تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عبور المطهر

رسم بالكلمات
الاثنين 30-5-2011
فراس أحمد

-1-

ما بي من التراب والدم‏

أكثرَ من شقائق النعمان .‏

-2-‏

الصرخة التي تلي الرصاص:‏

ولادة .‏

-3-‏

نامي طويلاً أيتها الإيديولوجيا‏

إن سيوفَ الأطفال الخشبية‏

تزهر وطناً.‏

-4-‏

آه أيتها الأوطان الرشيقة:‏

يئن التراب .‏

-5-‏

يا امرأةً لكل العصور‏

ها أنت تغتسلين بعد نوم طويل,‏

يكتنز التراب ُ دمنا عطرا ً لك‏

ومن الكلام الذي يرفّ الآن كالحمام‏

على الألسنة التي عُقدت طويلا ً‏

نخيط لك ثوباً يشفُّ‏

عن مفاتنك التي نشتهي .‏

-6-‏

كلما اشتدّ صوتُ الرصاص‏

أحتمي برائحة حبيبين في غرفة سرية‏

في هذه المدينة التي‏

تشبه كلّ المدن,‏

أغمض حتى أسمع أنين الرغبات,‏

آه أيتها المدينة‏

هل تحملين بين جدرانك متسعاً‏

لهذا المشهد؟.‏

-7-‏

كم من آلاف الأعوام‏

يلزمنا يا شعبي‏

لنعبر المطهر؟‏

-8-‏

«إلى من يضرجون شاشات العالم بلعابهم»‏

كي ترقى إلى نبل الدم المسفوك‏

لا تغرقنا بلعابك‏

وأنت تمتصه من هنالك‏

من جحرك البعيد .‏

-9 -‏

شجرة الحور‏

على وجه البحيرة‏

رمادية بائسة,‏

من يدرك سعادة الماء باخضرار الأغصان ؟‏

-10-‏

أتعلم يا وطني ماذا يعني‏

أن يكون إدخال الرصاص عبر الحدود‏

أسهل من إدخال الكتب المشعة ؟‏

اسأل الدم الذي يلف الشوارع‏

وأصغ جيداً إلى أنين الأمهات المخنوق .‏

أيتها الدماء النازفة من عيني‏

أعلن لك براءتي‏

من الرصاص الذي يخطئني .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية