تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العفو الرئاسي والتحدي الحزبي

معاً على الطريق
الاثنين 6-6-2011
ديانا جبور

مرسوم العفو الرئاسي عن معتقلي الرأي والمساجين السياسيين , بمن فيهم الأخوان المسلمون ,

سيعيد تشكيل الحياة السياسية في سورية , لأنني أجزم أن القيادة السورية (وهذه تحليلات وليست معلومات بطبيعة الحال) لم تكن لتطلق قدر بخار دون صمامات أمان في شارع يغلي جزء منه تحت تأثير المد الأصولي.‏

وصمام الأمان -كما أراه- إطار حزبي سياسي , أي سلمي, مقونن يحترم دستور البلاد ويكون مسؤولاً أمام السلطات القضائية والتنفيذية عن شارع يتطرف أحياناً في شكل التعبير عن مطالبه, لكن هذه الأحايين ذات تأثيرات مديدة .‏

هل يجب علينا كقوى علمانية وفي مقدمتنا البعثيون الخشية من أن يتحول التيار السري إلى تيار جارف بفعل العلنية والرسمية.‏

قبل أيام زارني صديق استذكر بحنين أيام النضال الحزبي والفاعلية الاجتماعية, فحدثني قائلاً: إنه كان يستطيع مع اثنين من رفاقه البعثيين أن يستحوذوا على جمهور المدرسة بمناظراتهم الفكرية مع ممثلي وأقطاب التعبيرات السياسية الأخرى الحاضرة في الشارع السوري , لكن ومع إلغاء النشاط الحزبي في أوساط الطلاب , تحولت مهمتهم من دعاة يمتلكون قوة الحجة ويحصدون عائد الإقناع إلى مراقبين يتابعون عن كثب , إنما بسرية , التزام القوى الأخرى بمضمون القرار , وبذلك جفف غياب الحوار العلني منابع الاجتهاد , وبدأت ساحات الفعل والحيوية تنكمش إلى زوايا استرخاء وتكيات كسولة , فما كان منه شخصياً إلا أن اعتزل العمل الحزبي وتفرغ لدراسته , وقد افتقد الشعور بفاعليته وبضرورة حضوره ومساهماته .‏

الحوار, المنافسة, العلنية... مفردات, أو بالأحرى مفاهيم, تحفز الطاقات , وتشذب الطروحات , وتقصي المتنفعين والمترهلين, أما على الضفة الأخرى فتقدم السرية أرضاً خصبة للطفيليات والتطرف الذي يقصي العقل ويستجدي الغريزة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية