تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخوف الإسرائيلي المتصاعد يدفع صحافة العدو لطرح خيارات بديلة لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية

دمشق
الثورة
أخبـــــار
الأربعاء 1-6-2011م
ناصر منذر

لم يستفق الاسرائيليون بعد من صدمة اتفاق المصالحة الفلسطينية التي اربكت حتى الادارة الاميركية لان مصالح الجانبين تتحقق باستمرار الانقسام حتى بدأ اولئك الاسرائيليين يتخبطون بكوابيس الاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967،

مع كل يوم يقترب فيه الموعد المحدد في شهر ايلول القادم، ولم يعد بمقدور حكام الكيان الغاصب التغاضي عن عدم امكانية منع حدوث هذا الاعتراف، وهم يسعون ليل نهار لحشد امكانياتهم في سبيل اجهاضه ووأده قبل ان يولد.‏

وقلق الاسرائيليين وتخوفهم من اقرار الامم المتحدة قيام دولة فلسطينية مستقلة اصبح كذلك الشغل الشاغل لصحافة العدو الذي ينصب جل اهتمامها هذه الايام على طرح السيناريوهات المحتملة لمواجهة تداعيات هذا الاعتراف وما قد ينتج عنه من عزلة دولية لحكومة الاحتلال التي لن يكون بمقدورها عندئذ تجاهل الضغوط الدولية لانهاء احتلالها، باعتبار ان الدولة الفلسطينية المرتقبة ستصبح عضواً كاملاً في الامم المتحدة ودولة ذات سيادة ولا يجوز بقاء الاحتلال الاسرائيلي, وعليه فإن الامم المتحدة سيكون دورها اللاحق في العمل على انهاء الاحتلال.‏

وصحيفة يديعوت احرونوت اعطت الصورة الحقيقية لما سيجري في شهر ايلول وان كانت سوداوية بالنسبة للاسرائيليين، فقالت في تحليل اخباري ان الاسرائيليين ورغم مواصلتهم معركة الصد لامكانية ان تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية الا انهم يعدون الارضية للفشل وليس بوسع احد ان يمنع القرار بالاعتراف بدولة فلسطينية.‏

وقالت الصحيفة ان النقاش الحاسم هو الذي سيجري في مجلس الامن وليس في الجمعية العمومية وذلك لان الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية لن يكون له مفعول قانوني اذا لم يأت في اعقاب توصية من مجلس الامن وبالتالي فان اسرائيل تركز على النشاط الدبلوماسي في مجلس الامن بهدف اقناع الاعضاء فيه باسقاط مشروع القرار او عند انعدام البديل فالاعتماد على فيتو اميركي.‏

وماقالته الصحيفة يشير الى ان بمقدور اسرائيل ان تلعب على هذا الوتر فالدول الاعضاء بمجلس الامن ترتبط مع اسرائيل بمصالح كثيرة وتتفق اسرائيل مع غالبيتهم بضرورة اعادة رسم خريطة المنطقة وفق مصالح تلك الدول وهي تشكل مع الولايات المتحدة رأس الحربة في اعادة صياغة تركيبة المنطقة.‏

كذلك ذكرت الصحيفة ان مجموعة من محيطي نتنياهو تقول ان جهدا دبلوماسيا اضافيا يركز على تحقيق كتلة من 40 الى 60 دولة بما فيهم دول مؤثرة كدولة الاتحاد الاوروبي وكندا واستراليا واليابان لتعارض خطوة احادية الجانب او تمتنع عن التصويت ومع ان مثل هذه الكتلة من المعارضة لن تمنع اتخاذ القرار الذي من المتوقع ان يقر بأغلبية 120 دولة الا انه كفيل بأن ينزع الشرعية عن الخطوة الفلسطينية.‏

كذلك اوضحت صحيفة هارتس ان الفلسطينيين يقدرون بأن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتوفي مجلس الامن، وفي مثل هذا الوضع يعتزم الفلسطينيون التوجه الى الجمعية العمومة للامم المتحدة وطلب الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية في حدود 1967.‏

وهنا لابد من القول انه حتى لو استخدمت الولايات المتحدة الفيتو او امتنعت بعض الدول عن التصويت فإن الفلسطينيين سيحققون انتصارا معنويا على الاقل، وهذا سيعطيهم زخما قويا في اية مفاوضات مستقبلية لانها ستكون مرتكزة على القرار الذي ستصدره الجمعية العامة للامم المتحدة والذي سيكون في اقل تقدير مبنياً على حدود 67.‏

واسرائيل قلقة جدا من هكذا اعتراف ولذلك نجدها تسعى لان يكون اعلان الدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات لان ذلك يتيح لها فرض شروطها واملاءاتها برسم حدود الدولة الفلسطينية كما تريد هي، وترى انه كما استطاعت ان تجعل الرئيس باراك اوباما يرضخ لها ويتراجع عن حدود 67 فكذلك باستطاعتها جعل الدول الاخرى تنصاع وتقبل بهذه المعادلة.‏

وبكل الاحوال فان الاعتراف الاممي القادم يجب ان يكون مقرونا باتخاذ كل الاجراءات والسبل الكفيلة بالضغط على اسرائيل لانهاء احتلالها، والقبول بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية