|
سينما
ولم يقتصر التوجه القومي في السينما السورية على المضمون ، بل شمل أيضا ً التعاون مع السينمائيين العرب في مختلف جوانب العمل السينمائي و الصناعة السينمائية ولم يقتصر على أفلام القطاع العام بل امتد أيضا ً إلى أفلام القطاع الخاص . وتعود الإرهاصات الأولى للتوجه العربي في النتاج السينمائي السوري إلى أواسط الاربعينييات عندما تم إنشاء شركة سينمائية سورية - لبنانية مشتركة أنتجت في مصر فيلما ً بعنوان ( ليلى العامرية ) ،ونجدها أيضا في أول فيلم سوري ناطق ( نور وظلام ) الذي أسندت بطولته إلى المطربة اللبنانية إيفيت فغالي وكتب قصته اللبناني محمد شامل وشاركت فيه المطربة اللبنانية نجاح سلام ،وظهرت في مواد الدعاية و الإعلانات آنذاك عبارات تؤكد التعاون بين القطرين الشقيقين حيث جاء في الإعلان عن الفيلم: ( نور وظلام الفيلم السوري- اللبناني الأول مع نخبة من أشهر كواكب سورية و لبنان) ،كما نشير أيضا ً أن الفيلم الناطق الثاني ( عابر سبيل ) صورت مشاهده في سورية ولبنان . وظهر التوجه العربي في السينما السورية بوضوح مع بداية الفورة الإنتاجية للسينما السورية في عام 1964، فأول أفلام هذه المرحلة من تاريخ الإنتاج السينمائي السوري كان فيلم عقد اللولو كان من بطولة المطربة اللبنانية صباح وازداد التوجه وضوحا ً مع ازدياد عدد الأفلام المنتجة . وشمل التوجه العربي في الإنتاج السينمائي السوري إنتاج القطاعين العام والخاص ، مع ملاحظة اختلاف الرؤية والهدف وأسلوب العمل بين القطاعين. ويتميز التوجه العربي في أفلام القطاع العام بسمتين : الأولى شموله عدد من الجوانب التقنية والفنية في العمل السينمائي ومنها الإخراج والتمثيل والمونتاج والتصوير وكتابة السيناريو. والثانية فتح أبواب مؤسسة السينما أمام السينمائيين العرب الشباب المؤهلين أكاديميا والذين لم يأخذوا فرصتهم في السينما العربية التقليدية . ونلحظ هذا التوجه في كل المؤسسات المنتجة للأفلام وهي الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العامة للسينما ،كما أسهم في هذا التوجه قسم السينما في الجيش ونقابة الفنانين. فالمخرج اللبناني جورج نصر أخرج فيلما ً وثائقيا ً من إنتاج قسم السينما في الجيش عن معارك الجولان وجبل الشيخ كما أخرج جورج نصر فيلما ًروائيا ً من إنتاج نقابة الفنانين بعنوان (مطلوب رجل واحد ) وشارك في أدائه عدد من الفنانين اللبنانيين . واحتضن التلفزيون السوري المخرج العراقي فيصل الياسري منذ قدومه إلى سورية في بداية الستينيات،وأسند إليه في عام 1968 إخراج الفيلم السينمائي الثاني من إنتاجه وهو فيلم (الرجل ) وبعدها نال شهرة على المستوى العربي ،وكان موضوع الفيلم عن مجاهد جزائري ساعد ثوار سورية ضج الاحتلال الفرنسي. وإذا استعرضنا أفلام المؤسسة العامة للسينما سنلاحظ أن عددا كبيرا ًمن أفلامها الطويلة والقصيرة أنجزت بالتعاون مع السينمائيين العرب ،وأغلبهم من الأسماء المهمة في السينما العربية وأكتسب الشباب منهم سمعة طيبة بعد أنجاز أفلامهم في سورية , الأمر الذي أدخلهم ساحة السينما العربية بأقدام ثابتة. ويمكن أن نستعرض بعض الأفلام التي شارك فيها السينمائيون العرب في مختلف ميادين العمل السينمائي : فيلم (سائق الشاحنة )1968 مونتاج العراقي صاحب حداد ، فيلم (رجال تحت الشمس) 1970 ، شارك في كتابة السيناريو الكاتب المصري نجيب سرور والعراقي قيس الزبيدي الذي قام بالمونتاج أيضا ، فيلم (مائة وجه ليوم واحد (إخراج كريستيان غازي 1972 وتمثيل مادونا غازى وريمون وجلال خوري وكلهم من لبنان ، فيلم (المخدوعون) 1972 قصة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني وإخراج المصري توفيق صالح ومونتاج العراقي صاحب حداد ، فيلم (السكين) 1972 قصة غسان كنفاني مونتاج قيس الزبيدي بطولة المصرية سهير المرشدي ، فيلم (وجه أخر للحب) 1972 مونتاج قيس الزبيدي ، فيلم (كفر قاسم) 1974عن قضية فلسطين وكانت المشاركة اللبنانية فيه واسعة حوار عصام محفوظ ، موسيقا وليد غلمية سيناريو وإخراج برهان علوية ، فيلم (السيد التقدمي) 1974 شارك في التمثيل من لبنان نضال الشقر ووليد شميط ومن الأردن عدنان مدانات ، فيلم (اليازرلي 1974) إخراج العراقي ومونتاج قيس الزبيدي والبطولة للبنانية نادية أرسلان ، فيلم (المغامرة) 1974 مونتاج ومشاركة بكتابة السيناريو قيس الزبيدي، فيلم ا(لأبطال يولدون مرتين) 1977 قصة الكاتب الفلسطيني علي زين العابدين الحسيني وبطولة الممثل المصري عماد حمدي ، فيلم (القلعة الخامسة) 1979 سيناريو المصري صنع الله إبراهيم عن قصة للعراقي فاضل عزاوي ، فيلم (حادثة النصف متر) 1980 قصة الكاتب المصري صبري موسى،وموسيقا اللبناني مارسيل خليفة، فيلم (وقائع العام المقبل) 1982 موسيقا اللبناني زياد رحباني ،وفي التمثيل اللبناني عبيدو باشا، فيلم (أحلام المدينة 1983بطولة اللبنانية ياسمين خلاط ، فيلم (الطحالب) 1991 بطولة اللبنانية كارمن لبس ، فيلم الليل 1992 تصوير التونسي يوسف بن يوسف ومونتاج العراقي قيس الزبيدي، فيلم (آه يابحر) شاركت في تمثيله اللبنانية ساندرا أوسو، فيلم (ما يطلبه المستمعون) 2003 تصوير التونسي يوسف بن يوسف، الفيلم القصير (سفر الأجنحة) 2003 تمثيل الأردنية صبا مبارك ، فيلم (خارج التغطية) 2007 بطولة الأردنية صبا مبارك ، الفيلم القصير ( صورنا ) 2007 للمخرجة المصرية جيهان الأعصر وتمثيل الأردني نضال نجم.،وقد استبدلت المخرجة اسمه إلى (هادا إليك ) ، فيلم (بوابة الجنة 2009)تمثيل الأردنية عبير عيسى واللبناني عمار شلق. وقدمت المؤسسة خدمات فنية وإنتاجية لأفلام عربية عديدة نذكر منها الفيلم السوداني (بركة الشيخ)لكبير مخرجي السودان جاد الله جبارة حيث تمت عمليات الطبع والأظهار في معامل المؤسسة في عام 1999،والفيلم الجزائري (وراء المرآة) للمخرجة نادية شرابي في عام 2007، كما قدمت خدمات إنتاجية للمخرج يوسف شاهين خلال تصوير فيلم (المصير) في سورية عام 1997، وكذلك للمخرج يسري نصر الله خلال تصوير فيلم (باب الشمس ) عام 2002 في جزءين عن قضية اللاجئين الفلسطينيين . لقد أعطت مؤسسة السينما الفرصة للمبدعين السينمائيين العرب لتحقيق طموحاتهم السينمائية في وقت أغلقت فيه ابواب السينما في بلدانهم ،أو أنها كانت تعزف عن إعطائهم فرصة فيلم يحتوى على وجهة نظر ذات بعد قومي تقدمي. كما شارك العرب في الأفلام الشركات السورية الخاصة، والتي كانت تعتمد على آلات المعدات السينمائية لمؤسسة السينما . ومن خلال هذا العرض نرى أن السينما السورية بقطاعيها العام والخاص فتحت قلبها للسينمائيين العرب من مختلف الأقطار ومن كل المهن السينمائية. |
|