|
دمشق وأظهر التقرير وجه الحقيقة موصدا الباب في وجه أكاذيب وأقاويل أول من آذتهم وجرحتهم هم أهل الشهيد الفتى. وذكر التقرير أنه في التاسع والعشرين من نيسان وبعد نهاية صلاة الجمعة بدأ الناس في بعض قرى ريف درعا بالتجمع مدفوعين بدعوات تحريضية إلى الجهاد استغلتها ولا تزال الجماعات المسلحة للاعتداء على عناصر الجيش والأمن والشرطة والمواطنين وانطلق هذا التجمع إلى المساكن العسكرية في صيدا حيث استشهد الخطيب. وأضاف التقرير.. في هذا الوقت ظهر المسلحون ليستغلوا الأطفال الذين أغروهم بالقدوم معهم والهدف من كل هذا إطلاق النار لقتل حرس المساكن الذي سقط رئيسهم شهيدا. وأشار التقرير إلى أنه وفيما نقل الجرحى والضحايا إلى المستشفيات كان أحد هؤلاء الضحايا فتى مجهول الهوية وجد مقتولا في حرم المساكن ولا يحمل أي هوية شخصية. واستكمالا للقصة قال القاضي المشرف على الملف سامر عباس.. في ساعة متأخرة من يوم الجمعة 29-4-2011 تم إعلامنا من قسم الطب الشرعي بوجود جثة لفتى مجهول في المشفى وعلى الفور ووفقا للإجراءات القانونية المتبعة انتقلنا برفقة الطبيب الشرعي والكاتب وهيئة المحكمة بالكامل وتم إجراء الكشف الطبي والقضائي عليها واتخاذ القرار بتسليمها إلى ذويها حال التعرف عليها. وأكد عباس أنه بتاريخ 21-5-2011 تم تسليم الجثة إلى ذويها عن طريق المشفى الوطني بدرعا وتبين أنها عائدة للفتى حمزة علي الخطيب وقال.. لكوني القاضي الذي تولى التحقيق والكشف على الجثة تبين أن وفاة الخطيب حصلت ضمن حرم المساكن العسكرية بصيدا إثر إصابته بعدة طلقات نارية دون ملاحظة أي أثر للتعذيب أو الضرب على الجثة ويمكن لأي من ذويه مراجعتنا ومعرفة ما يريد من تفاصيل. من جهته قال الدكتور أكرم الشعار الطبيب الشرعي الذي كشف على جثة الشهيد الخطيب.. إن جثة الشهيد التي تم التعرف على صاحبها وصلت بتاريخ 29-4 مساء ومن ضمن نظام العمل في الطب الشرعي يجب إخبار السلطات القضائية بشكل نظامي. وأضاف الشعار إن السلطات القضائية أخبرت بالموضوع بشكل دقيق وحضرت هيئة الكشف المؤلفة من القاضي الذي تولى التحقيق للكشف عن جثمان الخطيب وتم تحليف الطبيب الشرعي اليمين القانونية المنصوص عليها في المادة 41 أصول جزائية. وأشار الشعار إلى أن عدم معرفة اسم صاحب الجثة دفع الهيئة إلى وصف الجثة بشكل دقيق وكانت تعود لشاب في العقد الثاني من العمر بدين جدا حنطي البشرة يتميز بغياب الأشعار بمستوى الوجه والذقن والشاربين وتحت الإبطين. ولفت الشعار إلى أنه شوهد على الجثة إصابات لثلاثة مرام نارية وصفت بأنها حياتية وتؤكد ذلك صفات وموجودات الفوهة والدماء التي تسيل منها مؤكدا أن الفوهة أو الإصابة الحياتية حدثت أثناء الحياة وليس بعد الموت وهي سبب الوفاة الحقيقي لما سببته من إصابات حشوية وعائية نازفة. وأكد الشعار عدم وجود أي آثار على سطح الجثة لعنف أو شدة أو مقاومة أو تعذيب من إصابات ظفرية أو سحجية أو كدمات أو كسور أو خلوع مفصلية أو جروح طاعنة نغزية أو قاطعة كما لا توجد فوهات نارية لغير المرامي التي تم وصفها بدقة وتلك أمور أكدها التصوير الشعاعي والتدقيق في الفوهات الموجودة على الجثة. وبين الشعار أن جثة الخطيب سلمت إلى أهله بناء على أوامر قضائية بتاريخ 21-5 وأن الفترة الفاصلة بين لحظة الكشف على الجثة وتسليمها كانت لعدم معرفة هويتها. وأوضح الشعار أن ما ورد في بعض وكالات الأنباء من صور لجثة المرحوم المذكور إنما كانت ملتقطة بعد تقدم عملية التفسخ أي التطورات الكيميائية العضوية على الجثة بعد وفاتها والتي تحدث لكل الكائنات الحية. ونوه الشعار إلى أن الطبيب الشرعي يستطيع معرفة الإصابات التي تكون أثناء الحياة والأخرى المتعلقة بالتفسخ أو التي تحدث بعد الحياة والمسماة إصابات بعد الوفاة فأعراض التفسخ تتلخص في انتفاخ الأجفان والشفتين وكيس الصفن وخروج اللسان من الفم واسوداد الجلد وفقاعات غازية في مستوى الجسم وخاصة العنق وسهولة انسلاخ البشرة ليصبح الجلد تحتها لماعا بوضوح. وأضاف الشعار.. إن من أعراض التفسخ أيضا تصلب المفاصل الذي يبدأ تشكله بعد ساعتين من الوفاة وينتهي بعد 12 ساعة ويزول تماما بعد 36 ساعة وعندها يبدأ ارتخاء المفاصل وبناء على ذلك فإن حركة العنق لدى المتوفى الخطيب هي من ضمن المفاصل المرتخية ولا يوجد قطعا سواء بالتصوير الشعاعي أو الفحص السريري إبان الحادث أي كسور في العنق. وأكد الشعار أن ما شوهد على الجثة بالصور المأخوذة فيما بعد علامات تفسخ يعرفها أي طبيب شرعي فحص الجثة علما أن الصور الملتقطة في الطب الشرعي حديثة أخذت لحظة وصول الجثة ولم تكن تتجاوز عدة ساعات من الوفاة وهنا تتقاطع المعلومات فعائلة الشاب حمزة التي لم تتمكن من العثور عليه منذ 29 من نيسان صدمت بخبر وفاته. ويروي عبد العزيز الخطيب أحد المشاركين في الهجوم على مساكن صيدا العسكرية تفاصيل القصة فيقول.. كنا نخرج وأصدقائي حمزة الخطيب وعبد المجيد الخطيب ومحمد سويدان لنصلي الجمعة في الجامع الكبير في الجيزة حيث كان يؤم الصلاة فينا الشيخان هارون الزعبي وطلال شقير اللذان كانا يحضان على الجهاد. وأضاف الخطيب.. كنا نعقد اجتماعات في ساحة الجيزة كي نحمي الشباب المشاركين في تجمعات يوم الجمعة وكان هناك حداد يوزع أسلحة حادة علينا في ظل تنسيق مع مشايخ القرى الأخرى للخروج يوم الجمعة. وقال الخطيب.. إنه في يوم الجمعة 29-4-2011 خرج برفقة حمزة الخطيب ومحمد سويدان وعبد المجيد الخطيب لتقلهم سيارات من الجيزة إلى نقطة التجمع حيث اجتمعوا مع من جاء من القرى الأخرى مثل المسيفرة وبصرى وتوجهوا سيرا على الأقدام إلى المساكن ومعهم مسلحون ولدى وصولهم إلى المساكن أطلق متظاهرون من خلفهم النار باتجاه مساكن صيدا ما أدى إلى إصابة أحد الجنود ومن بعدها حصل إطلاق نار كثيف فأصيب بعض الناس فيما اختبأ الخطيب ومن معه بين الأشجار. وقال الخطيب.. كان حمزة الخطيب من بين المصابين حيث وقع على الأرض ولم أعلم ما حصل له بعدها لأني هربت برفقة عبد المجيد الخطيب ومحمد سويدان. من جهته قال والد الشهيد حمزة بعد لقائه وعائلته مع السيد الرئيس بشار الأسد بعد ظهر أمس حيث قدم له الرئيس الأسد التعازي وتناول تفاصيل الحادثة..إن سيادة الرئيس غمرنا بطيبته وبلطفه ووعدنا بتحقيق المطالب التي طلبناها مع الشعب. وأكد والد الشهيد أن السيد الرئيس اعتبر حمزة ابنا له وتأثر كثيرا مشيرا إلى أن الرئيس الأسد هو من طلب ذوي حمزة خصيصا كي يستمع لهم حول استشهاده. وأضاف والد الشهيد.. وعدنا الرئيس الأسد بإجراء إصلاحات في البلاد ستنفذ قريبا جدا ابتداء من الغد«اليوم» وتصب كلها في مصلحة المواطنين وكان لقاؤنا معه جيدا جدا وسررنا بمقابلة سيادته فمكارمه معروفة للشعب إذ قدم له الكثير وسيقدم أكثر. من جهته قال عم الشهيد حمزة.. أقول للشعب السوري إن الإعلام لا يهمنا بقدر اهتمامنا بأن تكون الحقائق صحيحة وكاملة مضيفا إنه فيما يخص جثة الشهيد حمزة استلمناها أصولا من المشفى الوطني في درعا وما عرض كان كله موثقا بتقرير صحيح للطب الشرعي تمت كتابته في النيابة العامة ولدينا صورة عنه وما تبقى من إجراءات ستكون ضمن تحقيق كامل. وأشار عم الشهيد إلى أن الرئيس الأسد أكد تشكيل لجنة اليوم «أمس» للتحقيق بالموضوع بشكل مفصل للوصول إلى الحقيقة وقد عز عليه استشهاد حمزة وكأنه ابنه. من جهته اعتبر الدكتور مجدي فارس أستاذ علم النفس الإعلامي بجامعة دمشق أن العالم يعيش فوضى إعلامية مخططا لها وتستخدم لتحقيق أهدافها مجموعة أدوات منها استخدام كلمات رنانة لا أساس لها إضافة إلى استخدام الصورة بشكل مغرض عبر بث طوفان من الصور لقلب الهرم الإعلامي وهو الأمر الذي حصل في حادثة الشهيد حمزة الخطيب. ولفت فارس إلى أن هناك مسؤولية تقع على المشاهدين في الإدراك الانتقائي لما يتعرضون له من مشاهد عبر مقاطعة بعض القنوات وعدم نقل الإشاعات وتوتير الرأي العام كما يخطط له من يقوم بالتضليل الإعلامي لتجييش الرأي العام في سورية. وطالب فارس القنوات التي تقوم بالتضليل الإعلامي المخطط له بتقديم اعتذار للشعب السوري لأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بالكذب وتناقض الحقيقة عبر الفبركة الإعلامية. وفي السياق ذاته وانطلاقا من الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السورية وعلى أعلى المستويات للتحقق من الادعاءات بشأن جثة الشهيد حمزة الخطيب أصدر وزير الداخلية اللواء محمد الشعار قرارا يقضي بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة معاون وزير الداخلية وعضوية كل من مدير إدارة الأمن الجنائي والنائب العام العسكري وقائد الشرطة العسكرية ورئيس فرع التحقيق في إدارة الأمن الجنائي بهدف كشف كل الملابسات التي أحاطت بهذه الحادثة وعرض نتائجها أمام الرأي العام على أن تباشر لجنة التحقيق أعمالها ابتداء من اليوم «أمس» وتقدم نتائجها خلال أيام. وقالت الفضائية السورية في ختام تقريرها إنه في نهاية ما تم تقديمه من معلومات سابقة يتبين أن حمزة الخطيب لم يدخل السجن يوما ولم يتم توقيفه نهائيا ويبقى موضوع الهجوم على مساكن صيدا منظورا أمام القضاء الذي ستكشف تحقيقاته تفاصيل الهجوم ليحفظ الحقوق لأصحابها. |
|