|
طلبة وجامعات وصناعته وهذه الأخيرة ليست مفردة غريبة في أي مجال بحث هذه الأيام. في كتابه استراتيجية المذاكرة يقدم الدكتور مصطفى أبو سعد ، خطوات محددة تسهل عملية الدراسة وهضم المعلومات واستعادتها، ومن ضمنها احذف كلمة «سوف» من حياتك ولا تؤجل شيئاً، واحذر الإيحاءات السلبية كالقول أنا فاشل أو المادة صعبة، وثق بتوفيق الله وابذل الأسباب لذلك، وثق في أهمية العلم والتعلم، واحذر رفقاء السوء وقتلةالوقت، نظم دفاتر ملاحظاتك لترتاح أثناء مراجعتك للمعلومات فيها، ثم أدّ واجباتك أولاً بأول، يومياً، والاستعداد للامتحان، استعداد لرحلة فتزوّد بأحسن الوقود، التغذية الجيدة، الإكثار من الفاكهة والخضراوات، والامتناع عن المأكولات والوجبات السريعة، وأخيراً إذا كنت تعاني من الإجهاد والتعب، عليك أن تنال قسطاً من الراحة قبل البدء بالدراسة، فلكل شيء في الحياة مكان وضرورة. ولا شك أن عوامل عدة خارجية لا بد من توفرها لتعطي الدراسة الفائدة المرجوة منها، كالبيئة التي يدرس فيها الطالب وهي عامل في غاية الأهمية، وهذه قد تختلف بين فرد وآخر، فالبعض يفضل جو العزلة والهدوء التام، والبعض الآخر يفضلون جواً فيه قليل من الضجيج الذي يوحي بالحياة والحركة لا العزلة، فمن المهم أن يحدد الطالب ما يناسبه وأن يعمل على تهيئة ذلك الجو، على أن يكون المكان معداً ومنظماً بشكل يسهل فيه التعامل مع ما يحتاجه الطالب من كتب وأدوات ومعدات وبالتالي فإن مجرد الدخول إلى هذا المكان سيعني الدخول في أجواء تشعرك بالخصوصية والابتعاد عما يشتت الانتباه عن الدراسة، هذا عدا عن ضرورة توفر التهوية الجيدة والإضاءة المناسبة. ويرى بعض الاستشاريين في هذا المجال أن وقت الدراسة على طريقة أن تدرس وكأنك تتعرف إلى المعلومة للمرة الأولى قد ولى إلى غير رجعة، في حين أن الدراسة اليوم تحتاج لوضع خريطة دقيقة تبدأ بعنوان المادة المطلوب دراستها ويتفرع عنها وحدات ولكل باب فصول حتى الوصول إلى أصغر الجزئيات وعلى ورقة واحدة، ويضع الطالب هذه الخريطة في مكان يمكنه من رؤيتها دائماً مما يفيد في ربط المعلومات واستيعابها بشكل كلي شامل ومعرفة الجزئيات فيها. وبدل أن يقف الطالب عاجزاً أمام فصل معين من الكتاب أو عنوان معين، كونه لم يستطع استيعابه بالشكل اللازم، فمن الممكن أن يستعمل تقنية النجوم أو الأرقام، فيحدد العدد الأقصى من النجوم أو الأرقام التي تشير إلى فهمه كأن يكون سبع نجوم أو رقم سبعة، ويضع لكل جزئية ما يشير إلى مستوى استيعابه، فيكون لديه في المحصلة عبارة مثل: في المادة (س) الجزء (ع) الفقرة (ص)، على سبيل المثال، تضع سبع نجوم، ومادة أخرى وبنفس الترتيب، يكون لديك نجمة واحدة، ثم ترتب المواد والنجوم أو الأرقام، ويفضل بالطبع الرموز على الأرقام، على ورقة بحيث تبدأ من النجوم الأكثر عدداً إلى الأقل. ولا بد لتثبيت المعلومات من عصف ذهني يعتمد على إثارة الأسئلة وإيجاد الإجابات لها، ويعتمد ذلك على الأسئلة المتوفرة في الكتاب نفسه أو في امتحانات سابقة، على أن تحل الأسئلة وكأننا في امتحان وأن يتم تقييم الإجابات أيضاً باستخدام النجوم. أما النصيحة الأهم التي يوردها الاستشاريون للدراسة فهي ألا تطفئ الأنوار، هل في ذلك غرابة؟ ربما لكن هناك من يعمد إلى الأضواء الخافتة بحثاً عن الهدوء ربما أو السكينة، إلا أن ذلك لا يفيد أثناء الدراسة. ويروى أن الإمام الشافعي عرف عنه حفظه من المرة الأولى، حتى أنه كان يغطي الصفحة التي لا يقرؤها من الكتاب حتى لا تتداخل مع الصفحة التي يريد حفظها، ويصيب في الرمي عشرة أهداف من عشرة، فأصاب يوماً تسعة أهداف، واستعصى عليه الحفظ، فمضى إلى صديق يستنصحه، وكان اسمه وكيع، فابتسم وقال له: اترك المعصية يا شافعي، وتلا له قول الله سبحانه وتعالى: «يهدي الله لنوره من يشاء» (النور:35) وقوله تعالى: « ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور» (النور: 40)، وتذكر الشافعي بعد تفكرأنه ارتكب معصية فندم وتاب وقال: شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي، وأخبرني أن العلم نور ونور الله لا يُهدى إلى العاصي. بعد أن يؤدي الطالب كل ما عليه من واجبات، وكما هو شأننا في أمور الحياة كلها، لا يتوقف عند التفكير فيما إذا كان سيصيب النجاح أم لا، لأن المهم أنه لم يوفر جهداً، وبعدها، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. وفي مجال طرق الدراسة وأدواتها هناك الكثير مما توصل إليه الباحثون والمهتمون، ولا بد أن بعضها، على الأقل سيكون ذا فائدة للطلاب. |
|