|
شباب والقلق والخجل الشديد، والخوف الناتج عن كثرة التفكير وخاصة بالمستقبل الغامض، أو بسبب الضغوط العائلية والعقاب إضافة إلى الملل، إذ لا يوجد ما نقوم به، وربما يعاني البعض من فرط النشاط وتواصل الحركة (شدة الهياج)، فيما آخرون يشعرون بمشكلات الحب فتى أو فتاة وما ينجم عنه من انطواء وشعور بالوحدة والخجل المفرط وخاصة من الجنس الآخر، يضاف لها قلة الثقة بالنفس، ومن خلال الدراسات والأبحاث الميدانية التي تجري هنا وهناك، فغالباً ما يعبر اليافعون عن إحراجهم من وجود الضيوف في المنزل، فهم يخجلون من السلام على سبيل المثال، وقد يضحك بعض أفراد العائلة على هذا الخجل، أو أنهم يضحكون عليه حقاً ما يؤدي إلى فقدان الثقة مع أهليهم فيلجؤون بالتالي إلى الأصدقاء أو يلتزمون الصمت. وقد يتجرأ البعض ويلجأ إلى المشرفين التربويين والاجتماعيين في المدرسة، ولكن الصدمة عند البعض حسب ما أعلن عنه وذكره أنه لا يقدر أهمية السرية والخصوصية ولذلك يعاقب أو يشهر به أمام طلاب المدرسة، هذه الحالة يبدو أنها قد حصلت مع أكثر من شخص يافع اعتمد على هذه العينة وفقاً لاعترافاتهم مشيرين أنهم حتى لو أصغى هؤلاء المشرفون إلى الشباب فنادراً ما يفعلون أي شيء لحل المشكلة. وهنا يقترح الشباب على إدارات المدارس أن تعين أو توظف موجهاً فعالاً ومدرباً في كل مدرسة، مع
التشديد على احترام الخصوصية السرية للطلاب وأن يصغوا باهتمام ويساعدوا الشباب اليافع الذي يواجه مشكلة ما مع مراقبة منهجية ودقة عمل المشرفين للوصول إلى نتائج مرجوة. لكن الأهم قبل هذا وذاك في هذا الجانب هو ضرورة اهتمام الآباء بالأبناء بالشكل المناسب والمطلوب من خلال إشعارهم بقيمتهم، لا أن ينظر إليهم نظرة دونية أو فيها بعض الاستهتار، أو استخدام ألفاظ سلبية متداولة في توجيههم كأن يقول أحد لابنه إنك عبء على المجتمع! وإنما الأفضل أن نستخدم عبارة إنك تسهم في تطور المجتمع، وإذا رسب أحد الأبناء في المدرسة ربما من الأفضل أن يوجه الوالدان الملاحظة بقول لا عليك بإمكانك أن تعيد السنة بدلاً من القول إنك لن تنجح. ومن ثم إبقاء الطفل أو اليافع خارج المدرسة، وبالتالي فاللوحة التي يريدها الشباب بشكل عام ويحاول إظهارها هو أنه باستطاعة الأهل تقديم المساعدة المثلى وإلى حد كبير عن طريق خلق مناخ جيد والسماح لهم أن يعيشوا لحظتهم وألا يضغطوا عليهم على صعيد التفكير والتخطيط للمستقبل بشكل مبالغ فيه. وفي هذه المساحة يقترح الشباب من خلال المناقشات والحوارات المستمرة معهم ولاسيما في الآونة الأخيرة أن يتم تخصيص صفحة للإجابة على أسئلتهم في مجلة أو صحيفة أو موقع الكتروني، وتخصيص صندوق يوضع في المدرسة لتوجيه الأسئلة عبره إضافة إلى نشاطات منظمة ومنتظمة لملء أوقات فراغ اليافعين بغية التخلص من الملل والضجر، كما أفاد عدد لا بأس به من هذه الشريحة والمجتمع بشكل عام إذ يحتاجون إل المزيد من المعلومات حول الصحة النفسية «إذ لا يوجد اهتمام بما في داخلك كما نسمع عما هو موجود في دول أخرى» كما يقول الشباب. إذاً هم يحتاجون إلى إجابات وتوضيحات عن جملة العوامل الداخلية وما يحاكيها من العالم الخارجي للإجابة عنها، إنه الشباب المليء بالصحة والحياة. |
|