|
طب لقد قرأت يوماً أن كلية الطب في جامعة الهوزي بكندا عينت جلين داوني الأديب والشاعر المحترف ليعلم طلبة الطب قرض الشعر ونظمه، أملاً في أن يخفف هذا من الضغوط التي يتعرضون إليها، ويصقل قدراتهم، بحيث يكون الشعر متنفساً لهؤلاء الطلاب المضغوطين والمرهقين.. هناك أخطاء يرتكبها بعض الأطباء نتيجة الضغوط اليومية والمستمرة، تلحق الأذى بالمريض فتعود به إلى الوراء درجات، نعود إلى التساؤل: لماذا يخطىء الطبيب؟ وهل يعقل أن يتعمد الاهمال ليعرض سمعته وسمعة المهنة، وصحة مرضاه للخطر؟ طبعاً لا.. يقول الدكتور ريتشارد فريدمان، أحد أشهر أساتذة الطب في جامعة كولومبيا: إن الطبيب كغيره من البشر معرض للوقوع في الخطأ، غير أن هفواته لاتنشأ بالطبع عن التقاعس أو الإهمال، بل عن دوافع نفسية خارجة عن إرادته الطبيعية.. ودون أن يغوص في التفاصيل ، يتوصل الدكتور فريدمان إلى الاستنتاج أن التعب المتأتي عن العمل المتواصل في المستشفى أو العيادة، هو السبب الرئيسي الذي يؤدي بالطبيب إلى هذه الحالات الشاذة نسبياً... فقد أثبتت التجارب العملية على حد قول الدكتور فريدمان أن الطبيب الذي يفني نفسه بالعمل المتواصل دون أن يأخذ القسط الوافر من النوم والراحة يصبح في النهاية طبيباً متوتر الأعصاب تسيره السرعة في جميع أعماله، فيخطىء ويتكرر خطأه.. وتؤكد التقارير الطبية الحديثة في هذا المجال أن الأطباء الذين يحرمون من النوم لمدة 24 ساعة متواصلة بسبب العمل لايمكن أن يعودوا إلى حالتهم الطبيعية حتى بعد الاسترسال في النوم لساعات عديدة. ولذلك يوجه الدكتور فريدمان مع غيره من الأطباء دعوة إلى المستشفيات العامة والخاصة، تهدف إلى ضرورة إعطاء الطبيب المداوم قسطه الوافر من الراحة الجسدية والذهنية ليستطيع القيام بواجبه الإنساني على الوجه الأكمل. فالطبيب الذي لايحصل على معدل النوم الطبيعي الذي يحتاجه الجسم، يصاب على المدى البعيد بالتبلد الذهني والنفور من المهنة بحد ذاتها، وهنا يجثم الخطر، فويل للمرضى. |
|