تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عزوف الشباب عن القراءة هل يعكس واقع المجتمع ..؟

شباب
30/ 5/ 2011
غيث الأحمد

ييبتعد الشباب والطلبة في مجتمعنا عن قراءة الكتب والمطالعة بشكل عام ،فنادراً ما تصادف شاباً قرأ كتاباً خارج منهاجه المدرسي أو الجامعي ما يعني

تدني مستوى الاهتمام بالثقافة العامة في المجتمع وللشريحة الشابة بشكل خاص وتدل إحصاءات نشرت مؤخراً إلى أن الإنسان الأوروبي يقرأ 35 كتاباً خلال العام في حين أن الإنسان العربي لا تزيد قراءته عن الصفحة الواحدة خلال الفترة ذاتها، من هنا استطلع ملحق شباب آراء بعض الشباب وكانت لنا اللقاءات التاليه في جامعة الفرات بدير الزور:‏‏

يقول الشاب طه الحسين وهو طالب في كلية الحقوق بدير الزور إن سبب ابتعاده عن القراءة هو الضغط الهائل المتمثل بضخامة المنهاج الدراسي الذي يعتمد مبدأ حشو الأذهان فلا يتسنى له الوقت الكافي ليطالع و يقرأ في كتاب آخر غير كتابه الجامعي وأضاف أن النجاح في الجامعة يتوقف أولاً وأخيراً على دراسة المقررات الجامعية وليس على ثقافته العامة.‏‏

أما نور القاضي طالبة في كلية الاقتصاد بدير الزور فترى أن العامل المادي والمعيشي للشخص يلعب دوراً كبيراً في زيادة ثقافته فأسعار بعض الكتب مرتفعة بحيث لا يتمكن الطالب أو أي شخص "لا يملك راتباً" من شراء كتاب واحد في الشهر، وأضافت نور أنه تقام في الجامعة أحياناً معارض للكتاب بين فترة وأخرى وكثيراً ما تجد الكثير من الكتب التي تبحث عنها أو تميل لامتلاكها لكنها كطالبة تضطر في النهاية إلى إجراء مفاضلة ما بين وضع جزء كبير من مصروفها كثمن لكتاب أو استثماره في تلبية احتياجاتها اليومية من تصوير محاضرات وقرطاسية ومواصلات ما يرجح الكفة لصالح الشق الثاني وتأجيل شراء الكتاب إلى وقت آخر.‏‏

من جهته يقول عمار الهادي طالب في كلية الاقتصاد أيضاً إن ثقافته تقتصر على قراءة الصحف والمجلات لأنها لا تأخذ الكثير من الوقت، أما قراءة الكتب فتحتاج لأوقات طويلة وتركيز كبير، ما يتعارض مع ما هو مفروض عليه من الجامعة من مناهج وهذا يؤثر في النهاية على نتائجه الجامعية حسب وصفه.‏‏

أما انس الطعمة وهو يحمل إجازة في إدارة الأعمال فقال إن عدد المكتبات العامة في المحافظة قليل جداً ولا يوجد فيها كتب متخصصة ومتنوعة يستطيع الشباب التوجه إليها والاستفادة منها، مشيراً أن تلك الكتب التي تحتويها تلك المكتبات قديمة جداً وتصيب الإنسان بالملل ولا تقوم على تحفيزه للقراءة.‏‏

من جهته أحمد الحافظ طالب كلية التربية بدير الزور يقول إن دخول الانترنت إلى حياتنا ساهم بشكل كبير في تراجع عادة القراءة من الكتب والبحث في المراجع وذلك بما يوفره الانترنت من سهولة وسرعة في الحصول على المعلومة وبما يحتويه من خدمات ترفيه وتسلية، وأضاف انه ينظر إلى المطالعة وقراءة الكتب على أنها نوع من أنواع الفلسفة التي ليس لديه القدرة على تحملها كما أن كماليات الحياة تزداد يوما بعد يوم وهي تصرف النظر عن القراءة والثقافة.‏‏

صاحب مكتبة: الطلبة يقبلون بكثرة على الكتب المقررة عليهم في الجامعة فقط‏‏

ومن جهته وجد أحد أصحاب المكاتب في محافظة دير الزور عبد السلام حنيش أن "الطلبة يقبلون بكثرة على الكتب المقررة عليهم في الجامعة فقط أو المطلوبة في أبحاثهم، أو ما يطلبه أساتذة طلاب المدارس طبعاً إن طلبت وهي قليلة".‏‏

وتابع "للأسف لا نملك أية آلية لتشجيع الطلاب على القراءة كالحسم على كتب معينة، أو تخصيص نوعية أوراق رخيصة للطلاب ونكتفي بأن نشارك في بعض المعارض داخل الجامعات، كعروض موسمية لبيع الكتب بأسعار أقل، مضيفاً أن نسبة إقبال الطلاب على المكتبة لا يتعدى 20% من الزبائن ولا تتعدى أيضاً نسبة طلبهم للكتب العامة الـ20% أيضاً، فأغلب رواد المكاتب هنا هم الغرباء يطلبون عناوين كتب معينة لغياب القدرة على العرض". وعن عرض "البسطات" للكتب في الشارع، قال الحنيش إنه "في عرض الكتاب على الرصيف أو الأرض إساءة كبيرة للكتاب، وعلى الرغم من ذلك يجد الإقبال لأن أسعارهم أقل من مكاتبنا لعدم وجود الضرائب وأجرة للمحل وما إلى ذلك، ما يشجع الطلاب الذين لا يملكون مورداً مالياً إلى شراء الكتب من عندهم".‏‏

خبير نفسي واجتماعي: الإكراه في دراسة المقررات المدرسية يؤثر سلبا على حب المطالعة ولعدم إقبال الطلاب على القراءة أسباب عدة غير التي ذكرت من وجهة نظر المدرس والخبير النفسي والاجتماعي زياد خليفة، الذي قال إن "ظاهرة عدم المطالعة باتت منتشرة بين الشباب بكثرة وذلك لعدة أسباب منها وجود البدائل الأسهل والأكثر مرونة والتي تدمج المتعة مع التعلم كالتلفاز والانترنت وغيرها".‏‏

وأردف خليفة "جميع هذه البدائل لا ترقى إلى أن تحل محل الكتاب مهما تطورت فيبقى الكتاب مصدراً موثقاً ومضموناً للمعلومات بينما يغير الإعلام في بعض الأحيان مضمون الرسائل أثناء توصيله للمعلومات عبر التلفاز والانترنت حسب الغايات والأهداف".‏‏

وتحدث خليفة عن عدم قراءة الطلاب وقال إن "هناك أسباباً أخرى أدت إلى ما يسمى "بأمية الطلاب" وهي الأسباب المادية كون الطالب لا يملك مورداً مالياً كافياً لشراء الكتب المرتفعة الثمن، عدا عن ذلك عدم اكتساب عادة القراءة في الصغر من قبل الوالدين فالقراءة عادة تكتسب وتحتاج لتركيز كافة الحواس ما يبعد الطلاب عنها".‏‏

وأضاف خليفة "تفرض الكتب المدرسية على الطلاب بمختلف مراحل دراستهم فرضاً، حيث يطلب منهم حفظها لنيل العلامات أو النجاح غير مهتمين بالفهم وغالباً ما يعاقب المقصر، وهذا الإكراه في الدراسة من الكتب يؤثر سلباً على حب المطالعة، لارتباطها بالغصب والإجبار".‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية