تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لن يكون الامتحان فيلم رعب بعد الآن!!...الدورة الامتحانية الإضافية.. كيف ينظر إليها الطلاب والتربويون؟

شباب
30/ 5/ 2011
عفاف حنوف - اللاذقية

اعتبرها البعض حلماً واعتبرها البعض الآخر فوق سقف الحلم..دورة استثنائية لعام 2011 أصدر مرسومها السيد الرئيس بشار الأسد خاصة بطلاب الثانوية العامة

بكافة اختصاصاتهم بحيث يتيح فرصة ثانية لجميع الطلاب التقدم لدورة امتحانية ثانية بكافة المواد سواء أكان راسباً أم ناجحاً، فكيف استقبل طلاب الثانوية هذه الهدية وخاصة وأن البعض منهم تراجع دراسياً مؤخراً نتيجة الأحداث الأخيرة التي عصفت بسورية؟ ولماذا كان الخوف يلف المدرسين والتربويين من دورة امتحانية استثنائية لن تصل بالطالب بخوضها إلا إلى بر النجاح؟ وإلى أي مدى ستكون الدورة التكميلية التي ستطبق في العام القادم خطوة جريئة وضرورية لتطوير العملية الامتحانية؟ الأجوبة في هذا الاستطلاع:‏‏

مدير التربية في محافظة اللاذقية الأستاذ علي ناصر أكّد بأن هذا المرسوم يصبّ في بناء الوطن لأن تطور العلم يُعلي شأن الأوطان، وعن المرسوم قال: ما صدر بالنسبة للمرسوم الذي يتعلق بالدورة الثانية لامتحانات الشهادة الثانوية بفروعها كافة هي مكرمة من مكرمات سيد الوطن الذي عودنا عليها دائماً مع أبنائه وأن يكون مع الوطن والمواطن من أجل تحقيق رفعة هذا الوطن ومن أجل إعطاء أبنائنا ضمانة لمستقبلهم، لذا أتى هذا المرسوم الكريم لكي يضمن لأبنائنا في الوطن كافة مستقبلهم من خلال الدورة الامتحانية الثانية لطلاب الشهادة الثانوية بفروعها كافة، وإن دلّ هذا على شيء فهو يدلّ على حرص سيد الوطن على أبنائه ووطنه وعلى أن الوطن لا يبنى إلا بالعلم ومن خلال أبنائه فهذا أمر هام وقد حقق لهولاء الطلاب طموحاً كانوا في حيرة من أمرهم بنتيجة ما مرّ به الوطن من خلال الفتنة التي قد وئدت بوعي شعبنا ووعي أبناء الوطن وليس جديداً على السيد الرئيس هذا الاهتمام الكبير بأبنائه وبالعلم‏

والعلماء وليس جديداً عليه بمكرماته أنه دائماً صاحب المكرمات في أوقات الرخاء وفي أوقات الشدة، وهذا يحقق ويلبي طموحات الأبناء والأهل، وأريد أن أقول لجميع الشباب عليكم بالوطن، عليكم بالمحبة، عليكم بالوحدة الوطنية، وباللحمة التي يجب ألا يعلو عليها شأن لأنها ضمان لنا ولكم وضمان لمستقبل وطننا وضمان للأجيال التي ستأتي من بعدنا.‏‏

المرسوم بحد ذاته تطوير وارتقاء بالعملية الامتحانية‏‏

وعن صدى هذا المرسوم تحدّث الأستاذ علي بدور مدير الامتحانات: المرسوم الكريم من السيد الرئيس كان له صدى شعبي كبير وأعطى حالة من الارتياح وهذا الارتياح كان له دلالات من خلال كون الناس جميعاً كان لديهم عفوية جميلة بحيث شجعوا أولادهم على الاجتهاد أكثر ليعطوا زخماً أكبر للتحصيل النهائي، أمّا أسلوب الامتحان الجديد الذي سيطبق في العام الجديد فقال عنه: له دور كبير في تغيير حياة الطالب بحيث يعطى فرصة ثانية، وللتذكير فقط المرسوم الثاني رقم 153ينص على أحقية الطالب إعادة ثلاث مواد سواء أكان راسباً بثلاثة مواد أو ناجحاً ويريد تعديل درجته في ثلاث مواد وهذا المرسوم سيطبق في دورة 2012 ولحد الآن لم تأت تعليماته التنفيذية.‏‏

وصدور المرسوم بحد ذاته هو تطوير وارتقاء بالعملية الامتحانية وأعطى فرصة ذهبية أكبر من حلم الطالب ذاته حتى يعيد النظر بدرجته ونتيجته الأولى سواء أكان في المرسوم الذي سيطبق هذا العام أو المرسوم 153 الذي سيطبق العام القادم هذه الفرص الذهبية التي عنى بها السيد الرئيس وخصّ بها طلاب الثانوية العامة لكي يقيّموا أنفسهم ويعيدوا النظر بدرجاتهم هي بحد ذاتها تطوير.‏‏

أمّا الأستاذ زهير جبلاوي معاون مدير التربية للتعليم الثانوي فقد أشار إلى حالة الرعب التي يعاني منها الطالب وهو يحمّل هذه الحالة التي يصل إليها الطالب إلى الأهل أولاً وأخيراً وهنا قال: من خلال عملي في التربية والذي تجاوز الثلاثين عاماً الرعب يخلقه الأهل بالنسبة للطالب لأنهم يريدون من ابنهم أن يكون (ملك التعليم) ويحقق أعلى الدرجات ويريدونه طبيباً أو مهندساً وهكذا.. لذلك نجد الأهل في حالة ملاحقة للطالب بشكل مبالغ فيه، وهذا يخلق جواً مشحوناً لأنهم يريدون ألا يغادر الكتاب يد الطالب وهذا أمر خاطئ لأن‏

للإنسان طاقة احتمال ويحتاج إلى الراحة وهذا ما يخلق لدى الطالب حالات مختلفة من الانفعال والتعب وقد يصل إلى كره الكتاب والدراسة، أما الدورة الاستثنائية والتكميلية ستكون فرصة كبيرة للطالب وستزيل كل حالات الرعب والخوف، ومن إيجابيات الدورة التكميلية أضاف الأستاذ جبلاوي: سيكون هناك علامات مطلوبة من الطالب خلال الفترة الثانوية وقد تكون في العاشر والحادي عشر والبكالوريا، وهذا الأمر سيجعل الطالب يرتبط أكثر بالمدرسة ومن المعروف بأن طلابنا في الثانوية العامة ينقطعون عن الدوام بدءاً من شهر شباط وآذار أمّا عندما يربط الطالب بالمدرسة من خلال درجات مطلوبة من قبل وزارة التربية لتضاف إلى شهادته عند التخرج طبعاً هذا الأمر ينعكس إيجاباً على الطالب من حيث الدوام ومن حيث إنهاء البرنامج ومن حيث تحقيق النتائج المرجوة التي يبتغيها الأهل والطالب.‏‏

وهذا المرسوم سيجعلنا نتوقف مجدداً لنبحث في المنهاج ومدى قدرة الطالب على استيعابه وإنهاء دراسته بالوقت المناسب ونحن طالبنا في اجتماعاتنا مع الوزارة بتقسيم بعض المواد كالرياضيات والفيزياء وهذا الأمر قد يكون له أشياء جديدة في الدورة التكميلية كأن يقدم الطالب مادة الرياضيات على مرحلتين وهكذا.‏‏

خطوة نحو المزيد من تنظيم الوقت.. وعدم التراخي‏‏

أما براءة خضرة ماجستير لغويات أدب انكليزي فقد أكدت أن الطالب المستفيد من المرسوم هو الشخص الذي يهتم بمستقبله وتخوفت من تعاطي بعض الطلاب معها بشكل سلبي وهنا أضافت: هذه الدورة لا أتوقع أن أحداً قد طالب بها من قبل، ولا في هذه المرحلة لكن السّيد الرئيس يفكر حتى بطالب الثانوية العامة وربما الأهالي لم يفكروا بهذه الفكرة وبهذا المطلب، ولم يحلموا به‏

حتى، وهي خطوة هدية لا يحلمون بها، وأتمنى منهم استغلالها فعلاً وألا يتراخوا والبعض يقول (بما أنني لديّ استحقاق التكميلي فقد أجتهد أكثر في الدورة الثانية أو التكميلية) وهذا خطأ، وهذا المرسوم هو خطوة نحو المزيد من تنظيم الوقت.‏‏

وبدورها عواطف نداف موجهة شبيبية فقد أيدت المرسوم بنسبة 70% وفي هذا تقول: بالنسبة للوضع الحالي أنا أؤيده بنسبة 70% كون بعض الطلاب أصابهم الذعر والخوف ونفسيتهم تعبت وهناك طلاب يتمنون على علامة واحدة أن يعيدوا بعد شهر الامتحان حتى يحققوا العلامات المطلوبة، وبالنسبة للدورة التكميلية التي ستطبق في العام القادم فأنا معها لأن المواد العلمية بالنسبة لطلاب الفرع العلمي هي كثيرة وقد يحتاج لإعادة الامتحان فيها لزيادة علاماته فيها، وهذه المراسيم طورت العملية الامتحانية بشكل كبير وكذلك هذه المراسيم ستنعكس على الدروس الخصوصية ويصبح لديه متسعاً من الوقت ليدرس والدروس الخصوصية تتعب الطالب كثيراً وتتعب الأهل.‏‏

من يتكاسل في هذه المرحلة فقد تكاسل عن تحمل مسؤوليته‏‏

ورصدت المدرسة سمر القوزي انطباع الطلاب في هذه المرحلة الخاصة حيث قالت: لاقى المرسوم حالة ايجابية وهي قدرتهم على تحسين درجاتهم وخاصة أن الكثير منهم لم يستطع التركيز على دراسته بسبب ما تعرضت له سورية من تخريب وقتل من قبل المجرمين وأعداء الوطن والخونة، أما النقطة السلبية التي صادفتها وأتمنى ألا تتحول إلى حالة سائدة فهناك بعض الطلاب من تكاسل في تقديم امتحانه الرئيسي ليعوّض فيما بعد بالدورة الأخرى وهذه الحالة غير صحيّة وغير صحيحة لأنّ من يتخلى عن تحمّله مسؤوليته تجاه علمه في هذه المرحلة فقد يتخلى عن الكثير من المبادئ‏

والأساسيات في حياته ليكون الاستهتار والتكاسل طريق يخطو عليه في المستقبل.‏‏

نقطة تحوّل أساسية في حياة الطالب‏‏

وبما أن ردينة عطاف تتعاطى مع الشأن الشبابي من خلال عملها فبدورها حاولت رصد مواقف الطلاب من المرسوم ومن الدورة التكميلية على حد سواء وخرجت بانطباع إيجابي لخصوصية هذه المرحلة التي تمر فيها سورية ومارست واجبها بتوعية الطلاب إذ قالت: هذه المرحلة تتطلب منا جميعاً أن نكون على أتم الاستعداد كلّ من موقعه ولكلّ من يعجز عن التعبير للسيد الرئيس بالشكر أقول له المزيد من الجهد والتحصيل العلمي، وبدوري أعتبر هذا المرسوم هو نقطة تحوّل من السيد الرئيس أحدثها في حياة الطالب مع وانعكست بتطور حقيقي على العملية الامتحانية وأسلوب التعاطي ما يسمى الشهادة الثانوية أو تقرير المصير. ‏‏

وتساءلت المدرسة رشا عباس نيابة عن الطالب عما يريده من عطاء أكثر من هذا المرسوم لأنه فاق حتى حلم الطالب كما وصفته براءة أيضاً لتتابع رشا كلامها: أهمية المرسوم كونه قد جاء ليعامل طالب الثانوية كالطالب الجامعي وحمّل مسؤولية تحمّل واجباته وتقصيره تجاه تحصيله العلمي، والأهم إعطاءه فرصة ثانية لتدارك السلبيات المقصودة وغير المقصودة التي وقع فيها في امتحانه الأول، وهنا أريد أن أشيد بتطور العملية التعليمية في سورية بدءاً من تطور المناهج من‏

المرحلة الابتدائية إلى تطور أسلوب التدريس والآن العملية الامتحانية ترتقي إلى نمط كنا نريده منذ زمن.‏‏

يحمّل الطالب والمدرس المسؤولية على حد سواء‏‏

أما المدرسة سوسن حسن فقد تنفست الصعداء أخيراً وخاصة أن الجميع سمع بالدورة التكميلية منذ زمن والآن قد أصبح واقعاً لذلك وصفت المرسوم الاستثنائي والتكميلي بالخطوة الممتازة ولكنها تساءلت قائلة: هل يستوعب الطالب ماذا يعني أن لديه دورة ثانية؟ وهل يعي إيجابيات هذا الأمر؟ وكيف يستثمر جهده ووقته وفكره ليستفيد من هذا الأمر؟ وكمرسوم هذا رائع ويخدم الطالب المتميز على الأقل لأن الطالب المتميز في مرحلة ما قد يخلّ وضعه بمادة أو مادتين فيعوّض ويدخل الفرع الذي يريده بينما الطالب العادي ودون العادي علي أن أراعي فكرة هو أخذ حقه الكامل في المدرسة وعند أساتذته وهنا أطالب المعلمين بإعطاء ضميرهم في العام الدراسي حتى لا يحتاج الطالب إلى الدورة التكميلية.‏‏

طلاب الثانوية: أصبحنا نتلهف لدخول مرحلة الثانوية العامة دون خوف من مقعد الامتحان‏‏

أمّا ماذا قال طلاب الثانوية فلنتابع معاً: محمد إدريس- طالب ثانوية:وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن صدري وحالة من الارتياح عمت أرجاء المنزل على حد سواء وقد استعدت ثقتي بنفسي وبقدرتي على الدراسة والتواصل مع الكتاب دون خوف من هاجس ضيق الوقت لإنهاء المناهج أو التخوف من تسرب علامة ما من هنا وهناك في الامتحان وهروب حلمي مني بدخول الفرع الذي أرغب ولا يسعني إلا أن أقول للسيد الرئيس بشار الأسد شكراً وقد عودتنا على محبتك وكرمك واهتمامك بالعلم والتعليم والعلماء.‏‏

ناديا أحمد عبيدة - طالبة ثانوية: أنا متفائلة بهذا القرار لأنه قد يفسح مجالاً واسعاً للطلاب بتحصيل علامات أكثر، خاصة لمن يضطرون لإعادة العام الدراسي كاملاً من أجل تحصيل مادة أو رفع علاماته في حين يعيد بهذا القرار مواد بعينها يحتاج لرفع معدلها ما يجعل الخطة التعليمية دافعاً للطالب نحو القبول الجامعي والمستقبل فيما بعد.‏‏

علي خليل الخيّر - طالب ثانوية: أنا قلق تجاه رفع معدلات المفاضلة الجامعية مجدداً بناء على القرار الجديد ومتخوّف من أن يفرض مفاضلتين لكلّ من الدورتين الامتحانيتين الأولى والثانية، كلّ واحدة على حدة وأن تكون درجات القبول الجامعي مابينهما هي الفاصلة، وبهذا لن يستفيد الطالب من تطبيق الدورة التكميلية، بل سيعود إلى نفس المشاكل التي تعيق مواصلة الدراسة كما وإنني آمل بأن يكون أيّ قرار لصالح الطلاب قراراً يوحّد شروط القبول الجامعي بين جميع الناجحين في الشهادة الثانوية.‏‏

زينب محلا- حادي عشر: هي فرصة لاختصار الكثير من الوقت الضائع وعدم دخول الطالب بحالة من الإحباط نتيجة عدم تحصيله العلامات التي يطمح ونحن كنا سعداء جداً بصدور مرسوم الدورة الاستثنائية وبتطبيق هذا المرسوم وأصبحت أكثر تلهفاً لدخول مرحلة الثانوية العامة دون خوف لا من ضخامة المنهاج ولا من ضغط الأهل ولا من مقعد الامتحان الذي يصيب جميع الطلاب بحالة من الهلع والرعب.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية