تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التربية الإعلامية تجنب أبناءنا الانحراف

مجتمع
الأثنين 6-6-2011م
وائل المولى

للتربية أشكال عديدة تبدأ بالتربية المنزلية والمدرسية والجامعية وصولا إلى تربية المجتمع وغيرها من أنواع التربية لكن مع تطور الزمن والاتصالات والتكنولوجيا

برزت لدينا وسيلة جديدة من وسائل اكتساب المعلومات ألا وهي وسائل الإعلام والتي كثرت وتنوعت في الآونة الأخيرة فهذه الوسائل لم تعد تخاطب شريحة واحدة من المجتمع وإنما باتت تخاطب جميع شرائح المجتمع وبحسب أهواء كل فرد فيه والمشكلة الأكبر أن هذه الوسائل أصبحت في بعض المجتمعات ملهماً دينياً وأخلاقياً وسياسياً بل تعدت هذه المهمة لتصنع حروباً افتراضية وتغير تاريخ وجغرافيا الدول والشعوب .‏

لذلك أصبح واجباً علينا في عملية التنشئة إدراج التربية الإعلامية في دروس تربية أولادنا سواء في المنزل أم بالمؤسسات التربوية .‏

لابد أن العديد من الأشخاص قد اطلعوا سواء في وسائل الإعلام أم في القراءات الثقافية إلى أن الكثير من الدراسات المحلية والدولية قد أشارت إلى أن التعرض لوسائل الإعلام (التلفزيون، الأفلام، الفيديو، ألعاب الكمبيوتر، والجرائد والمجلات والكتب والدعايات، والانترنت) يحمل معه السلبيات والإيجابيات على الأطفال والمراهقين وحتى البالغين. لكن التربية الإعلامية يمكن أن تقلل من التأثيرات الضارة للإعلام. ومن الإيجابيات المحتملة لهذه الوسائل اختيار البرامج التلفزيونية ذات المغزى التعليمي ومقالات المجلات المحفزة للتفكير. أما السلبيات فتكمن في تبني العنف ومحاكاة المشاهد الجنسية واستسهال تدخين السجائر وتعاطي المسكرات والمخدرات وضعف التحصيل الدراسي وتعلم أساليب ارتكاب الجريمة والانحراف وقلة الحركة والنشاط والترويج للمواد الغذائية الضارة بالصحة.‏

ومن هنا تأتي أهمية التربية الإعلامية للأسرة للحد من التأثيرات الضارة لوسائل الإعلام على الأطفال والمراهقين والبالغين من خلال تعليمهم الأساليب المثلى في التعامل مع تلك الوسائل.‏

ويُجمل العلماء والمهتمون دور الأسرة في التربية الإعلامية في الآتي من خلال إدراك وفهم دور وسائل الإعلام في استخدام الرموز والصور التي تشكل فهمنا عمن نكون فردياً واجتماعياً، و تعلم الكيفية التي يمكن بها للإعلام التفاعلي أن يشكل ويؤثر في النسيج الاجتماعي للمجتمع والحياة الانسانية، بالإضافة إلى إظهار الاستخدام الواعي والمسؤول لاستخدام التقنية كأدوات تساهم من خلالها الأسرة في تقديم الأخبار المفيدة.‏

ويؤكد العلماء دور الوالدين بضرورة اتخاذ مجموعة من الخطوات للحد من التأثيرات السلبية لوسائل الاعلام منها: تشجيع الأبناء على الاختيار الواعي والمسؤول للبرامج التي يشاهدونها، ومشاركتهم فيما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرؤونه في وسائل الإعلام المختلفة ومناقشتهم في ذلك، بالإضافة إلى تعليم الأطفال والمراهقين والبالغين مهارات النقد لما يشاهدون، والأهم تحديد الوقت المخصص لوسائل الإعلام، مع لعب دور القدوة والنموذج في التعامل مع وسائل الإعلام أمام الأطفال من خلال الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل وتحديد أوقات التعامل مع وسائل الإعلام، كما يجب تبني نشاطات بديلة لوسائل الإعلام، والأهم خلق بيئة خالية من وسائل الإعلام الإلكترونية في غرف النوم، وتجنب استخدام وسائل الإعلام كمربيات للأطفال من أجل التخلص من إزعاجاتهم،مع التأكيد على تجنيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين من مشاهدة البرامج التلفزيونية قدر الإمكان.‏

خلاصة القول إن على الوالدين أن يتدخلا فيما يشاهده الأطفال من برامج في التلفزيون والإنترنت وألعاب الكمبيوتر والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام. ولكن هذا لا يمثل سوى خطوة واحدة في مساعدة وسائل الإعلام على لعب دور إيجابي في حياة الأطفال لأنها تحيط بنا من كل جانب وليس بالإمكان تجنبها في كل الأوقات. لذلك لابد من فلترة رسائل وسائل الإعلام وتطوير مهارات التساؤل حول تلك الرسائل وتحليلها وتقييمها في مناخ غير قمعي يسمح بالحوار والشفافية والمصارحة بين الطفل ووالديه.‏

وهذا هو المقصود بالتربية الإعلامية، فعندما تتولد لدى الطفل القدرة النقدية لما يقرأ فإنه سوف يفعل الشيء ذاته مع الصور والأصوات المتحركة أمامه. فالطفل يستطيع أن يتعلم فهم الرسائل المكشوفة والمبطنة في كل وسائل الإعلام. وبمجرد أن يتعلم الأطفال مهارات التربية الإعلامية فإنهم سوف يطرحون أسئلة ويفكرون في الرسائل التي يشاهدونها أو يقرؤونها أو يسمعونها، وبالتالي سوف يستمتعون بالقيام بذلك وتقل التأثيرات السلبية للإعلام بينهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية