاسبوع الماضي. حيث حضر الفلسطينيون إلى مختلف المناطق الحدودية في كل من سورية ولبنان وغزة لاحياء ذكرى النكبة التي لحقت بهم إثر تأسيس إسرائيل.

فوحدوا صفوفهم مشكلين تحدياً كبيراً لأمن اسرائيل. وقد نتج عن الصدامات مقتل اثني عشر فلسطينياً إضافة إلى اصابة العديد إثر الاستخدام المفرط للقوة من قبل اسرائيل. وقد جاء رد الفعل الاسرائيلي على هذا النحو لأن ما حصل كان أمراً لم تكن اسرائيل لتتوقعه ولا حتى في أحلك كوابيسها.‏

لقد كان التحاق الفلسطينيين برياح التغيير التي تجتاح المنطقة هو مسألة وقت، خاصة بعد المظاهرات التي تفجرت داخل غزة في الأسابيع الماضية. فقد كان الفلسطينيون يعانون من ضعف قوتهم والفقر وسوء الأوضاع بشكل عام إضافة الى مشكلات في السكن والكثير من الآلام والأحزان التي كان لابد لها من أن تقودهم نحو هذا الانفجار. حيث استخدموا الشبكات الالكترونية والاجتماعية ليخططوا لاحتجاجهم. وحقيقة أن المتظاهرين استطاعوا الوصول إلى الحواجز الحدودية في ثلاث جهات مختلفة في وقت واحد وهو أمر بكل تأكيد سيعزز إحساس اسرائيل الدائم بعدم الأمان. كذلك هو إعلان مصر عن رغبتها بتأمين معبر رفح الذي سيحتم على اسرائيل اللجوء الى استخدام القوة بشكل أكبر وبالتالي الى الدفع بتعزيزات أمنية أكبر الى المنطقة.لذا فإنه يمكن القول بأن عواقب هذه الاحتجاجات ومنعكساتها على اسرائيل والمنطقة تعتبر مخيفة الى حد ما.‏

ولقد ذهب البعض في اسرائيل للقول بأن ايران كانت وراء هذه التحركات إلا أنه من البديهي أن اسرائيل كانت خلال الفترة الماضية تعول دائماً على الموقف المصري الدائم لها. إلا أنه وبرحيل حسني مبارك فقد تزعزع شعورها بالاستقرار كما كانت دائماً تعلّق عملية السلام متذرعة بعدم وجود جهة للتفاوض معها مشيرة الى الخلافات بين كل من حماس وفتح.‏

وبالتالي إن لم تكن عملية السلام إحدى الأولويات بالنسبة لاسرائيل قبل الآن فإن المحتجين الفلسطينيين قد جعلوها المسألة الأهم اليوم. وبالرغم من أن توجه كل من حماس وفتح لحل خلافاتهما يعد عقبة في وجه اتمام المفاوضات بالنسبة لإسرائيل إلا أنه لا يجب أن تلاقى الدعوة لإتمام عملية السلام بنظرات التشاؤم.‏

وفي تعليق له حول الموضوع في صحيفة يديعوت أحرنوت قال أليكس فيتشمان: «إن ما شهدناه على الحدود السورية يعد فشلاً ذريعاً. وأضاف محذراً: إن زحف جماعات أكبر إلى الحدود الاسرائيلية مطالبة بحق العودة سيعطي للموضوع زخماً خاصاً. أي إن الحكومة الاسرائيلية تواجه مشكلة شاملة، فاسرائيل لاتملك وسائل لردع الالاف من الفلسطينيين الذي نجحوا في تنظيم صفوفهم في محاولة لتحقيق آمالهم بالعودة الى فلسطين سيراً على الأقدام وكسر الحواجز الحدودية.‏

فالمعروف أن اسرائيل قد أمنت حدودها عبر حقول الألغام معولة على أنها ستفجر من يحاول اختراقها. هذا الأمر الذي لم يتحقق على الأخلاق. وقد أضاف في نهاية المقال:على الحكومة الاسرائيلية أن تضع رأسها في التراب، فإن حكومة نتنياهو لم تحقق أي شيء. هذا ما قاله موفيز عضو في الكونغرس الاسرائيلي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية